بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يمكن للباحث المتعمق في السيرة الحسينية أن يفهم حركة الإمام الحسين عليه السلام وثورته ما لم يتعرّف على شريكته في الثورة، عنيت بها السيدة الحوراء زينب بنت أمير المؤمنين عليهما السلام.
فمن هي هذه السيدة الجليلة، التي زاحمت الأئمة عليهم السلام في مقاماتهم، حتى قال الشاعر في حقها، ونعم ما قال:
بأبي التي ورثت مصائب أمها
فغدت تقابلها بصير أبيها؟
هي زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليهما السلام، أمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولدت قبل وفاة جدها صلى الله عليه وآله وسلم بخمس سنين في شهر جمادي الأولى من السنة السادسة للهجرة، "أو الخامسة" ونشأت في ذلك البيت الطاهر نشأة حسنة كاملة فاضلة عالمة، من شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
تزوجت من ابن عمها عبد الله بن جعفر فولدت له أربعة أبناء وبنتاً وهم: محمد، علي، عباس، وعون الأكبر، أما البنت فكانت تسمى أم كلثوم.
جمعت فيها عليها السلام من صفات الجلال والجمال ما لم يُشهد له مثيلٌ.
قال بعض الأفاضل واصفاً إياها: "السيدة الطاهرة الزكية بنت الإمام علي بن أبي طالب وشقيقة ريحانتيه لها أشرف نسب وأجل حسب وأكمل وأطهر قلب. فكأنها صيغت في قالب صمّخ بعطر الفضائل. فالمستجلي آثارها يتمثل أمام عينيه رمز الحق. رمز الفضيلة. رمز الشجاعة. رمز المروءة. وفصاحة اللسان. وقوة الجنان. مثال الزهد والورع. مثال العفاف والشهامة".
* زينب في بعض فضائلها
أما العفاف فقد بلغت غايته حتى سميت عقيلة بني هاشم والعقيلة عند العرب هي المخدرة الكريمة، لكن تخدر زينب عليها السلام لم يشابهه تخدر امرأة، ففي بعض الليالي كان أمير المؤمنين والحسنان وزينب عليهم السلام في زيارة قبر فاطمة عليها السلام، ولما طلب أمير المؤمنين من الحسنين أن يوصلاها إلى البيت، أوصاهما أن يطفئا السراج في الطريق حتى لا يرى أجنبي ظلها. وكان ابن عباس عندما يروي عنها يقول: "حدثتني عقيلتنا زينب بنت علي".
أما العبادة فكانت ثانية أمها الزهراء في العبادة، وكانت تؤدي نوافل الليل كاملة في كل أوقاتها، ولم تتركها حتى ليلة السبي العظيمة على قلبها، فكانت تصليها وهي على ظهر الراحلة، ويكفي دلالة على عظم قدرها أن الحسين عليه السلام عندما ودع عياله وداعه الأخير يوم عاشوراء قال لها: يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل.
أما العلم فقد استقته من ينبوع النبوة وفيض الإمامة، وكانت كما قال في حقه الإمام السجاد عليه السلام: أنت يا عمة عالمة غير معلمة فهمة غير مفهمة، وقد استفاد العلماء عصمتها من خلال هذا الحديث الشريف فهو يؤكد أنها ممن يتلقى العلم اللدني من الله مباشرة دون حاجة إلى تعلم أو تفهيم وهذه مرتبة من مراتب الإمامة والعصمة، وبذلك تصلح أن تكون مستودعاً للأسرار الإلهية.
ففي الحديث أن علياً بن الحسين عليه السلام لما نظر إلى أهله مجزرين وبينهم مهجة الزهراء بحالة تذيب القلوب اشتد قلقه وكادت تزهق روحه، فلما تبينت ذلك منه زينب أخذت تصبّره قائلة: "مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وأخوتي، فوالله أن هذا لعهد من الله إلى جدك وأبيك.
ولقد أخذ الله ميثاق أناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض وهم معروفون في أهل السموات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المقطعة والجسوم المضرجة فيوارونها، وينصبون بهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره، ولا يمحى رسمه على مرور الليالي والأيام وليجتهدنّ أئمة الكفر وإشياع الضلال في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا علواً".
فلاحظ عزيزي القارىء قولها "فوالله أن هذا لعهد من الله" تعرف ما رمناه من استيداع الأسرار الإلهية عندها.
قال الشيخ المامقاني في "تنقيح المقال":
زينب في الصبر والتقوى وقوة الإيمان والثبات وحيدة، وهي في الفصاحة والبلاغة كأنها تفرغ عن أمير المؤمنين كما لا يخفى على من أمعن النظر في خطبتها، ولو قلنا بعصمتها لم يكن لأحد أن ينكر إن كان عارفاً بأحوالها في الطف وما بعده، كيف ولولا ذلك لما حمّلها الحسين عليه السلام مقداراً من ثقل الإمامة أيام مرض السجاد، وما أوصى إليها بجعلة من وصاياها، ولما أنابها السجاد عليه السلام نيابة خاصة في بيان الأحكام وجملة أخرى من آثار الولاية.
صبرها وشجاعتها
فكانت وحيدة في ذلك، فإذا قيل "أم المصائب" انصرف إليها وقال فيها الشاعر:
بأبي التي ورثت مصائب أمها فغدت تقابلها بصبر أبيها
وينبيك عن شجاعتها مواقفها المليئة بالبطولة والشجاعة يوم وقعت الواقعة بين الحق والباطل في كربلاء.
فمن هي هذه السيدة الجليلة، التي زاحمت الأئمة عليهم السلام في مقاماتهم، حتى قال الشاعر في حقها، ونعم ما قال:
بأبي التي ورثت مصائب أمها
فغدت تقابلها بصير أبيها؟
هي زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليهما السلام، أمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولدت قبل وفاة جدها صلى الله عليه وآله وسلم بخمس سنين في شهر جمادي الأولى من السنة السادسة للهجرة، "أو الخامسة" ونشأت في ذلك البيت الطاهر نشأة حسنة كاملة فاضلة عالمة، من شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
تزوجت من ابن عمها عبد الله بن جعفر فولدت له أربعة أبناء وبنتاً وهم: محمد، علي، عباس، وعون الأكبر، أما البنت فكانت تسمى أم كلثوم.
جمعت فيها عليها السلام من صفات الجلال والجمال ما لم يُشهد له مثيلٌ.
قال بعض الأفاضل واصفاً إياها: "السيدة الطاهرة الزكية بنت الإمام علي بن أبي طالب وشقيقة ريحانتيه لها أشرف نسب وأجل حسب وأكمل وأطهر قلب. فكأنها صيغت في قالب صمّخ بعطر الفضائل. فالمستجلي آثارها يتمثل أمام عينيه رمز الحق. رمز الفضيلة. رمز الشجاعة. رمز المروءة. وفصاحة اللسان. وقوة الجنان. مثال الزهد والورع. مثال العفاف والشهامة".
* زينب في بعض فضائلها
أما العفاف فقد بلغت غايته حتى سميت عقيلة بني هاشم والعقيلة عند العرب هي المخدرة الكريمة، لكن تخدر زينب عليها السلام لم يشابهه تخدر امرأة، ففي بعض الليالي كان أمير المؤمنين والحسنان وزينب عليهم السلام في زيارة قبر فاطمة عليها السلام، ولما طلب أمير المؤمنين من الحسنين أن يوصلاها إلى البيت، أوصاهما أن يطفئا السراج في الطريق حتى لا يرى أجنبي ظلها. وكان ابن عباس عندما يروي عنها يقول: "حدثتني عقيلتنا زينب بنت علي".
أما العبادة فكانت ثانية أمها الزهراء في العبادة، وكانت تؤدي نوافل الليل كاملة في كل أوقاتها، ولم تتركها حتى ليلة السبي العظيمة على قلبها، فكانت تصليها وهي على ظهر الراحلة، ويكفي دلالة على عظم قدرها أن الحسين عليه السلام عندما ودع عياله وداعه الأخير يوم عاشوراء قال لها: يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل.
أما العلم فقد استقته من ينبوع النبوة وفيض الإمامة، وكانت كما قال في حقه الإمام السجاد عليه السلام: أنت يا عمة عالمة غير معلمة فهمة غير مفهمة، وقد استفاد العلماء عصمتها من خلال هذا الحديث الشريف فهو يؤكد أنها ممن يتلقى العلم اللدني من الله مباشرة دون حاجة إلى تعلم أو تفهيم وهذه مرتبة من مراتب الإمامة والعصمة، وبذلك تصلح أن تكون مستودعاً للأسرار الإلهية.
ففي الحديث أن علياً بن الحسين عليه السلام لما نظر إلى أهله مجزرين وبينهم مهجة الزهراء بحالة تذيب القلوب اشتد قلقه وكادت تزهق روحه، فلما تبينت ذلك منه زينب أخذت تصبّره قائلة: "مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وأخوتي، فوالله أن هذا لعهد من الله إلى جدك وأبيك.
ولقد أخذ الله ميثاق أناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض وهم معروفون في أهل السموات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المقطعة والجسوم المضرجة فيوارونها، وينصبون بهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره، ولا يمحى رسمه على مرور الليالي والأيام وليجتهدنّ أئمة الكفر وإشياع الضلال في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا علواً".
فلاحظ عزيزي القارىء قولها "فوالله أن هذا لعهد من الله" تعرف ما رمناه من استيداع الأسرار الإلهية عندها.
قال الشيخ المامقاني في "تنقيح المقال":
زينب في الصبر والتقوى وقوة الإيمان والثبات وحيدة، وهي في الفصاحة والبلاغة كأنها تفرغ عن أمير المؤمنين كما لا يخفى على من أمعن النظر في خطبتها، ولو قلنا بعصمتها لم يكن لأحد أن ينكر إن كان عارفاً بأحوالها في الطف وما بعده، كيف ولولا ذلك لما حمّلها الحسين عليه السلام مقداراً من ثقل الإمامة أيام مرض السجاد، وما أوصى إليها بجعلة من وصاياها، ولما أنابها السجاد عليه السلام نيابة خاصة في بيان الأحكام وجملة أخرى من آثار الولاية.
صبرها وشجاعتها
فكانت وحيدة في ذلك، فإذا قيل "أم المصائب" انصرف إليها وقال فيها الشاعر:
بأبي التي ورثت مصائب أمها فغدت تقابلها بصبر أبيها
وينبيك عن شجاعتها مواقفها المليئة بالبطولة والشجاعة يوم وقعت الواقعة بين الحق والباطل في كربلاء.
تعليق