خيارات الإمام الحسين (ع) في حربه الإصلاحية ضد الفساد الأموي .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
رأى الإمام الحسين (ع) وهو سبط الرسول (ص) وأمله الباسم الذي تجسدت فيه جميع طاقاته حالة المسلمين ، وما هم فيه من الذل والهوان وانهم لم يعودوا تلك الأمة العظيمة التي تبنت رسالة الإسلام ، وحملت مشعل الهداية والنور إلى جميع شعوب الأرض .
واستوعب الألم القاسي مشاعر الامام وعواطفه ، وراح يطيل التفكير وينفق الليل ساهرا في انقاذ دين جده العظيم ، وحمايته من الردة الجاهلية ، فعقد المؤتمرات تارة في مكة وأخرى في يثرب ، وعرض على الصحابة وأبنائهم الحالة الراهنة التي مني بها المسلمون ، وأخذ يدلي بمنكرات معاوية وموبقاته ، وقد استبان له أن هذه الطريقة لا تجدي باي حال في ميادين الاصلاح الاجتماعي ، ولا يمكن أن ترد شوارد الأهواء وترجع للأمة ما فقدته من معنويات ، فرأى أنه بين أمرين لا ثالث لهما وهما :
1 - أن يسالم الأمويين ، ويبايع ليزيد ، ويغض الطرف عما تقترفه السلطة من الظلم والجور ، وما تعانيه الأمة من الأزمات في مجالاتها العقائدية والاجتماعية ، ويكون بذلك - على سبيل الاحتمال لا القطع - قد ضمن سلامته وحياته ، ولكن هذا مما يأباه الله له ، ويأباه ضميره الحي المترع بتقوى الله فهو بحسب مكانته من رسول الله (ص) مسؤول أمام الله عن صيانة الأمة وحماية أهدافها ومبادئها، ومسؤول أمام جده الرسول (ص) عن رعاية الاصلاح الاجتماعي، وصيانة الاسلام من عبث العابثين، وكيد الفاجرين وقد أعلن سلام الله عليه هذه المسؤولية الخطيرة وما يفرضه الواجب عليه في خطابه الذي ألقاه على الحر و أصحابه من شرطة ابن زياد قائلا : ( أيها الناس إن رسول الله (ص) قال : من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا عهده ، مخالفا لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله أن يدخله مدخله ...
لقد كان الواجب الشرعي حسبما أدلى به مما يحتم عليه القيام في مقارعة الظلم ومناهضة الجور ، والضرب على أيدي المعتدين والظالمين .
2 - أن يعلن الثورة ، ويضحي بنفسه وأهل بيته وشيعته ، وهو على يقين بعدم نجاح الثورة ، فقد درس أوضاع المجتمع ، وعرف أن الدين لعق على ألسنة الناس ، إلا أنه أيقن أن تضحيته ستعود على المسلمين بالخير العميم فستتحرر ارادتهم ، ويهبون إلى ميادين الجهاد ، ويرفعون أعلام الحرية وينزلون الجبابرة الطغاة من بني أمية من عروشهم إلى قبورهم واختار هذا الطريق المشرق على ما فيه من ماسي وخطوب لا يطيقها أي كائن حي ).1
***********************
1 - حياة الإمام الحسين (ع) ، الشيخ باقر شريف القرشي ، ج 2 ، ص 14.
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
رأى الإمام الحسين (ع) وهو سبط الرسول (ص) وأمله الباسم الذي تجسدت فيه جميع طاقاته حالة المسلمين ، وما هم فيه من الذل والهوان وانهم لم يعودوا تلك الأمة العظيمة التي تبنت رسالة الإسلام ، وحملت مشعل الهداية والنور إلى جميع شعوب الأرض .
واستوعب الألم القاسي مشاعر الامام وعواطفه ، وراح يطيل التفكير وينفق الليل ساهرا في انقاذ دين جده العظيم ، وحمايته من الردة الجاهلية ، فعقد المؤتمرات تارة في مكة وأخرى في يثرب ، وعرض على الصحابة وأبنائهم الحالة الراهنة التي مني بها المسلمون ، وأخذ يدلي بمنكرات معاوية وموبقاته ، وقد استبان له أن هذه الطريقة لا تجدي باي حال في ميادين الاصلاح الاجتماعي ، ولا يمكن أن ترد شوارد الأهواء وترجع للأمة ما فقدته من معنويات ، فرأى أنه بين أمرين لا ثالث لهما وهما :
1 - أن يسالم الأمويين ، ويبايع ليزيد ، ويغض الطرف عما تقترفه السلطة من الظلم والجور ، وما تعانيه الأمة من الأزمات في مجالاتها العقائدية والاجتماعية ، ويكون بذلك - على سبيل الاحتمال لا القطع - قد ضمن سلامته وحياته ، ولكن هذا مما يأباه الله له ، ويأباه ضميره الحي المترع بتقوى الله فهو بحسب مكانته من رسول الله (ص) مسؤول أمام الله عن صيانة الأمة وحماية أهدافها ومبادئها، ومسؤول أمام جده الرسول (ص) عن رعاية الاصلاح الاجتماعي، وصيانة الاسلام من عبث العابثين، وكيد الفاجرين وقد أعلن سلام الله عليه هذه المسؤولية الخطيرة وما يفرضه الواجب عليه في خطابه الذي ألقاه على الحر و أصحابه من شرطة ابن زياد قائلا : ( أيها الناس إن رسول الله (ص) قال : من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا عهده ، مخالفا لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله أن يدخله مدخله ...
لقد كان الواجب الشرعي حسبما أدلى به مما يحتم عليه القيام في مقارعة الظلم ومناهضة الجور ، والضرب على أيدي المعتدين والظالمين .
2 - أن يعلن الثورة ، ويضحي بنفسه وأهل بيته وشيعته ، وهو على يقين بعدم نجاح الثورة ، فقد درس أوضاع المجتمع ، وعرف أن الدين لعق على ألسنة الناس ، إلا أنه أيقن أن تضحيته ستعود على المسلمين بالخير العميم فستتحرر ارادتهم ، ويهبون إلى ميادين الجهاد ، ويرفعون أعلام الحرية وينزلون الجبابرة الطغاة من بني أمية من عروشهم إلى قبورهم واختار هذا الطريق المشرق على ما فيه من ماسي وخطوب لا يطيقها أي كائن حي ).1
***********************
1 - حياة الإمام الحسين (ع) ، الشيخ باقر شريف القرشي ، ج 2 ، ص 14.
تعليق