نلاحط ان عثمان بن عفان قد تسبب فى مقتله بنفسه بسبب عناده وظلمه وفساده وتمسكه بسلطة غير شرعية وحتى ولو كانت شرعية فقد فقد شرعيته واستند فى رأيى هذا على الأسس التالية :- 1- بما ان نظام الحكم الذى يتزعمه عثمان غير شرعى ولايوجد اى آلية لمراقبة الخليفة وعماله ومحاسبتهم وعزلهم ان لزم الامر فقد حدثت ثورة وتحولت الى فتنة كبرى واتخذت طابع العنف والشدة والعشوائية وتطور الامر الى محاصرة بيت عثمان ثم قتله لذلك فإننا نقول ان عدم وجود آلية لمحاسبة الخليفة الى جانب عناد عثمان وتمسكه بالسلطة رغم رفض الجميع له وانقسام الجماهير ما بين ثائر عليه وبين متخلى عن نصرته عدا اعداد قليلة جدا تعد على الصوابع كل ذلك ادى الى مقتله .
2- ان الخليفة عثمان لم يأتى الى الحكم بصورة شرعية اصلا وحتى ولو افترضنا انه وصل الى الحكم بصورة شرعية فقد فقد شرعيته بعد ان خرجت عليه الجماهير من مختلف الامصار وطالبوا بعزله وبعد ان تخلى عنه حتى المقربون منه فكيف بعد ذلك يمكن ان يدعى احد ان الخليفة عثمان لم يفقد شرعيته فمن الواضح ان الثورة كانت عامة وكبيرة جدا من حيث حجم ونوعية الجماهير الثائرة حيث كانت من مختلف الامصار وليس من مكان او قطر واحد وهو ما يؤكد ويعطى دلالة واضحة على عمومية الثورة لدرجة ان كبار الصحابة قد هاجموه وانتقدوه وطالبوا بعزله بل وقتله كما قالت عائشة وكانوا يحرضون الناس ضده وحتى الولاة الامويين اقارب عثمان تخلوا عنه ولم يقوما بنجدته وهذا لا يعنى سوى امران اما انهم ادركوا ان الثورة عامة وان الوضع خطير وان مواجهتها ليس بالامر الهين وهذا يؤكد عمومية الثورة وفساد عثمان وعدم صلاحيته للحكم واما انهم ارادوا الاستفادة من هذا الوضع الخطير وربما الاستفادة من قتله وحتى فى تللك الحالة فالحقيقة واضحة وهى انه لم يكن له اتباع او انصار وهذا يؤكد انه فقد شرعيته ولايوجد قوى تؤيده ولو كان الثوار اقلية كما يزعم البعض فأين هى القوة الاكبر التى تمثل قاعدة الجماهير والمجتمع والتى تؤيد عثمان وتكسبه الشرعية والتى لابد فى هذه الحالة ان تظهر ويظهر دورها وتأثيرها فى مجرى الاحداث وهذا ما لانجده اطلاقا ما عدا الحرس الذين وقفوا يدافعوا عن بيت عثمان وهؤلاء لا يمثلون اغلبية بطبيعة الحال بل وعجزوا عن حمايته وتم قتله .
3- قد يدعى البعض ان الخليفة عثمان قد اظهر مرونة واعلن استعداده لعزل الولاة الظالمون وكان على الثوار ان يكتفوا بذلك ولا يطالبوا بعزله ولا يحاصروا بيته ثم يقتلوه فى نهاية الامر ونرد على ذلك بالقول بأن عثمان قد تسبب فى هذه النهاية بنفسه وهو قد يبدو انه يتحرك فى اطار رد الفعل وان الجماهير الثائرة هى التى اتخذت زمام المبادأة ونرد على ذلك بالقول بأن عثمان قد دفعها دفعا الى تللك التصرفات حتى قتلوه حيث انه لم يستجيب للجماهير بعزل نفسه ولا ادرى ما الذى جعل عثمان يرفض ان يعزل نفسه رغم رفض الجميع له وتخلى المقربون منه عنه ورغم حصار بيته والتهديد بقتله وعلى اى اساس من الشرعية كان يستند وعلى اى قوة كان يعتمد للاستمرار فى الحكم فمن الواضح انه قد فقد شرعيته تماما وقد تسبب عناده فى استفزاز الجماهير ودفعها الى اتخاذ ردود افعال عنيفة حتى قتلوه وهذا ما يجعلنا نتوقف هنا قليلا لمناقشة هذه النقطة الهامة : ان قيام الجماهير بقتل عثمان بعد ان حاصروا بيته نتيجة لرفضه عزل نفسه يدل على احد امران :
اما انه رفض عزل الولاة الفاسدون او شعرت الجماهير بعدم جديته فى عزلهم وما انهم طالبوه بعزل نفسه بغض النظر عن ولاته وهم فى هذه الحالة محقين فعثمان الذى ثبت تقصيره وتعيينه ولاة ظالمين وفاسدون لا يستحق البقاء فى الحكم وفقدت الجماهير الثقة فيه ولايمكن فى هذه الحالة الاطمئنان الى بقاءه فى الحكم وهو لايصلح اصلا وما الذى يدرى الثوار انه بعد ان يستجيبوا لكلامه لن يعاود الظلم وان لن ينكل بالثوار خاصة انه قد ثبت عنه انه اتخذ ردود افعال عنيفة تجاه من نصحه بالتوقف عن الظلم بالحسنى فكيف سيتصرف مع من يقوم بثورة ضده ؟!
4- الغريب ان سبب رفض عثمان عزل نفسه هو ان الحكم بمثابة قميص البسه الله له اى ان عثمان يدعى ان اختياره خليفة كان اختيار الهى !!! فأين النص الذى يثبت ذلك وكيف يختار الله لحكم المسلمين حاكما لا يصلح للحكم اصلاّ؟!!!
5- كان على عثمان ان يخلع نفسه من الحكم لارضاء الجماهير ولتنهتى الثورة ويترك الناس تختار من تشاء ليكون خليفة ولكنه رفض فما السبب يا ترى لرفضه هذا فاى هدف سعى عثمان لتحقيقه من خلال رفضه عزل نفسه وارضاءا لمن او حفاظا على ماذا؟ وهل يوجد اهم من ارداة الجماهير وهل سيحكمها غصبا عنها ؟ اى انه لايوجد سبب موضوعى يجعل عثمان يرفض عزل نفسه فما هو لا الطمع فى الحكم حيث لا نجد سببا آخر .
6- لذلك فكل اللوم يقع على عثمان نفسه لن الثوار لم تكن لديهم النية المبيته لقتله ومن الواضح ان عناد عثمان وتمسكه بالسلطة هو الذى دفع الثوار لقتله حيث ان تسلسل الاحداث يؤكد ذلك فالأمر بدأ باشكوى من ظلم الولاة الامويين والمطالبة بعزلهم ثم تطور الامر الى المطالبة بعزل عثمان نفسه وحصار بيته ثم قتله فلو كانت النية مبيتة لقتله لحاصروا بيته من البدايه وقتلوه فورا .
وخلاصة القول ان عثمان دفع الجماهير الثائرة دفعا الى قتله حيث لم يترك لها اى بديل آخر من حيث عدم وجود آلية لمحاسبته ورفضه عزل نفسه وبالتالى فقد دفع الجماهير الى استخدام العنف ضده حيث لم تجد تلك الجماهير سوى قتله لينتهى الظلم وانتقاما منه حيث انها فقدت ثقتها فيه واحترامها له ولم تكن تلك الجماهير لتقبل استمراره فى الحكم لأن استمراره فى الحكم معناه استمرار الظلم والفساد والذى من الواضح انه قد اوصل الجماهير الى درجة كبيرة من الغضب حيث لا مجال للتراجع وان التراكمات الثورية قد احدثت تاثيرها والدليل على ذلك ان الجماهير لم تبدأ بالثورة فجأة على الظلم فى بداية عهد عثمان وانما بدأ الامر وتطور تدريجيا حتى وصل الى مرحلة الانفجار .
وفى النهاية نقول حاكم قتله الطمع فى الحكم
2- ان الخليفة عثمان لم يأتى الى الحكم بصورة شرعية اصلا وحتى ولو افترضنا انه وصل الى الحكم بصورة شرعية فقد فقد شرعيته بعد ان خرجت عليه الجماهير من مختلف الامصار وطالبوا بعزله وبعد ان تخلى عنه حتى المقربون منه فكيف بعد ذلك يمكن ان يدعى احد ان الخليفة عثمان لم يفقد شرعيته فمن الواضح ان الثورة كانت عامة وكبيرة جدا من حيث حجم ونوعية الجماهير الثائرة حيث كانت من مختلف الامصار وليس من مكان او قطر واحد وهو ما يؤكد ويعطى دلالة واضحة على عمومية الثورة لدرجة ان كبار الصحابة قد هاجموه وانتقدوه وطالبوا بعزله بل وقتله كما قالت عائشة وكانوا يحرضون الناس ضده وحتى الولاة الامويين اقارب عثمان تخلوا عنه ولم يقوما بنجدته وهذا لا يعنى سوى امران اما انهم ادركوا ان الثورة عامة وان الوضع خطير وان مواجهتها ليس بالامر الهين وهذا يؤكد عمومية الثورة وفساد عثمان وعدم صلاحيته للحكم واما انهم ارادوا الاستفادة من هذا الوضع الخطير وربما الاستفادة من قتله وحتى فى تللك الحالة فالحقيقة واضحة وهى انه لم يكن له اتباع او انصار وهذا يؤكد انه فقد شرعيته ولايوجد قوى تؤيده ولو كان الثوار اقلية كما يزعم البعض فأين هى القوة الاكبر التى تمثل قاعدة الجماهير والمجتمع والتى تؤيد عثمان وتكسبه الشرعية والتى لابد فى هذه الحالة ان تظهر ويظهر دورها وتأثيرها فى مجرى الاحداث وهذا ما لانجده اطلاقا ما عدا الحرس الذين وقفوا يدافعوا عن بيت عثمان وهؤلاء لا يمثلون اغلبية بطبيعة الحال بل وعجزوا عن حمايته وتم قتله .
3- قد يدعى البعض ان الخليفة عثمان قد اظهر مرونة واعلن استعداده لعزل الولاة الظالمون وكان على الثوار ان يكتفوا بذلك ولا يطالبوا بعزله ولا يحاصروا بيته ثم يقتلوه فى نهاية الامر ونرد على ذلك بالقول بأن عثمان قد تسبب فى هذه النهاية بنفسه وهو قد يبدو انه يتحرك فى اطار رد الفعل وان الجماهير الثائرة هى التى اتخذت زمام المبادأة ونرد على ذلك بالقول بأن عثمان قد دفعها دفعا الى تللك التصرفات حتى قتلوه حيث انه لم يستجيب للجماهير بعزل نفسه ولا ادرى ما الذى جعل عثمان يرفض ان يعزل نفسه رغم رفض الجميع له وتخلى المقربون منه عنه ورغم حصار بيته والتهديد بقتله وعلى اى اساس من الشرعية كان يستند وعلى اى قوة كان يعتمد للاستمرار فى الحكم فمن الواضح انه قد فقد شرعيته تماما وقد تسبب عناده فى استفزاز الجماهير ودفعها الى اتخاذ ردود افعال عنيفة حتى قتلوه وهذا ما يجعلنا نتوقف هنا قليلا لمناقشة هذه النقطة الهامة : ان قيام الجماهير بقتل عثمان بعد ان حاصروا بيته نتيجة لرفضه عزل نفسه يدل على احد امران :
اما انه رفض عزل الولاة الفاسدون او شعرت الجماهير بعدم جديته فى عزلهم وما انهم طالبوه بعزل نفسه بغض النظر عن ولاته وهم فى هذه الحالة محقين فعثمان الذى ثبت تقصيره وتعيينه ولاة ظالمين وفاسدون لا يستحق البقاء فى الحكم وفقدت الجماهير الثقة فيه ولايمكن فى هذه الحالة الاطمئنان الى بقاءه فى الحكم وهو لايصلح اصلا وما الذى يدرى الثوار انه بعد ان يستجيبوا لكلامه لن يعاود الظلم وان لن ينكل بالثوار خاصة انه قد ثبت عنه انه اتخذ ردود افعال عنيفة تجاه من نصحه بالتوقف عن الظلم بالحسنى فكيف سيتصرف مع من يقوم بثورة ضده ؟!
4- الغريب ان سبب رفض عثمان عزل نفسه هو ان الحكم بمثابة قميص البسه الله له اى ان عثمان يدعى ان اختياره خليفة كان اختيار الهى !!! فأين النص الذى يثبت ذلك وكيف يختار الله لحكم المسلمين حاكما لا يصلح للحكم اصلاّ؟!!!
5- كان على عثمان ان يخلع نفسه من الحكم لارضاء الجماهير ولتنهتى الثورة ويترك الناس تختار من تشاء ليكون خليفة ولكنه رفض فما السبب يا ترى لرفضه هذا فاى هدف سعى عثمان لتحقيقه من خلال رفضه عزل نفسه وارضاءا لمن او حفاظا على ماذا؟ وهل يوجد اهم من ارداة الجماهير وهل سيحكمها غصبا عنها ؟ اى انه لايوجد سبب موضوعى يجعل عثمان يرفض عزل نفسه فما هو لا الطمع فى الحكم حيث لا نجد سببا آخر .
6- لذلك فكل اللوم يقع على عثمان نفسه لن الثوار لم تكن لديهم النية المبيته لقتله ومن الواضح ان عناد عثمان وتمسكه بالسلطة هو الذى دفع الثوار لقتله حيث ان تسلسل الاحداث يؤكد ذلك فالأمر بدأ باشكوى من ظلم الولاة الامويين والمطالبة بعزلهم ثم تطور الامر الى المطالبة بعزل عثمان نفسه وحصار بيته ثم قتله فلو كانت النية مبيتة لقتله لحاصروا بيته من البدايه وقتلوه فورا .
وخلاصة القول ان عثمان دفع الجماهير الثائرة دفعا الى قتله حيث لم يترك لها اى بديل آخر من حيث عدم وجود آلية لمحاسبته ورفضه عزل نفسه وبالتالى فقد دفع الجماهير الى استخدام العنف ضده حيث لم تجد تلك الجماهير سوى قتله لينتهى الظلم وانتقاما منه حيث انها فقدت ثقتها فيه واحترامها له ولم تكن تلك الجماهير لتقبل استمراره فى الحكم لأن استمراره فى الحكم معناه استمرار الظلم والفساد والذى من الواضح انه قد اوصل الجماهير الى درجة كبيرة من الغضب حيث لا مجال للتراجع وان التراكمات الثورية قد احدثت تاثيرها والدليل على ذلك ان الجماهير لم تبدأ بالثورة فجأة على الظلم فى بداية عهد عثمان وانما بدأ الامر وتطور تدريجيا حتى وصل الى مرحلة الانفجار .
وفى النهاية نقول حاكم قتله الطمع فى الحكم