بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك ممن خدم رسول الله صلى الله عليه واله واهل بيته الطاهرين ونقلوا العديد من مواقف هذه الخدمة تعالوا نطالع بعض سيرهم ولكي نقتدي بها
منهم :
1– أنس : قدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المدينة ليس له خادم ، فأخذ أبو طلحة بيدي ، فانطلق بي إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا رسول الله ، إن أنسا غلام كيس فليخدمك . قال : فخدمته في السفر والحضر ، ما قال لي لشئ صنعته : لم صنعت هذا هكذا ؟ ولا لشئ لم أصنعه : لم لم تصنع هذا هكذا ؟ ( 1 ) .
2 – بكير : سمعت مهاجرا مولى أم سلمة يقول : خدمت النبي ( صلى الله عليه وآله ) عشر سنين – أو خمس سنين – فلم يقل لشئ صنعته : لم صنعته ؟ ولا لشئ تركته : لم تركته ؟ ( 2 ) .
3 – إسحاق : قال أنس : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من أحسن الناس خلقا ، فأرسلني يوما لحاجة ، فقلت : والله لا أذهب ، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق ، فإذا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد قد قبض بقفاي من ورائي . قال : فنظرت إليه وهو يضحك ، فقال : يا أنيس ، أذهبت حيث أمرتك ؟ قال : قلت : نعم ، أنا أذهب يا رسول الله ( 3 ) .
4 – زياد بن أبي زياد عن خادم للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : كان [ النبي ( صلى الله عليه وآله ) ] مما يقول للخادم : ألك حاجة ؟ ( 4 ).
5 – أبو النوار بياع الكرابيس : أتاني علي بن أبي طالب ومعه غلام له ، فاشترى مني قميص كرابيس ، قال لغلامه : اختر أيهما شئت ، فأخذ أحدهما وأخذ علي الآخر فلبسه ، ثم مد يده فقال : اقطع الذي يفضل من قدر يدي ، فقطعه وكفه ( 5 ) فلبسه وذهب ( 6 ) .
6 – أبو مطر البصري : أتى [ علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ] سوق الكرابيس فإذا هو برجل وسيم ، فقال : يا هذا ، عندك ثوبان بخمسة دراهم ؟ فوثب الرجل فقال : نعم يا أمير المؤمنين ، فلما عرفه مضى عنه وتركه ، فوقف على غلام فقال له : يا غلام ، عندك ثوبان بخمسة دراهم ؟ قال : نعم عندي ثوبان ، أحدهما أخير من الآخر ، واحد بثلاثة والآخر بدرهمين . قال : هلمهما ، فقال : يا قنبر ، خذ الذي بثلاثة ، قال : أنت أولى به يا أمير المؤمنين ، تصعد المنبر وتخطب الناس.
فقال : يا قنبر ، أنت شاب ولك شره الشباب وأنا أستحيي من ربي أن أتفضل عليك ، لأني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ألبسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما تأكلون ، ثم لبس القميص ومد يده في ردنه فإذا هو يفضل عن أصابعه ، فقال : يا غلام ، اقطع هذا الفضل فقطعه ، فقال الغلام : هلمه أكفه يا شيخ ، فقال : دعه كما هو فإن الأمر أسرع من ذلك ( 7 ) .
7 – أبو مطر البصري : دعا – علي ( عليه السلام ) – غلاما له مرارا فلم يجبه ، فخرج فوجده على باب البيت ، فقال : ما حملك على ترك إجابتي ؟ قال : كسلت عن إجابتك وأمنت عقوبتك ، فقال : الحمد لله الذي جعلني ممن تأمنه خلقه ، امض فأنت حر لوجه الله ( 8 ) .
8 – أنس : كنت عند الحسين ( عليه السلام ) فدخلت عليه جارية بيدها طاقة ريحان ، فحيته بها فقال لها : أنت حرة لوجه الله تعالى . فقلت : تحييك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها ؟ ! قال : كذا أدبنا الله تعالى ، قال : * ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) * ( 9 ) فكان أحسن منها عتقها ( 10 ) .
9 – الإمام الصادق ( عليه السلام ) : في كتاب رسول الله : إذا استعملتم ما ملكت أيمانكم في شئ يشق عليهم فاعملوا معهم فيه ، وإن كان أبي ليأمرهم فيقول : كما أنتم ، فيأتي فينظر فإن كان ثقيلا قال : بسم الله ، ثم عمل معهم ، وإن كان خفيفا تنحى عنهم ( 11 ) .
10 – حفص بن أبي عائشة : بعث أبو عبد الله ( عليه السلام ) غلاما له في حاجة فأبطأ ، فخرج أبو عبد الله ( عليه السلام ) على أثره لما أبطأ عليه فوجده نائما ، فجلس عند رأسه يروحه حتى انتبه ، فلما انتبه قال له أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا فلان ، والله ما ذاك لك تنام الليل والنهار ، لك الليل ولنا منك النهار ( 12 ) .
11 – دخل سفيان الثوري على الصادق ( عليه السلام ) فرآه متغير اللون ، فسأله عن ذلك ، فقال : كنت نهيت أن يصعدوا فوق البيت ، فدخلت فإذا جارية من جواري ممن تربي بعض ولدي قد صعدت في سلم والصبي معها ، فلما بصرت بي ارتعدت وتحيرت وسقط الصبي إلى الأرض فمات ، فما تغير لوني لموت الصبي وإنما تغير لوني لما أدخلت عليها من الرعب . وكان ( عليه السلام ) قال لها : أنت حرة لوجه الله ، لا بأس عليك – مرتين – ( 13 ) .
12 – ياسر الخادم : كان الرضا ( عليه السلام ) إذا كان خلا جمع حشمه عنده ، الصغير والكبير فيحدثهم ويأنس بهم ويؤنسهم . وكان ( عليه السلام ) إذا جلس على المائدة لا يدع صغيرا ولا كبيرا – حتى السائس ( 14 ) والحجام – إلا أقعده معه على مائدته ( 15 ) .
13 – نادر الخادم : كان أبو الحسن ( عليه السلام ) إذا أكل أحدنا لا يستخدمه حتى يفرغ من طعامه ( 16 ) .
14 – ياسر الخادم ونادر جميعا قالا : قال لنا أبو الحسن ( عليه السلام ) : إن قمت على رؤوسكم وأنتم تأكلون فلا تقوموا حتى تفرغوا ، ولربما دعا بعضنا فيقال له : هم يأكلون ، فيقول : دعهم حتى يفرغوا ( 17 ) .
15 – عبد الله بن الصلت عن رجل من أهل بلخ : كنت مع الرضا ( عليه السلام ) في سفره إلى خراسان ، فدعا يوما بمائدة له ، فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم ، فقلت : جعلت فداك ، لو عزلت لهؤلاء مائدة ، فقال : مه ! إن الرب تبارك وتعالى واحد والأم واحدة والأب واحد ، والجزاء بالأعمال ( 18 ) .
ـــــــــــــــــــــــ المصادر ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) صحيح البخاري : 3 / 1018 / 2616 ، وذكره أيضا في : 5 / 2245 / 5691 وفيه ” خدمت النبي ( صلى الله عليه وآله ) عشر سنين ، فما قال لي : أف ، ولا : لم صنعت ؟ ولا : ألا صنعت ” ، صحيح مسلم : 4 / 1805 / 2309 نحوه وفيه ” خدمته تسع سنين ” ، مسند ابن حنبل : 4 / 203 / 11988 ، الطبقات الكبرى : 7 / 19 .
( 2 ) أسد الغابة : 5 / 266 / 5137 .
( 3 ) صحيح مسلم : 4 / 1805 / 2310 .
( 4 ) مسند ابن حنبل : 5 / 439 / 16076 ، مجمع الزوائد : 2 / 515 / 3503 .
( 5 ) كف الثوب : تركه بلا هدب ، كففت الثوب أي خطت حاشيته ، وهي الخياطة الثانية بعد الشل ، كفاف الثوب : نواحيه . ( لسان العرب : 9 / 304 ) .
( 6 ) فضائل الصحابة لابن حنبل : 1 / 544 / 911 ، أسد الغابة : 4 / 97 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 9 / 235 نحوه .
( 7 ) الغارات : 1 / 106 .
( 8 ) المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 133 ، وراجع الفخري : 19 .
( 9 ) النساء : 86 .
( 10 ) نثر الدر : 1 / 335 ، نزهة الناظر : 83 / 8 ، كشف الغمة : 2 / 243 ، إحقاق الحق : 11 / 444 .
( 11 ) الزهد للحسين بن سعيد : 44 / 117 عن داود بن فرقد .
( 12 ) الكافي : 8 / 87 / 50 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 274 .
( 13 ) المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 274 .
( 14 ) يقال : هو يسوس الدواب إذا قام عليها وراضها . ( لسان العرب : 6 / 108 ) .
( 15 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 159 ، حلية الأبرار : 2 / 366 .
( 16 ) الكافي : 6 / 298 / 11 .
( 17 ) الكافي : 6 / 298 / 10 ، المحاسن : 2 / 199 / 1583 .
( 18 ) الكافي : 8 / 230 / 296 .
المصدر: أهل البيت في الكتاب والسنة / الشيخ محمد الريشهري
تعليق