إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.[1]
    ﴿لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا﴾، هنا توجد إشارة الى اهل الكتاب الذين لم ينتصروا في يومهم هذا من طريق دينهم وإنما انتصروا لنبذهم فروض دينهم وراء ظهرهم وتوجهوا نحو مصالح دنياهم توجها واحدا بلا فرق بين اليهود والنصارى، أمّا المسلمون فإنهم نبذوا دينهم وراء أظهرهم ولم يتوجهوا لهدف يجتمعون عليه حتى يرقّيهم لذلك انهاروا انهيارا تامّا كما هو محسوس.
    فتفرقوا عن حبل الله، وعن الاجتماع في الاعتصام به ﴿واختلفوا﴾، فيما بينهم عن جمعية الاعتصام، اعتصاما بحبل وتركا لآخر، أم تبعيضا في كل حبل كتابا وسنة، وذلك السقوط الجارف الخارف ﴿مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ اَلْبَيِّناتُ﴾،الداعية إلى الوحدة الإيمانية الجماهيرية، وأية بيّنة أبين من بينة الوحي الصارم وهو حبل الله المعتصم به لمن أراد الاعتصام.
    ﴿وَأُولَئِكَ﴾، الحمقى البعاد ﴿لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ﴾، في الأولى والأخرى، إذ يعيشون على شفا حفرة من النار.
    يكمن الفرق بين معنى التفرّق والاختلاف في هذه الآية بأنّ الأوّل بالانقطاع عن حبل الله والخروج عن الجماعة والثاني بالإعراض عن البيّنات والاعتماد على الآراء والمسالك.
    لذا قال أمير المؤمنين عليه السلام: ((إِنَّ اَلشَّيْطَانَ يُسَنِّي لَكُمْ طُرُقَهُ وَيُرِيدُ أَنْ يَحُلَّ دِينَكُمْ عُقْدَةً عُقْدَةً وَيُعْطِيَكُمْ بِالْجَمَاعَةِ اَلْفُرْقَةَ وَبِالْفُرْقَةِ اَلْفِتْنَةَ فَاصْدِفُوا عَنْ نَزَغاتِهِ وَنَفَثَاتِهِ وَاِقْبَلُوا اَلنَّصِيحَةَ مِمَّنْ أَهْدَاهَا إِلَيْكُمْ وَاِعْقِلُوهَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ)).
    [2]
    أجل وإن الاختلاف في المذاهب هو نتيجة طبيعية للتفرق عن حبل الله، أن يتخذ كلّ لنفسه وذويه مذهبا يعتبره كأنه الإسلام كله وما سواه كفر، وكما ابتليت الأمة الإسلامية كالذين من قبلهم بذلك فاختلفوا بعد ما تفرقوا كما تفرقت أيادي سبأ[3]، وفصلت بينهم شتى المذاهب واستعبدتهم السلطات الاستعمارية، فأصبحت الأمة الإسلامية على سعتها وسيادتها شذر مذر أيادي سبا! وقد تواتر عن الرسول صلّى الله عليه وآله إنباءه عن افتراق الأمة الإسلامية إلى اكثر من فرقة، وواحدة منها ناجية كما فيما ورد عَنْ أَبِي اَلصُّهْبَانِ اَلْبَكْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ وَدَعَا رَأْسَ اَلْجَالُوتِ وَأُسْقُفَّ اَلنَّصَارَى فَقَالَ: ((إِنِّي سَائِلُكُمَا عَنْ أَمْرٍ وَأَنَا أَعْلَمُ بِهِ مِنْكُمَا فَلاَ تَكْتُمَانِي يَا رَأْسَ اَلْجَالُوتِ بِالَّذِي أَنْزَلَ اَلتَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى وَأَطْعَمَكُمُ اَلْمَنَّ وَاَلسَّلْوَى، وَضَرَبَ لَكُمْ فِي اَلْبَحْرِ طَرِيقاً يَبَساً وَفَجَّرَ لَكُمْ مِنَ اَلْحَجَرِ اَلطُّورِيِّ اِثْنَتَيْ عَشْرَةَ عَيْناً لِكُلِّ سِبْطٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَيْناً، إِلاَّ مَا أَخْبَرْتَنِي عَلَى كَمْ اِفْتَرَقَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ بَعْدَ مُوسَى فَقَالَ: فِرْقَةً وَاحِدَةً فَقَالَ: كَذَبْتَ وَاَلَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ لَقَدْ اِفْتَرَقَتْ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي اَلنَّارِ إِلاَّ وَاحِدَةً: فَإِنَّ اَللهَ يَقُولُ: ﴿وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾، فَهَذِهِ اَلَّتِي تَنْجُو)).[4]
    وهي الجماعة تعني المعتصمين بحبل الله جميعا، دون أية جماعة فإن كل فرقة جماعة لا محالة، فالفرقة المعتصمة بحبل الله في ثقليه هي الفرقة الناجية، وغيرها من الفرق غير ناجية! مهما كانت سنة أو شيعة، ف‍ ﴿لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا[5]، وفي أخرى أن الواحدة ما أنا عليه اليوم واصحابي وهم الذين معه في حمل هذه الرسالة السامية بحذافيرها.
    وترى التفرق والاختلاف في فروع الأحكام لاختلاف في تفهم البينات، ولأن المجتهدين ليسوا بمعصومين، هل هو داخل في تهديد العذاب الأليم‌؟
    كلاّ، وإنما هو التفرق عن حبل الله والاختلاف فيه أو عنه بعد البينة علما وعتوا وتقصيرا، وأما القصور بعد صالح الجهد والاجتهاد - جمعا بين جمعية الاعتصام التي تضمن شورى بينهم - فلا، بل هو مشكور محبور مهما كان للمخطئ غير المقصر أجر واحد وللمصيب أجران.


    [1] سورة آل عمران، الآية: 105.
    [2] نهج البلاغة، ص 140.
    [3] شبهوا بأهل سبأ لمّا مزقهم الله في الأرض كل ممزق، فأخذ كل طائفة منهم طريقا على حدة.
    [4] تفسير العياشي، ج 2، ص 32.
    [5] سورة النساء، الآية: 123.


  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​​​

      تعليق


      • #4
        ان شاء الله المزيد من المتابعة

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X