بسم الله الرحمن الرحيم
اشتهر الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) بهذا اللقب من دون سائر الرجال، ولهذا اللقب دلالة بعيدة الغور،
لأن أهل البيت (عليهم السلام)
قد جمعوا غر الفضائل والمناقب وجميل الصفات، ومن أبرز تلك الخصال (الكرم)،
وقد عرّفوه: بأنه إيثار الغير بالخير، ولا تستعمله العرب إلاّ في المحاسن الكثيرة، ولا يقال كريم حتى يظهر منه ذلك.
والكريم هو الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل، ومن ذلك يعلم أن للكرم معنى واسعاً لا ينحصر في بذل المال أو إقراء الضيف أو حسن الضيافة، فإنها من مصاديق الكرم لا تمام معناه، وعلى ضوء هذا المعنى الشامل للكرم تجلى لنا المراد من وصف أهل البيت (عليهم السلام) بأنهم أكرم الناس على الاطلاق لما اشتملوا عليه من أنواع الخير والشرف والفضائل، وقد حفظ لنا التاريخ شيئاً من ذلك وحدّث به الرواة، كما يتجلى لنا أيضاً من خلاله اتصاف الإمام الحسن (عليه السلام) بهذه الخصلة واشتهاره بها فإنه كان كثير الإنفاق على الفقراء وقد خرج لله عن ماله مرات عديدة وكان يؤثر بالمال كل طالب له منه ولم يؤثر عنه أنه ردّ سائلاً يوماً ما.
وخلاصة ما يمكن أن يقال في هذا المجال هو: ان اختصاص بعض الأئمة (عليهم السلام) بألقاب معينة واشتهارها فيهم يحتمل فيه وجهان:
الأول: ان تلك الألقاب توقيفية أطلقت عليهم من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويؤيده بعض الأخبار كحديث اللوح وغيره.
الثاني: ان تلك الألقاب اشتهروا بها نتيجة لظروف موضوعية اتفقت لكل منهم في الأزمنة التي عاشوا فيها.
وهو لا يدل بأي حال من الأحوال على أن يكون مفاد الشهرة (وهو الخصلة المشتهر بها لكل منهم) غير موجودة لدى سائرهم، بل كل إمام كريم وكاظم وعالم وصادق وجواد ورضا، لأن مداليل .
تعليق