إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ۗ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ.[1]
    أسئلة تخطر في الذهن وهي: ماذا يريد الله تعالى بهذا الإخبار وما هي خصوصية الطعام سواء بالتحريم أو بالحلية، وماهي علاقة الموضوع بالتوراة، وهل هناك نسخ أم لا، كلها تحتاج الى إجابة وهي: -
    كما هو معروف أن اليهود لقصور عقولهم أو التقصير ينكرون النسخ في الشرائع، ويتوهمون أنه موجب لجهل الله وتجدد علمه ورأيه، وهو غلط لما ذكرنا أن النسخ وتجديد الحكم بلحاظ اختلاف المصالح إما بلحاظ نفس الزمان أو بلحاظ اختلاف الأشخاص من حيث القوة كمالا ونقصا ومن حيث الامزجة أو الاخلاق، لا بلحاظ تجدد العلم فالنسخ يكون ممكنا وواقعا، اذ لولا الوقوع لكان موسى عليه السّلام حافظا للشريعة السابقة لا صاحبا للشريعة وهو باطل عندنا وعند اليهود.
    توضيح الملازمة: أن الناس قبل موسى عليه السّلام إما كانوا مكلفين أو لا بل كان حالهم كالبهائم.
    فان كان (الثاني) يلزم اهمال الله للخلائق الكثيرة في مدة طويلة كألفي سنة باعتقادهم أو ازيد باعتقادنا، وهو خلاف اللطف من الله العزيز ولا ينبغي أن يقول به صاحب إدراك جزئي بل لا نظن أنهم يعترفون بذلك خصوصا بالنسبة الى اجدادهم ويقولون إنها كالبهائم.
    وإن كان(الأول) فأحكامهم إما على طبق التوراة أو على خلافها فان كان (الأول) يلزم ما ذكرنا اذ الآتي بالأحكام حينئذ غير موسى ومقدم عليه، فموسى عليه السّلام حافظ لأحكامه والتوراة مطابقة لا العكس، لكون غير التوراة حينئذ مقدما من حيث الزمان.
    وإن كان (الثاني) يلزم النسخ والتجديد.
    والحاصل أن الله تعالى بلحاظ العيان يبين لهم، فإن كان غرضهم الحق يأخذون به، والا فلا يأخذون بالعقل أيضا، وقال تعالى كان بنو إسرائيل قبل نزول التوراة محللا عليهم جميع الأطعمة الا بعض ما حرم إسرائيل، وهو يعقوب عليه السّلام من باب العهد على نفسه،
    عَنْ عَبْدِ اَللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِ اَللهِ: ﴿كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ﴾، قَالَ: ((إِنَّ إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا أَكَلَ لُحُومَ اَلْإِبِلِ هَيَّجَ عَلَيْهِ وَجَعَ اَلْخَاصِرَةِ، فَحَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ لَحْمَ اَلْإِبِلِ، وَذَلِكَ ﴿مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ﴾، فَلَمَّا أُنْزِلَتْ اَلتَّوْرَاةُ لَمْ يُحَرِّمْهُ وَلَمْ يَأْكُلْهُ)).
    [2]
    وبعد نزول التوراة حرم عليهم كثير من الأطعمة قطعا وتسليما منهم فهذا هو النسخ، والنسخ لا يكون غير ذلك، ثم أمر بإحضار التوراة تثبيتا للمطلب وقال بعد ذلك البيان الواضح: لو افترى احد على الله ويقول لا نسخ من قبل الله فهو ظالم متعد والله صادق في قوله، ثم أمر باتباع الخليل في عدم الشرك والقاء الخصوصية، فإن اليهود من شدة توغلهم في الخصوصية ما اقتصروا على كون التوراة متبوعا للاحقين بل جعلوها متبوعة للسابقين أيضا مع كونها مما اتى به موسى عليه السّلام المتأخر من السابقين، فرفعوا اليد عن عقولهم البديهية وغمضوا عيونهم واطلقوا لسانهم وتكلموا بما تكلموا، من دون ملاحظة انه مما يضحك به ارباب العقول.

    [1] سورة آل عمران، الآية: 93.
    [2] الكافي، ج 5، ص 306.


  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​​​​​​​​​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​​​
      ​​​​​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X