تويت
تحويل المسار الكلاسيكي أو جراحة تحويل المسار (Roux-en-Y Gastric Bypass) هو إجراء جراحي شائع يستخدم لعلاج السمنة المفرطة والأمراض المرتبطة بها مثل مرض السكري من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم. يُعتبر هذا النوع من جراحة السمنة من العمليات الجراحية الأكثر فعالية في تقليل الوزن وتحسين الصحة العامة، وتُعدّ إحدى التقنيات الأكثر شهرة في جراحة السمنة على مستوى العالم. ما هي جراحة تحويل المسار الكلاسيكي؟
تحويل المسار الكلاسيكي هو نوع من الجراحة التي تتضمن تغييرات في حجم المعدة وطريقة مرور الطعام عبر الأمعاء. تشمل العملية عدة خطوات رئيسية:
- تقليص حجم المعدة: يتم تقليص المعدة إلى جيب صغير بحجم البيضة تقريبًا، بحيث يُقلل من كمية الطعام التي يمكن تناولها في الوجبة الواحدة.
- تحويل المسار المعوي: يتم قطع الأمعاء الدقيقة بحيث يتم توجيه جزء من الأمعاء مباشرة إلى المعدة الصغيرة الجديدة. هذا يقلل من امتصاص الطعام والمواد الغذائية بشكل جزئي من خلال تقليل الاتصال بين المعدة والأمعاء الدقيقة.
- تغيير المسار الهضمي: بعد إجراء هذه التغييرات، يقوم الطعام بالمرور عبر المعدة الجديدة ثم يتجه إلى الأمعاء الدقيقة بعد تحويلها عبر المسار الجديد. هذا يحد من الامتصاص الكامل للسعرات الحرارية والدهون.
العملية تتضمن جزئين رئيسيين:
- الجيب المعدي الصغير: يتم تقليص حجم المعدة بشكل كبير، مما يسمح للمريض بتناول كميات صغيرة من الطعام والشعور بالشبع بسرعة. بذلك، يُحد من تناول الطعام.
- التجاوز (الباypass): يتم إعادة توجيه الطعام عبر الأمعاء الدقيقة عبر مسار مختصر، مما يقلل من كمية الطعام التي يتم امتصاصها في الأمعاء ويقلل من عدد السعرات الحرارية الممتصة.
- فقدان الوزن السريع والفعال: يمكن أن يؤدي تحويل المسار إلى فقدان كبير للوزن. يتراوح المتوسط من 60% إلى 80% من الوزن الزائد في السنة الأولى بعد الجراحة.
- تحسين الأمراض المرتبطة بالسمنة: يمكن أن يساعد في تحسين أو حتى شفاء بعض الأمراض المرتبطة بالسمنة مثل:
- السكري من النوع 2: يتحسن مستوى السكر في الدم لدى الكثير من المرضى بعد الجراحة.
- ارتفاع ضغط الدم: يمكن أن ينخفض ضغط الدم بشكل ملحوظ بعد فقدان الوزن.
- توقف التنفس أثناء النوم: يتقلص خطر توقف التنفس أثناء النوم بشكل كبير بعد فقدان الوزن.
- ارتفاع الكوليسترول: يمكن أن يُلاحظ تحسن في مستويات الكوليسترول.
- تحسين نوعية الحياة: بعد فقدان الوزن، يشعر العديد من المرضى بتحسن في نوعية حياتهم من خلال تحسين القدرة على الحركة، والنشاط البدني، وكذلك الصحة النفسية.
على الرغم من أن جراحة تحويل المسار الكلاسيكي تُعتبر آمنة بشكل عام، فإنها مثل أي عملية جراحية قد تكون مصحوبة ببعض المخاطر:
- التسريب المعدي: في بعض الحالات النادرة، قد يحدث تسريب من الجيب المعدي الجديد، وهو حالة طبية طارئة.
- النقص الغذائي: نظرًا لأن جزءًا من الأمعاء يتم تجاوزها، قد يؤدي ذلك إلى امتصاص غير كافٍ لبعض الفيتامينات والمعادن (مثل الحديد والكالسيوم وفيتامين B12)، مما يستدعي تناول مكملات غذائية دائمة.
- القرحة المعدية: قد يتسبب الجيب المعدي الصغير في ظهور تقرحات في المعدة.
- متلازمة الإغراق: هي حالة تحدث عندما ينتقل الطعام بسرعة كبيرة إلى الأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى الشعور بالغثيان، التعرق، الدوار أو الإسهال بعد تناول الطعام. تتسبب هذه الحالة في بعض الأحيان في تغيرات في نمط الأكل.
- الانسداد المعوي: قد يحدث انسداد في الأمعاء بسبب تكوّن التكتلات أو الالتصاقات.
بعد الجراحة، يتطلب المريض فترة تعافي تتراوح بين 2 إلى 6 أسابيع. ويشمل التعافي:
- المتابعة المستمرة مع الطبيب: من الضروري متابعة المريض بعد العملية بانتظام للتحقق من حالته الصحية العامة والاطمئنان على نجاح الجراحة.
- نظام غذائي خاص: في البداية، سيحتاج المريض إلى تناول سوائل وأطعمة طرية، ثم تدريجيًا يُسمح بتناول الأطعمة الصلبة. من المهم اتباع النظام الغذائي الذي يوجهه الطبيب لضمان التئام الجرح بشكل صحيح والحد من المضاعفات.
- ممارسة الرياضة: من المهم أن يبدأ المريض بممارسة الأنشطة البدنية المناسبة بعد فترة من الجراحة لاستعادة القوة والقدرة على التحمل.
- المكملات الغذائية: نظرًا لتأثير الجراحة على امتصاص العناصر الغذائية، من المحتمل أن يصف الطبيب مكملات غذائية دائمة للمريض لضمان حصوله على الفيتامينات والمعادن الأساسية.
تحويل المسار الكلاسيكي لا يناسب الجميع، وفي العادة يتم إجراؤه للمرضى الذين:
- يعانون من السمنة المفرطة (مؤشر كتلة الجسم BMI أعلى من 40) أو السمنة المتوسطة (BMI بين 35 و40) مع وجود مشاكل صحية مرتبطة بالسمنة مثل السكري من النوع 2.
- لم يحققوا فقدان وزن مستدام باستخدام الطرق التقليدية مثل التمارين الرياضية أو النظام الغذائي.
- مستعدون لتغيير نمط حياتهم: الجراحة تتطلب التزامًا طويل الأمد بنظام غذائي وممارسة النشاط البدني المنتظم، بالإضافة إلى تناول المكملات الغذائية.
تحويل المسار الكلاسيكي هو خيار جراحي فعال لفقدان الوزن بشكل دائم وتحسين العديد من المشاكل الصحية المرتبطة بالسمنة. ومع ذلك، يجب أن يتم اتخاذ هذا القرار بعد تقييم دقيق من قبل فريق طبي متخصص، مع مراعاة الفوائد والمخاطر المحتملة. كما أن الالتزام بنمط حياة صحي بعد الجراحة هو عامل أساسي لنجاح العملية وضمان الحفاظ على الوزن المفقود وتحسين الصحة العامة.
قبل اتخاذ القرار بإجراء عملية تحويل المسار، من المهم استشارة جراح متخصص في جراحة السمنة لمناقشة الخيارات المتاحة بناءً على حالتك الصحية واحتياجاتك الشخصية.