إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد






    قال الله تعالى: ﴿وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾.[1]
    وقد صدرت مكيدة من أهل الكتاب لتضليل الناس وأن لا يتعلقوا بدين الإسلام، حيث يظهرون عملا يصورهم عند الناس في صورة المنصف وأنهم إنما لم يتبعوا الإسلام لأنهم لم يجدوه حقا ﴿وَقالَتْ‌ طائِفَةٌ‌﴾، أي جماعة مِنْ ﴿أَهْلِ اَلْكِتابِ‌﴾، بعضهم لبعض ﴿آمِنُوا﴾، أي أظهروا الإيمان ﴿بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى اَلَّذِينَ آمَنُوا﴾، أي بالقرآن ﴿وَجْهَ‌ اَلنَّهارِ﴾، أي أول الصبح، فقولوا إنا آمنا بمحمد وكتابه لأنا وجدناه في كتبنا ﴿وَاُكْفُرُوا آخِرَهُ﴾، أي آخر النهار فقولوا بعد أن آمنا رجعنا إلى صفات محمد ثانيا فوجدناها ليست كما ذكر في كتابنا، فإن هذا العمل يريكم في أعين الناس منصفين حيث آمنتم بمحمد بمجرد علمكم بحقيقته، وإنما رجعتم حيث ظهر لكم عدم الحقيقة، فتوهمون الناس أنكم منصفون صادقون تريدون الحق ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ‌﴾.
    فمن الحيل التي تخيل اهل الكتاب بتشاورهم أن يؤمن بعضهم بالقرآن اول النهار حتى يتوهم المؤمنون أنهم رفعوا اليد عن اغراضهم وصار غرضهم الوصول الى الحق، ثم يكفروا آخر النهار ويقولون: إنا توهمنا كونه حقا فأخذنا به، ثم تأملنا فيه ورأينا أنه على الباطل فرجعنا، فإن هذا يصير سببا لتزلزل الضعفاء من المؤمنين، في اعتقادهم حيث يقولون لو كان عدم ايمان هؤلاء من باب العصبية فلم آمنوا وجه النهار؟ فيعلم أن غرضهم لا يكون الا الله، ورؤيتهم جهة البطلان في القرآن صارت سببا لرجوعهم وقالوا بعد تلك المشورة ولا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم، فأعلم الله نبيه صلّى الله عليه وآله لإبطال تلك الحيلة بأن يقول للمؤمنين أن الهدى وهو هدى الله أن يكون لاحد مثل ما اوتيتم من القرآن، أي إذا رأيتم اتيان مثل القرآن وأدعى الآتي بالمثل بطلان قرآنكم؛ فالانحراف يكون حقا وهذا لا يصير أبدا لأن الله واحد لا تعدد فيه ولا يناقض غرضه، فإن انزاله القرآن كان للهداية ولا ينزل قرآنا آخر في مقابله حتى يكون ناقضا لغرضه.
    وكذلك هدى الله أن يكون لهم قدرة على محاجتكم عند الله بأن يكون لهم برهان عقلي في قبالكم أو براهين عقلية، حيث إن العقل من قبل الله والبرهان العقلي هداية الله، وهذا ايضا مما لا يمكن في قبال القرآن.
    اذ قد عرفت بأن القرآن كله مطابق للعقل، والبرهان العقلي لا يمكن أن يقام على طرفي النقيض، فاذا لم يكن للخصم أحد الامرين من قرآن مثله أو دليل عقلي برهاني، فلا اعتناء بهم من دخولهم وخروجهم لفتح باب الشيطنة والنكران والحيل.
    ثم امر النبي صلّى الله عليه وآله أن ينصحهم وأن يرش الماء على قلوبهم الحارة حيث لا يتوصلون الى مقاصدهم بأن هذه الطفرات لأي جهة، وليس لاحد من قبل نفسه شيء حتى صار سببا لبغضائكم مع الواجد: بل ليس منه الا الاستعداد والقابلية والفضل من الله، ويعطي الكمال من يعلم بكون الصلاح في اعطائه الكمال والاعتراض على الله والدق فيه لا يكون حسنا، ولو رأى الصلاح في اعطائكم ما أعطاني يعطيكم ايضا لسعة فضله، فالاختصاص بالرحمة لأجل قصوركم عن شمول تلك الرحمة فلا اعتراض ولا وجه لإظهار البغض.
    وَفِي رِوَايَةِ أَبِي اَلْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: ((فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ اَلْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى اَلَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ اَلنَّهارِ وَاُكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَفَإِنَّ رَسُولَ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ لَمَّا قَدِمَ اَلْمَدِينَةَ وَهُوَ يُصَلِّي نَحْوَ اَلْبَيْتِ اَلْمُقَدَّسِ أَعْجَبَ ذَلِكَ اَلْيَهُودَ فَلَمَّا صَرَفَهُ اَللهُ عَنْ بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ إِلَى بَيْتِ اَللهِ اَلْحَرَامِ وَجَدَتِ اَلْيَهُودُ مِنْ ذَلِكَ وَكَانَ صَرْفُ اَلْقِبْلَةِ صَلاَةَ اَلظُّهْرِ فَقَالُوا صَلَّى مُحَمَّدٌ اَلْغَدَاةَ وَاِسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا فَآمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَجْهَ اَلنَّهَارِ وَاُكْفُرُوا آخِرَهُ يَعْنُونَ اَلْقِبْلَةَ حِينَ اِسْتَقْبَلَ رَسُولُ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ اَلْمَسْجِدَ اَلْحَرَامَ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ إِلَى قِبْلَتِنَا))
    [2].
    [1] سورة آل عمران، الآية: 72.
    [2] مستدرك الوسائل، ج 3، ص 169.


  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​​​​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​​​
      ​​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X