قد لا يخفى على أحد أن الاقتصاد هو العصب الرئيسي في الحياة ، وهو الشريان الرئيسي الذي يغذي كافة مجالات الحياة العملية؛ من هذا المنطلق وبأمر من الله تعالى وبعد نزول هذه الآية (وآتِ ذا القربى حقه)(٤) وهب رسول الله (صلى الله عليه واله) فدكا لفاطمة(عليه السلام)؛ ولأهمية هذا الموضوع ، أول ما جرى بعد رحيل الرسول (صلى الله عليه واله) هو قطع هذا التمويل العظيم من الزهراء (ع)؛ إذ إنهم كانوا يعرفون أن فاطمة الزهراء (عليه السلام) بامتلاكها لفدك ستقوم بذلك النشاط الاقتصادي الرائع الذي كانت ترمي من ورائه إلى إشباع الفقراء وإنعاش المحرومين، وإنهاض الواقعين تحت وطأة السياط.
فمطالبة الزهراء (عليها السلام) بحقها في فدك كان يكمن في طياتها العديد من الأمور المهمة التي كانت تفوق الجانب المادي وأهمها:
* إن الهدف الرئيسي من ذلك هو كشف الغطاء عن الحقيقة، وإثبات أن الحق في أمر الخلافة هو مع علي (ع) عبر الاستدلال والمطالبة بحقه؛ فقد قالت وهي تخاطب نساء المهاجرين والأنصار: (ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوة والدلالة، ومهبط الروح الأمين.. والطبين(٥) بأمور الدنيا والدين ، ألا ذلك هو الخسران المبين، وما الذي نقموا من أبي الحسن ... )(٦).
* رسم المقياس لتمييز الحق عن الباطل وتربية الأمة على التصدي للجور وفضح الغاصبين للحقوق.* بيان العامل الأساسي لظاهرة الفقر ألا وهو إضاعة الحقوق، وهذا لا يكون إلا في جو الاستبداد الذي يشيعه الظلمة لضرب الاقتصاد؛ . وقد أكدت الاحصاءات اليوم ذلك فان مجرد فضلات الطعام التي يلقيها الأمريكان في النفايات والمزابل وحدها تكفي لإشباع القارة الأفريقية برمتها(٧).
لذا قالت (عليها السلام): (وأبشروا بسيف صارم و.. واستبداد من الظالمين يدع فيئكم زهيدا (٨) وجمعكم حصيدا) (٩).
(٥) الطبين : الحاذق الفطن العارف.
(٦) من خطبتها(ع) في نساء المهاجرين والأنصار.
(٧) اعلموا إني فاطمة: ج٥ ص ٦٧٦.
(٨) الفيء: الاقتصاد ، الزهيد: القليل .
(٩) من خطبتها(ع) في نساء المهاجرين والأنصار..
تعليق