إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم ص
    لِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد



    قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾.[1]
    البطانة خلاف الظهارة، وتستعار لمن تختصه بالاطلاع على خفيات أمورك المستسرة، فقد تكون بطانة خير فمحبورة مشكورة، أم بطانة شر فمحظورة محذورة.
    ﴿بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ﴾، تعم من سوى المؤمنين، ملحدين أو مشركين أو مسلمين: منافقين أو الذين أسلموا ولما يدخل الإيمان في قلوبهم، ولكن ﴿لا يَأْلُونَكُمْ‌ ... وَدُّوا ... قَدْ بَدَتِ‌...﴾، تستثني الآخرين، كما وقد تستثني غير المعاندين من الكفار، ولكن غير المؤمن أيا كان لا يصلح أن يكون بطانة للمؤمن، مهما اختصت هذه العلل لسلبية البطانة بالأعداء شديدي الخصومة منهم. و﴿بِطَانَةً﴾، هنا قد تكون ذات تعلقين اثنين ﴿لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً﴾، هي ﴿مِّن دُونِكُمْ﴾، و«لا تتخذوا من دونكم بطانة» فدون المؤمنين لا يصلح لكونهم بطانة للمؤمنين ولا سيما في جمعية المصالح الإسلامية التي هي بحاجة إلى شورى العابد من أمة الإسلام على ضوء آية الشورى.
    وهنا مربع الحكم الحكيمة تعلّل ﴿لَا تَتَّخِذُوا﴾، لنكون على بصيرة في أمرنا معهم: -
    أولا: ﴿لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا﴾، والخبال لغويا هو الفساد الذي يلحق الحيوان فيورثه اضطرابا، كما بالنسبة للمنافقين في أخرى: ﴿لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ‌ إِلاّ خَبالاً ولَأوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ اَلْفِتْنَةَ وفِيكُمْ سَمّاعُونَ لَهُمْ واَللهُ عَلِيمٌ‌ بِالظّالِمِينَ* لَقَدِ اِبْتَغَوُا اَلْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وقَلَّبُوا لَكَ اَلْأُمُورَ حَتّى جاءَ اَلْحَقُّ وظَهَرَ أَمْرُ اَللهِ وهُمْ كارِهُونَ‌
    [2].
    و﴿خَبالا﴾، في آيتنا، نكرة في سوق النفي، تشمل كل خبال ثقافي - عقيدي - خلقي - اقتصادي - سياسي، أمّا ذا من فساد واضطراب.
    و﴿يَأْلُونَكُمْ﴾: يقصرونكم من الألو: التقصير، فهم أولاء لا يقصرونكم خبالا وفسادا في أيّ من حقوله، فذلك مدى جهدهم في خبالكم ما استطاعوا إليه سبيلا، فإن لم يقدروا على خبالكم بذات أيديهم فهم - لأقل تقدير – يودونه.
    ثانيا: ﴿وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ﴾، ودوا عنتكم - في مصدرية «ما» - والذي عنتموه - في موصوليته - والعنت هو الأمر الذي يخاف منه التلف، فهم - إذا - لا يألونكم خبال العنت وسواه حيث يودون أن يكون كل أمركم إمرا وصعوبة وهلاكا حيث يبغضونكم على أية حال.
    ثالثا: ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ﴾، أوتوماتيكيا رغم ما يحافظون على اقوالهم أمامكم، فما يضمر أحد أمرا إلاّ وقد يظهر في صفحات وجهه وفلتات لسانه.
    رابعا: ﴿وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾، مما تبدو من أفواههم، وهذه هي آيات عدائهم العارم - ﴿قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾.
    ويا لها من صورة بينة السمات، ظاهرة الوصمات لأعدائنا شديدي الخصومة، تنطق لائحة بدخائل هذه النفوس البئيسة التعيسة، تسجل المشاعر الباطنة والانفعالات الظاهرة والحركات المتأرجحة ذاهبة وآيبة، وكل ذلك لنموذج بشري شرير في الطول التاريخي والعرض الجغرافي، نستعرضها في حالنا ومستقبلنا كما عرضوا علينا في ماضينا.
    هؤلاء الانكاد الذين يتظاهرون للمسلمين بالمودة في ساعة القوة، فتكذبهم كل خالجة منهم وخارجة، وينخدع بهم المسلمون لظاهر رحمتهم غفلة أو تغافلا من باطن زحمتهم فيمنحونهم الثقة والوداد، وهم لا يألونهم خبالا ونثرا لأية شائكة في طريقهم ما سنح لهم وفسح من شر وضر.
    تلك الصورة كانت منطبقة تماما على قسم من اهل الكتاب الحضور زمن الرسول صلّى الله عليه وآله حيث جاوروه في المدينة بكل غيظ كظيم مضمر على المسلمين، والنوايا الخبايا السيئة التي كانت تجيش في صدورهم، والبعض من المسلمين كانوا - ولا يزالون - ينخدعون بمظاهرهم الحلوة، فيلقون إليهم بالمودة، ويأمنونهم على اسرار لهم كبطانة امينة، فجاء ذلك التنوير التحذير، دون اختصاص بزمن دون زمن، بل هو حقيقة ثابتة تواجه ذلك الواقع المرير الشرير من هؤلاء المنافقين، اهل كتاب أو مسلمين. ذلك! فهل من عقل الإيمان أن تودوهم وتحبوهم دون ما عائدة إلا ضرا؟

    [1] سورة آل عمران، الآية: 118.
    [2] سورة التوبة، الآية: 47.

    التعديل الأخير تم بواسطة الاشتر; الساعة 20-11-2024, 01:39 PM.

  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​​​​​​​​​​​​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X