إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾.[1]
    ﴿وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾، رسالته الأولى إلى بنى إسرائيل بما أنّهم قومه وأمّه عليها السلام من بناتهم ولا تضرّ تلك الرسالة بعموميّة دعوته عليه السلام لأنّه من الأنبياء أولى العزم صاحبي الشريعة، كما في سورة الشورى، والدليل على عموميّة نبوّة أولى العزم من الأنبياء أنّ كتابهم وشريعتهم ثابتان مأخوذان فيما بين أحدهم إلى الآخر لسائر الأنبياء وإن كانوا مرسلين إلى أمم أخرى.
    ﴿أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ‌﴾، بحجّة ﴿مِنْ رَبِّكُمْ‌﴾، دالّة على صحّة نبوّتي وهي خلق الطير وغيره ﴿أَنِّي أَخْلُقُ‌﴾، أي اقدّر، وأشكّل لأنّه قد ثبت أنّ العبد لا يكون خالقا بمعنى التكوين والإبداع فوجب أن يكون بمعنى التسوية والتقرير ﴿َلَكُم‌﴾، لجهة حصول إيمانكم ورفع تكذيبكم إيّاي ﴿مِنَ اَلطِّينِ‌﴾، شيئا ﴿كَهَيْئَةِ اَلطَّيْرِ﴾، ومثل صورته ﴿فَأَنْفُخُ فِيهِ‌﴾، أي في الشيء المماثل للطير أنفخ ﴿فَيَكُونُ طَيْراً﴾، حيّا طيّارا كسائر الطيور ﴿بِإِذْنِ اللهِ﴾، أي بأمره والإحياء منه تعالى لا منّي، وقد روي عن الإمام اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: ((كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِالْكُوفَةِ فِي اَلْجَامِعِ إِذْ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ اَلشَّامِ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسَائِلَ فَكَانَ فِيمَا سَأَلَهُ أَنْ قَالَ لَهُ أَخْبِرْنِي عَنْ سِتَّةٍ لَمْ يَرْكُضُوا فِي رَحِمٍ فَقَالَ آدَمُ وَحَوَّاءُ وَكَبْشُ إِبْرَاهِيمَ وَعَصَا مُوسَى وَنَاقَةُ صَالِحٍ وَاَلْخُفَّاشُ اَلَّذِي عَمِلَهُ عِيسَى اِبْنُ مَرْيَمَ فَطَارَ بِإِذْنِ اَللهِ عَزَّ وَجَلَّ)).
    [2]
    ﴿وأُبْرِئُ اَلْأَكْمَهَ واَلْأَبْرَصَ‌﴾، أي أشفي الّذي ولد أعمى، والبرص هو بياض في الجلد لم تكن العرب تنفر من شيء نفرتها منه تتطيّر منه، وإذا استحكم فلا برء له ولا يزول بالعلاج. وإنّما خصّهما بالذكر للشفاء لأنّهما ممّا أعيى الأطبّاء في تداويهما وكانوا في غاية الحذاقة في زمن عيسى وسألوا الأطبّاء عنهما فقال جالينوس وأصحابه: إذا ولد أعمى لا يبرأ بالعلاج وكذا إذا كان البرص بحال لو غرزت الإبرة فيه لا يخرج منه الدم لا يقبل العلاج.
    فرجعوا إلى عيسى وجاءوا بالأكمه والأبرص فمسح يده بعد الدعاء عليهما فأبصر الأعمى وبرئ الأبرص فآمن به البعض وجحد البعض وقالوا: سحر هذا.
    ثمّ قال عيسى: ﴿وَأُحْيِ اَلْمَوْتى بِإِذْنِ اَللهِ‌﴾، فسألوا جالينوس عنه فقال: الميّت لا يحيى بالعلاج فإن كان هو يحيي فهو نبيّ وليس بطبيب؛ فطلبوا أن يحيي الموتى فأحيا أربعة أنفس منها ما ورد عَنْ عَبْدِ اَللهِ بْنِ سُلَيْمٍ اَلْعَامِرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: ((إِنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ جَاءَ إِلَى قَبْرِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ وَكَانَ سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُحْيِيَهُ لَهُ فَدَعَاهُ فَأَجَابَهُ وَخَرَجَ إِلَيْهِ مِنَ اَلْقَبْرِ فَقَالَ لَهُ: مَا تُرِيدُ مِنِّي؟ فَقَالَ لَهُ: أُرِيدُ أَنْ تؤنسني كَمَا كُنْتَ فِي اَلدُّنْيَا، فَقَالَ لَهُ: يَا عِيسَى مَا سَكَنَتْ عَنِّي حَرَارَةُ اَلْمَوْتِ وَأَنْتَ تُرِيدُ أَنْ تُعِيدَنِي إِلَى اَلدُّنْيَا وَتَعُودَ عَلَيَّ حَرَارَةُ اَلْمَوْتِ، فَتَرَكَهُ فَعَادَ إِلَى قَبْرِهِ)).
    [3]
    ثمّ طلبوا آية أخرى فقال: ﴿وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ‌﴾، من أنواع المآكل ﴿وَما تَدَّخِرُونَ‌﴾، وتخبئون للغد ﴿فِي بُيُوتِكُمْ‌﴾، فكان يخبر الرجل بما أكل قبل وبما يأكل بعد ويخبر الصبيان وهو في المكتب بما يصنع أهلهم وبما يأكلون ويخبئون لهم وكان الصبيّ ينطلق إلى أهله ويبكي عليهم حتّى يعطوه ما خبئوا له ثمّ قالوا: لصبيانهم لا تلعبوا مع هذا الساحر، وجمعوهم في بيت فجاء عيسى يطلبهم، فقالوا: ليسوا في هذا البيت، فقال: فمن في هذا البيت، قالوا: خنازير، فقال عليه السّلام: كذلك يكونون، فإذا هم خنازير. ﴿إِنَّ فِي ذلِكَ﴾، أي من الخوارق ﴿لَآيَةً‌﴾، عظيمة ﴿لَكُمْ‌﴾، دالّة على صحّة نبوّتي ﴿إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾، انتفعتم بها.


    [1] سورة آل عمران، الآية: 49.
    [2] الخصال(للصدوق)، ج 1، ص 322.
    [3] الكافي، ج 3، ص 260.

    التعديل الأخير تم بواسطة الاشتر; الساعة 04-11-2024, 10:16 PM.

  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X