إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

3 أيام بقى الامام علي(ع) ينصحهم قبل نشوب حرب الجمل !!!

تقليص
X
تقليص
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 3 أيام بقى الامام علي(ع) ينصحهم قبل نشوب حرب الجمل !!!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لما قدم الإمام علي(عليه السلام) البصرة دخل مما يلي الطفَّ، فسار مع جيشه حتى نزلوا الموضع المعروف بالزاوية، وسار طلحة والزبير وعائشة من الفرضة.[1] وجاءت عائشة من منزلها الذي كانت فيه حتى نزلت في مسجد الحدّان في الأزد، وكان القتال في ساحتهم.[2].

    لم يكن أمير المؤمنين (عليه السلام) راغباً للحرب، فبقي ثلاثة أيام يراسل القوم لعلهم يرجعون عن غيهم والدخول تحت ولايته شأنهم شأن سائر الناس.[3] وبقي (ع) على موقفه في السعي لحقن دماء المسلمين حتى اللحظات الأخيرة، ففي اليوم الذي نشبت فيه الحرب أعطى (ع) للحوار والمساعي الخيرة فسحة حتى منتصف ذلك اليوم. وقد أشار الدينوري إلى هذه القضية بقوله:
    «وأقام علي رضي الله عنه ثلاثة أيام يبعث رسله إلى أهل البصرة، فيدعوهم إلى الرجوع إلى الطاعة والدخول في الجماعة، فلم يجد عند القوم إجابة، فزحف نحوهم ... ثم سار نحو القوم حتى دنا بصفوفه من صفوفهم، فواقفهم – وأمهلهم- من صلاة الغداة إلى صلاة الظهر، يدعوهم ويناشدهم، وأهل البصرة وقوف تحت رايتهم، وعائشة في هودجها أمام القوم».[٤]

    الخطوات التي قام بها الإمام (ع)
    السعي للصلح
    كتب الإمام (ع) إلى طلحة والزبير كتاباً جاء فيه: «أما بعد! فقد علمتم أني لم أرد الناس حتى أرادوني، ولم أبايعهم حتى أكرهوني، وأنتم ممن أرادوا بيعتي، ولم تبايعوا لسلطان غالب ولا لغرض حاضر، فإن كنتم قد بايعتم مكرهين فقد جعلتم إليّ السبيل عليكم بإظهاركم الطاعة وكتمانكم المعصية...وأما قولكم: إني قتلت عثمان بن عفان، فبيني وبينكم من يحلف عني وعنكم من أهل المدينة ثم يلزم كل امرئ بما يحتمل، وهؤلاء بنو عثمان بن عفان فليقروا بطاعتي ثم يخاصموا قتلة أبيهم إليّ، وبعد فما أنتم وعثمان قتل مظلوما! كما تقولان أنتما رجلان من المهاجرين، وقد بايعتموني ونقضتم بيعتي، وأخرجتم أمكم من بيتها الذي أمرها الله تعالى أن تقرّ فيه- والله حسبكم- والسلام» وكتب (ع) إلى عائشة:
    «أما بعد فإنك قد خرجت من بيتك عاصية للّه تعالى ولرسوله محمد (ص) تطلبين أمرا كان عنك موضوعا، ثم تزعمين أنك تريدين الإصلاح بين المسلمين، فأخبريني ما للنساء وقود العساكر والإصلاح بين الناس فطلبت! زعمت بدم عثمان وعثمان رجل من بني أمية وأنت امرأة من بني تيم بن مرة، ولعمري أن الذي عرضك للبلاء وحملك على المعصية لأعظم إليك ذنبا من قتلة عثمان! وما غضبت حتى أغضبت ولا هجت حتى هيّجت، فاتقي الله يا عائشة وارجعي إلى منزلك واسبلي عليك بسترك- والسلام-».

    أما طلحة والزبير فإنّهم لم يجيبوا عليا (ع) عن كتابه بشي‏ء لكنهم بعثوا إليه برسالة أن يا أبا الحسن (ع)! قد سرت مسيراً له ما بعده، ولست براجع وفي نفسك منه‏ حاجة، ولست راضياً دون أن ندخل في طاعتك، ونحن لا ندخل في طاعتك أبداً، واقض ما أنت قاض- والسلام‏. ثم وثب عبد الله بن الزبير فقال: «أيها الناس! إنّ عليا بن أبي طالب هو الذي قتل الخليفة عثمان بن عفان، ثم إنّه الآن قد جاءكم ليبين لكم أمركم، فاغضبوا لخليفتكم، وامنعوا حريمكم، وقاتلوا على أحسابكم‏...». فوثب الحسن (ع) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
    «أيها الناس! إنه قد بلغنا مقالة عبد الله بن الزبير، فأما زعمه أن عليا قتل عثمان فقد علم المهاجرون والأنصار بأن أباه الزبير بن العوام لم يزل يجتني عليه الذنوب، ويرميه بفضيحات العيوب، وطلحة بن عبيد الله راكز رايته على باب بيت ماله وهو حيّ، وأما شتيمته لعلي فهذا ما لا يضيق به الحلقوم لمن أراده، ولو أردنا أن نقول لفعلنا، وأما قوله إن علياً أبتر الناس أمورهم، فإن أعظم حجة أبيه الزبير أنه زعم أنه بايعه بيده‏ دون قلبه، فهذا إقرار بالبيعة، وأما تورّد أهل الكوفة على أهل البصرة فما يعجب من أهل حق وردوا على أهل باطل، ولعمري ما نقاتل أنصار عثمان، ولعلي (ع) أن يقاتل أتباع الجمل- والسلام».[5].

    ثم أرسل أمير المؤمنين (ع) صَعْصَعة بن‌ صوحان ومن بعده عبد الله بن عباس، فقدم صعصعة بن صوحان إلى طلحة والزبير وعائشة يعظم عليهم حرمة الإسلام ويخوفهم فيما صنعوه ويذكر لهم قبيح ما ارتكبوه مِن قتل مَن قتلوا من المسلمين..... قال صعصعة: «فقدمت عليهم فبدأت بطلحة فأعطيته الكتاب: وأديت إليه الرسالة. فقال: الآن حين عضت ابن أبي طالب (ع) الحرب يرفق لنا. ثم جئت إلى الزبير فوجدته ألين من طلحة. ثم جئت إلى عائشة فوجدتها أسرع الناس إلى الشرّ، فقالت: نعم، قد خرجت للطلب بدم عثمان والله لأفعلن وأفعلن‏».[6]
    ولما عاد رسل أمير المؤمنين (ع) من طلحة والزبير وعائشة بإصرارهم على خلافه وإقامتهم على نكث بيعته والمباينة له والعمل على حربه واستحلال دماء شيعته، وأنّهم لا يتعظون بوعظ، ولا ينتهون عن الفساد بوعيد صفّ الكتائب ورتب العساكر. وهكذا فعل أصحاب الجمل حيث عبّؤا قواهم أيضا.[7] وقد امتطت عائشة جملها وتقدمت الصفوف.[8] .

    بيان مقررات الحرب وأخلاقياتها

    كان الإمام (ع) حريصاً على مراعاة أخلاق الحرب فأمر أصحابه أن لا يقاتلوا حتى يبدأوا، وأن لا يجهزوا على جريح، ولا يمثّلوا، ولا يدخلوا داراً بغير إذن، ولا يشتموا أحداً، ولا يهيجوا امرأة، ولا يأخذوا إلاّ ما في عسكرهم.[9]

    تقديم النصح لقادة الفتن
    بقي الإمام (ع) حتى اللحظات الأخيرة على منهجه من تقديم النصح لهم، فقد ذكر المؤرخون: أنه لما ترائى الجمعان خرج علي (ع) إلى طلحة والزبير، فدنا منهما حتى اختلف أعناق دوابِّهما. فقال علي (ع): «لعمري لقد أعددتما سلاحا وخيلا ورجالا إن كنتم أعددتما عند الله عُذراً فاتَّقيا الله ولا تكونا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا...» فقال طلحة: «ألَّبتَ الناس على عثمان». قال علي (ع):
    «يومئذ يُوفِّيهمُ اللهُ دينهم الحقُّ ويعلمون أن الله هو الحقُّ المبين. يا طلحة، تطلب بدم عثمان؟ فلعن الله قتلة عثمان. يا زبير أتذكر يوم مررت بي مع رسول الله (ص) ؟ فقال لك رسول الله (ص): لتُقاتلنَّه، وأنت له ظالم!»، فقال:
    «اللهمَّ نعم، ولو تذكَّرت ما سرتُ مسيري هذا - والله - لا أقاتلك أبدا». فانصرف علي (ع) إلى أصحابه فقال: «أما الزبير فقد أعطى الله عهدا ألاَّ يقاتلكم». ورجع الزبير إلى عائشة فقال لها:
    «ما كنتُ في موطن منذ عقِلت إلا وأنا أعرف فيه أمري غير موطني هذا». فقالت: «فماذا تريد أن تصنع؟» فقال: «أريد أن أدعهم وأذهب». فقال له ابنه عبد الله: «جمعت هذين الجيشين حتى إذا حدَّد بعضهم لبعض أردت أن تتركهم وتذهب أحسستَ رايات ابن أبي طالب، وعلمت أنها تحملها فتية أنجاد؟» قال: «إني قد حلفت أن لا أقاتله». فقال له: «كفِّر عن يمينك وقاتل». فدعا غلاماً له يقال له مكحول، فأعتقه.[10] .

    الدعوة إلى الإتحاد
    ثم إنّ الإمام (ع) أمر رجلاً من عبد القيس أن يرفع مصحفاً، فرفعه، وقام بين الصفين، فقال: «أدعوكم إلى ما فيه، أدعوكم إلى ترك التفرق، وذكر نعمة الله عليكم في الألفة والجماعة»
    فرمي بالنبل حتى مات. ورمى رجل من عسكر القوم بسهم، فقتل رجلا من أصحاب أمير المؤمنين (ع)، فأتى به إليه، فقال: «اللهم اشهد»، ثم رمى آخر، فقتل رجلا من أصحاب علي (ع)، فقال: «اللهم اشهد»، ثم رمى رجل آخر، فأصاب عبد الله بن بديل ابن ورقاء الخزاعي فقتله، فأتى به أخوه عبد الرحمن يحمله، فقال علي (ع): «اللهم اشهد»، ثم قال علي (ع): «هذا وقت الضراب».
    (11).
    -----------------------------------------------------------------
    1. ابن‌ خياط‌، تاريخ‌ خليفة ‌بن‌ خياط‌، ج 1، ص‌ 111؛ الطبري‌، تاريخ‌ الطبري، ج‌ 4، ص‌500 - 501 ؛ المسعودي، مروج الذهب، ج‌ 3، ص‌ 104 - 106 .
    2. ↑ الطبري‌، تاريخ‌ الطبري، ج‌ 4، ص 503.
    3. ↑ الدينوري‌، الأخبار الطوال‌، ج 1 ، ص‌ 147 ؛ الطبري‌، تاريخ‌ الطبري، ج‌ 4، ص‌ 501 ؛ المسعودي، مروج الذهب، ج‌ 3 ، ص‌ 106 ؛ المفيد، الجمل، ج 1، ص‌ 334 .
    4. ↑ الدينوري‌، الأخبار الطوال‌، ج 1، ص‌147 .
    5. ↑ ابن قتيبة‌، الإمامة والسياسة، ج‌ 1، ص‌ 70 - 71 ؛ ابن أعثم‌ الكوفي‌، كتاب‌ الفتوح‌، ج‌ 2 ، ص‌ 465 - 467 .
    6. ↑ المفيد، الجمل، ج 1 ، ص‌ 313 ـ 317 ؛ ابن أعثم‌ الكوفي‌، كتاب‌ الفتوح‌، ج‌ 2 ، ص‌467 .
    7. ↑ البلاذري، أنساب‌ الأشراف‌، ج‌ 2، ص‌ 169 ؛ ابن قتيبة‌، الإمامة والسياسة، ج‌ 1، ص‌ 76 ؛ المفيد، الجمل، ص ‌319 ـ 325 .
    8. ↑ البلاذري، أنساب‌ الأشراف‌، ج‌ 2، ص‌ 170 ؛ الدينوري‌، الأخبار الطوال‌، ج 1، ص‌ 149 ؛ الطبري‌، تاريخ‌ الطبري، ج‌ 4، ص‌ 507 .
    9. ↑ البلاذري، أنساب‌ الأشراف‌، ج ‌2، ص ‌170.
    10. ↑ البلاذري، أنساب‌ الأشراف‌، ج 3، ص 513.
    11. ↑ البلاذري، أنساب‌ الأشراف‌، ج‌ 2 ، ص‌ 170 - 171 ؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج‌ 2 ، ص‌ 182 ؛ الطبري‌، تاريخ‌ الطبري، ج‌ 4، ص ‌509 .
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...