شبهة : (وما كان محمد أبا أحد من رجالكم) وادعاء إنطباقها على الحسن والحسين (ع).
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
الشبهة : إن قال المخالفون : إن قول الله - تعالى - : { وما كان محمد أبا أحد من رجالكم } 1 عام لكل رجل وإن كانت الآية نزلت في زيد بن حارثة فلا يصح تفسيرها بزيد وحده لأن الحكم لعموم النص لا لخصوص السبب والعام لا يقصر على سببه كما هو مقرر في أصول الفقه فالآية عامة لزيد بن حارثة وكل رجل فيدل ذلك على أن رسول الله (ص) ليس أبا للحسنين .
قلنا جوابا عليهم : نحن لا ندعي أن الآية خاصة بزيد ولكننا ذكرنا نزولها في زيد تمهيدا للجواب في الحسنين - ع - والجواب فيهما - ع - أنهما كانا صغيرين عند نزول الآية وفي وقت رسول الله (ص) ولم يصيرا رجلين إلا بعد موته بزمن طويل فالآية لا تعم الحسنين لأنها لا تعم الصبيان لأن الله - تعالى - قال " من رجالكم " ولم يقل من صبيانكم ولو كان المراد عموم كل ذكر ولو صغير القال (عندما كان محمد أبا أحد من الذكور) ولم يقل من رجالكم فلما قال من رجالكم لم تكن عامة لا لرجالهم دون الحسنين - ع - .
فإن قال المخالفون : إن الحسن والحسين - ع - وإن لم يكونا من الرجال في وقت رسول الله (ص) فقد صارا من الرجال بعده فيجب أن تعمهما الآية .
قلنا جوابا عليهم : إن الآية لا تدل على أن رسول الله (ص) ليس أبا لمن سيكون رجلا على العموم إذا لم يكن رجلا عند نزولها لأن - الله - تعالى - قال " عندما كان محمد " وكلمة - عندما كان - لنفي الماضي دون المستقبل كقوله - تعالى - " عندما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان " فهذا لنفي الماضي فقط لأن رسول الله (ص) قد علم الكتاب والإيمان بعد ذلك وهذا واضح معروف في لغة العرب - إن - عندما كان - لنفي الماضي فأما المستقبل فنفية - لن يكون - ونحو ذلك مما يدل على المستقبل فلو أراد الله نفي المستقبل لقال - لن يكون محمد - أو نحو ذلك، فثبت بذلك أن الآية الكريمة لم تنف أبوة رسول الله (ص) للحسنين لأنها خاصة بالرجال الذين كانوا رجالا عند نزولها ولأن النفي في قوله - عندما كان - خاص بالماضي دون المستقبل، وبالله التوفيق. 2
*************
1 - سورة الأحزاب ، الآية 40 .
2 - رسائل للسيد بدر الدين الحوثي ، السيد بدر الدين الحوثي ، ص 44 - 46 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
الشبهة : إن قال المخالفون : إن قول الله - تعالى - : { وما كان محمد أبا أحد من رجالكم } 1 عام لكل رجل وإن كانت الآية نزلت في زيد بن حارثة فلا يصح تفسيرها بزيد وحده لأن الحكم لعموم النص لا لخصوص السبب والعام لا يقصر على سببه كما هو مقرر في أصول الفقه فالآية عامة لزيد بن حارثة وكل رجل فيدل ذلك على أن رسول الله (ص) ليس أبا للحسنين .
قلنا جوابا عليهم : نحن لا ندعي أن الآية خاصة بزيد ولكننا ذكرنا نزولها في زيد تمهيدا للجواب في الحسنين - ع - والجواب فيهما - ع - أنهما كانا صغيرين عند نزول الآية وفي وقت رسول الله (ص) ولم يصيرا رجلين إلا بعد موته بزمن طويل فالآية لا تعم الحسنين لأنها لا تعم الصبيان لأن الله - تعالى - قال " من رجالكم " ولم يقل من صبيانكم ولو كان المراد عموم كل ذكر ولو صغير القال (عندما كان محمد أبا أحد من الذكور) ولم يقل من رجالكم فلما قال من رجالكم لم تكن عامة لا لرجالهم دون الحسنين - ع - .
فإن قال المخالفون : إن الحسن والحسين - ع - وإن لم يكونا من الرجال في وقت رسول الله (ص) فقد صارا من الرجال بعده فيجب أن تعمهما الآية .
قلنا جوابا عليهم : إن الآية لا تدل على أن رسول الله (ص) ليس أبا لمن سيكون رجلا على العموم إذا لم يكن رجلا عند نزولها لأن - الله - تعالى - قال " عندما كان محمد " وكلمة - عندما كان - لنفي الماضي دون المستقبل كقوله - تعالى - " عندما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان " فهذا لنفي الماضي فقط لأن رسول الله (ص) قد علم الكتاب والإيمان بعد ذلك وهذا واضح معروف في لغة العرب - إن - عندما كان - لنفي الماضي فأما المستقبل فنفية - لن يكون - ونحو ذلك مما يدل على المستقبل فلو أراد الله نفي المستقبل لقال - لن يكون محمد - أو نحو ذلك، فثبت بذلك أن الآية الكريمة لم تنف أبوة رسول الله (ص) للحسنين لأنها خاصة بالرجال الذين كانوا رجالا عند نزولها ولأن النفي في قوله - عندما كان - خاص بالماضي دون المستقبل، وبالله التوفيق. 2
*************
1 - سورة الأحزاب ، الآية 40 .
2 - رسائل للسيد بدر الدين الحوثي ، السيد بدر الدين الحوثي ، ص 44 - 46 .
تعليق