قال السيد صادق الروحاني: المستفاد من الآيات الشريفة، والسُنّة المتواترة وعمل المعصومين (عليهم السلام) الاهتمام بالوحدة الإسلاميّة، والحذر من التشتّت والتفرّق.
والتجربة القطعيّة أيضاً تدلّنا علىٰ ذلك، إذ في كلّ عصر كانت الوحدة الإسلاميّة محفوظة، وكان المسلمون كيدٍ واحدة علىٰ من سواهم، آلَ أمر المجتمع إلى الصلاح والعزّة، وذاقوا حلاوة النِعَم المادّية والمعنويّة، وكلّ عصر ظهر الاختلاف والنفاق فيه بين المسلمين كزماننا هذا آلَ أمر المجتمع إلى الفساد، وسيطر عليهم الأجانب واستعمروهم.
ومن المؤسف جدّاً أنّ الأجانب والكفّار عرفوا ذلك منذ عهد بعيد، فأخذوا يسعون بشتّى الطرق والوسائل لإيجاد التفرقة بين المسلمين، ولمّا رأوا أنّ هذا الأمر لا يتمّ ما دام القرآن - وهو الكتاب الذي يتبعه المسلمون، ويجرون أحكامه وقوانينه، ويتبعون إرشاداته وتعاليمه - بينهم، فسعوا إلى إبعاده عن الاُمّة.
وهذا ما صرّح به جولادستون رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، فقد صرّح في مجلس العموم البريطاني، قائلاً: لا نفوذ لبريطانيا في الشرق الإسلامي، والقرآن عندهم، يعملون به ويهتدون بهداه!).
فأخذوا يسعون على إمحاء ما عُلّق في نفوس المسلمين من العلاقة مع القرآن، والعمل بأحكامه والسير علىٰ هُداه، وحاولوا إزالة القرآن من بينهم ليخلو لهم الجوّ ويفعلوا ما يشاؤون.
-----------------
المصدر
فقه الصادق ج ١٧ ص ٢٩٦
تعليق