إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ﴾.[1]
    جاء استعمال «الوحي» في القرآن الكريم في موارد متعددة، ومختلفة، يجمعها المعنى اللغوي الكلي وهو الإعلام بخفاء، وهذا المعنى الجامع موجود في بعضها حقيقة، وفي البعض الآخر مجازاً وادعاءً، كما لو كان الموحى إليه جماداً أو حيواناً لا يعقل.
    والوحي الذي يختص به الأنبياء، فإنّه إدراك خاص متميز عن سائر الإدراكات، فإنّه ليس نتاج الحسّ ولا العقل ولا الغريزة، وإنّما هو شعور خاص، لا نعرف حقيقته، يوجده الله سبحانه في الأنبياء.
    وهو شعور يغاير الشعور الفكري المشترك بين أفراد الإنسان عامة، لا يغلط معه النبي في إدراكه، ولا يشتبه، ولا يختلجه شك ولا يعترضه ريب في أنّ الذي يوحي إليه هو الله سبحانه.
    ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنْباءِ اَلْغَيْبِ‌ نُوحِيهِ إِلَيْكَ﴾، أي: من الغيوب الّتي لم تعرفها إلاّ بالوحي، لأنّ علم ما غاب عن الإنسان لا يمكن حصوله إلاّ بدراسة الكتب أو بالتعلّم أو بالوحي، ومعلوم أنّك لم تشاهد القصص ولم تقرأها من كتاب ولا تعلّمتها، إذ كان نشوؤك بين قوم لم يكونوا أهل كتاب، فواضح أنّك لم تعرف ذلك إلاّ بالوحي.
    فعَنِ اَلْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ‌ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ حَدِيثٌ‌ طَوِيلٌ يَقُولُ فِيهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌: ((ثُمَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ‌ يُخْبِرُهُ بِمَا غَابَ عَنْهُ مِنْ خَبَرِ مَرْيَمَ‌ وَعِيسَى يَا مُحَمَّدُ ﴿ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ اَلْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ﴾، فِي مَرْيَمَ وَاِبْنِهَا، وَبِمَا خَصَّهُمَا اَللهُ‌ بِهِ وَفَضَّلَهُمَا وَأَكْرَمَهُمَا حَيْثُ قَالَ‌: ﴿وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ‌﴾، يَا مُحَمَّدُ يَعْنِي بِذَلِكَ رَبَّ الملائكة‌ ﴿إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ‌﴾، حِينَ أَيْتَمَتْ مِنْ أَبِيهَا)).
    [2]
    ﴿وما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ‌﴾، أقداحهم الّتي يكتبون بها التوراة في النهر تبرّكا، يقترعون بها على مريم، فارتزّ قلم زكريّا وارتفع فوق الماء، ورسبت أقلام الباقين من الأحبار كما ذكر. والمراد تقرير كونه وحيا على سبيل التهكّم بمنكريه، فإنّ طريق معرفة الوقائع المشاهدة والسماع، وكان عدم السماع معلوما عندهم علما يقينيّا لا شبهة فيه عندهم، فبقي أن يكون الاتّهام باحتمال العيان، ولا يظنّ به عاقل، ونحوه: ﴿وما كُنْتَ بِجانِبِ اَلْغَرْبِيِّ﴾، ﴿وما كُنْتَ بِجانِبِ اَلطُّورِ
    [3].
    وقوله: ﴿أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ‌﴾، متعلّق بمحذوف دلّ عليه ﴿يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ﴾، أي: يلقونها ليعلموا أو لينظروا أو ليقولوا ﴿أيّهم يكفل مريم وما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ‌﴾، في شأنها تنافسا في كفالتها. وفي هذه الآية دلالة على أن للقرعة مدخلا في تميّز الحقوق.
    وقال الباقر عليه السّلام: ((أوّل من سوهم عليه مريم بنت عمران، ثمّ تلا: ﴿وما كُنْتَ‌ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ‌﴾، والسهام ستّة، ثمّ استهموا في يونس. ثمّ‌ كان عبد المطّلب ولد له تسعة بنين، فنذر في العاشر إن رزقه الله غلاما أن يذبحه، فلمّا ولد عبد الله لم يقدر أن يذبحه ورسول الله صلّى الله عليه وآله في صلبه، فجاء بعشرة من الإبل فساهم عليها وعلى عبد الله، فخرجت السهام على عبد الله، فزاد عشرا، فلم تزل السهام تخرج على عبد الله ويزيد عشرا، فلمّا أن أخرجت مائة خرجت السهام على الإبل، فقال عبد المطّلب: ما أنصفت ربّي، فأعاد السهام ثلاثا فخرجت على الإبل، فقال: الآن علمت أنّ ربّي قد رضي بها، فنحرها)).
    [4]
    وعَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: ((ثُمَّ قَالَ اَللهُ لِنَبِيِّهِ: ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنْباءِ اَلْغَيْبِ‌ نُوحِيهِ إِلَيْكَيَا مُحَمَّدُ ﴿وما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ‌ مَرْيَمَ‌ وما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ‌﴾، قَالَ لَمَّا وُلِدَتْ اِخْتَصَمُوا آلُ عِمْرَانَ فِيهَا وَكُلُّهُمْ قَالُوا نَحْنُ نَكْفُلُهَا فَخَرَجُوا وَضَرَبُوا بِالسِّهَامِ بَيْنَهُمْ فَخَرَجَ سَهْمُ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلاَمُ)).[5]

    [1] سورة آل عمران، الآية: 44.
    [2] تفسير العياشي، ج 1، ص 173.
    [3] سورة القصص، الآيتان: 44 و46.
    [4] وسائل الشيعة، ج 18، ص 190.
    [5] بحار الأنوار، ج 14، ص 200.


  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​​
      ​​​​​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X