إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد

    قال الله تعالى: ﴿بَلَى ۚ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ﴾.[1]
    توصيف من قبل الرب الكريم كيف يكون التأييد لحصول النصر لرسوله صلى الله عليه وآله وللمؤمنين لذا قال: -
    ﴿بَلَى﴾، أجاب هو عن سؤال الكفاية للتأكيد على الكفاية ولبيان الزيادة في النصرة بقوله:
    ﴿إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا﴾، والتقوى يوجب دوام الصبر والخلوص فيه إذا كان الصبر على النائبة وامّا الصبر على المعصية والإطاعة فلا يمكن بدون التقوى
    ﴿وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ﴾، الفور: هو العلو والرفعة. ويقال: فارت القدر أي غلت وارتفع ماؤها بقوة الحرارة بحيث يفيض ما فيها من جسم مائع على جوانبها. ويقال أيضا: فارت الفوارة أي علت ونزلت. فيحتمل قويا أن يكون معنى الآية الشريفة: ﴿وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ﴾، أي يهجم عليكم أعداؤكم من ناحية علوهم وارتفاعهم عليكم بقوة العدد والعدة، وذلك كناية عن غلبتهم للمسلمين واستيلائهم على أسلابهم لو لم يكونوا مؤيدين بنصر الله..
    والمعنى: أنّهم إن يأتوكم من ساعتهم هذه ﴿يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ﴾، وهو بيان لسرعة الإمداد عند سرعة مجيء المشركين وعلامة الملائكة العمائم البيض كما صدقهم في بدر: ﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ ۖ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ‌..﴾.
    [2]
    قال الفيروز آبادي: [والسومة بالضم والسيمة والسيماء والسيمياء بكسرهن: العلامة].[3]
    وقوله عزّ وجلّ‌: ﴿حِجارَةً مِنْ طِينٍ* مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ‌﴾.
    [4]
    قال الزجّاج: روي عن الحسن أنّها معلّمة ببياض وحمرة.
    وقال غيره: مسوّمة بعلامة يعلم أنّها ليست من حجارة الدّنيا. ويعلم بسيماها أنّها ممّا عذّب الله بها.
    وقال الجوهريّ‌: مسوّمة: أي: عليها أمثال الخواتيم.
    فيكون التسويم هو التعليم علامة من التسويم الّذي هو إظهار سيما الشيء، وهو هنا علّه يجمع إلى علامة الحرب بالمظاهر الجندية، علامة ملائكية تميزهم عن سائر الجيش. وقد تجمع «مسومين» - حالا - بين حال المؤمنين والملائكة، مهما كان تسويمها على سواء أو مختلفين.
    سواء كانت نفس الملائكة التي نزلت ببدر مع إضافة ألفين جديدين أو غيرهم؛ فروي عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: ((كَانَتْ عَلَى اَلْمَلاَئِكَةِ اَلْعَمَائِمُ اَلْبِيضُ اَلْمُرْسَلَةُ يَوْمَ بَدْرٍ)).
    [5] وروي عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللهِ ﴿مُسَوِّمِينَ﴾، قَالَ: ((اَلْعَمَائِمَ اِعْتَمَّ رَسُولُ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَسَدَلَهَا مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ)).[6] وروي عَنْ ضُرَيْسِ بْنِ عَبْدِ اَلْمَلِكِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: ((إِنَّ اَلْمَلاَئِكَةَ اَلَّذِينَ نَصَرُوا مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَوْمَ بَدْرٍ فِي اَلْأَرْضِ، مَا صَعِدُوا بَعْدُ وَلاَ يَصْعَدُونَ حَتَّى يَنْصُرُوا صَاحِبَ هَذَا اَلْأَمْرِ وَهُمْ خَمْسَةُ آلاَفٍ)).[7]
    وقال بعض أهل التفسير: إنّ الله تعالى أمدّ أهل البدر بألف من الملائكة فقيل: إنّ كرز بن جابر المحاربيّ يريد أن يمدّ المشركين فشقّ ذلك على المسلمين فقال النبيّ‌: ﴿أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ‌﴾، يعني بتقدير أن يجيء المشركين مدد فالله يمدّكم أيضا بثلاثة آلاف وخمسة آلاف، ثمّ إنّ المشركين ما جاءهم المدد فكذا هاهنا الزائد على الألف ما جاء المسلمين.
    ولا يمكن لنا أن نتبع المفسرين في حملهم الفور على معناه المتعارف، أي الفورية والسرعة التي هي ضد التراخي والامهال، لأن ذلك لا يناسبه المقام لأن المسلمين إذا وقعوا في ناحية المغلوبية فإن النصر من الله وإمداده تعالى لهم لا بد وأن يجيئهم منه تعالى لطفا بهم، لأن نصر المشركين على المسلمين فيه مفسدة عظيمة لأن فيه إفناء المسلمين والقضاء على الإسلام وإماتة الحق وإحياء الباطل، ولا يرضى بذلك الشارع الأقدس أبدا.


    [1] سورة آل عمران، الآية: 125.
    [2] سورة آل عمران، الآية: 152.
    [3] قاموس المحيط، ج 4، ص 133.
    [4] سورة الذاريات، الآية: 33.
    [5] الكافي، ج 6، ص 461.
    [6] وسائل الشيعة، ج 5، ص 55.
    [7] تفسير العياشي، ج 1، ص 197.


  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​​​​​​​​​​​​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X