إن كلمة الثقافة إنما تعني - فيما تعنيه - توجيه الطاقات الفردية – أي طاقات الإنسان – لتحقيق بناء الفرد في الداخل بالنسبة إلى مصلحته، ولتحقيق مكانته اللائقة في المجتمع بانسجام تلك المصلحة مع مصلحة المجتمع، وتعتبر الثقافة والتحصيل العلمي من أهم العوامل الرئيسية في تقدم الفرد والأمة. ولقد عانت المرأة في هذا المجال الكثير وذلك عبر عدم إتاحة الفرصة لها لممارسة كافة النشاطات الثقافية لتنمية مواهبها الكامنة، ناهيك عن أن تمتعها بالوعي والثقافة، سينعكس وبصورة مباشرة على أداء مسؤوليتها داخل البيت بشكل أفضل ابتداءا بمداراة الزوج ومروراً بتربية الأولاد وانتهاءً بتعاملها مع المجتمع .
ولأهمية هذا المطلب فقد خاضت فاطمة الزهراء (عليها السلام) في هذا المجال لتثبت للمرأة أولاً وللمجتمع ثانياً وللعالم ثالثاً أنها قادرة على أداء مسؤوليتها في هذا الباب بجدارة وتفوق؛ فكانت (عليها السلام) هي المؤلفة الأولى في الإسلام، وذلك بتأليفها لكتاب مصحف فاطمة ، والخطيبة البارعة التي ضربت مثلاً نادراً في البلاغة والفصاحة، بالإضافة إلى المستوى العلمي الراقي الذي كانت تتمتع به؛ لذا كانت خطبها مليئة بالاستدلالات والبراهين القوية التي لايمكن ردّها أبداً. إضافة إلى ذلك فقد كان بيتها مركزاً ثقافياً وعلمياً لتثقيف النسوة كافة المسائل التي يحتجنها في حياتهن.
تعليق