بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم وظالميهم من الأولين والأخرين :
عنهم عليهم السلام
(يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما)
هذا الحديث من الأحاديث المأثورة التي رواها جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الله تبارك وتعالى ومن المعلوم أن كلام الله تعالى جاء على قسمين أحدهما ما ورد في القرآن الكريم والأخر ما جاء على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من دون أن يكون له وجود في القرآن الكريم وهو ما يعبر عنه بالأحاديث القدسية التي خاطب بها الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولقد جمعت كثير من الكتب هذه الأحاديث القدسية مثل كتاب كلمة الله وكتاب الأحاديث القدسية عند الفريقين وغيرهما من الكتب والذي يهمنا في المقام هذا الحديث القدسي الذي جاء ليثبت للصديقة فاطمة عليها السلام كرامة أخرى، ومنقبة عظمي وذلك من خلال التمعن في مدلولات هذا الحديث المبارك.
يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك والخطاب هنا من الباري عز وجل لرسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن المعلوم لدينا أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم له عدة أسماء وردت على لسان القرآن الكريم مثل مسجد صلى الله عليه وآله وسلم (ما كان محمدا أبا أحد من رجالكم)
ومثل أحمد (ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد)، وكذلك ياسين، وغيرها من الأسماء التي جاءت بتعابير مختلفة،
الأسرار الفاطمية - الشيخ محمد فاضل المسعودي - الصفحة ٢٣١.
حديث: (لولاك لما (ما) خلقت الأفلاك)
(لولاك (ما) لما خلقت الافلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمه لما خلقتكما) هل هو صحيح ؟ وهل هو ثابت في كتب العامة بأسانيد صحيحة أو عن طريق التواتر؟ أرجو أن توضحوا لي الامر بدقه وشكرا
مركز الأبحاث العقائدية
الاخ نادر المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنّ هذا الحديث أخرجه المجلسي في (البحار ج57 ص199) عن كتاب (الأنوار لأبي الحسن البكري ص5), وهو من الأحاديث القدسية المأثورة والمشهورة بين الفريقين, ويؤيد هذا الحديث قوله تعالى: (( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين )) (الزخرف: 81) فهذه الآية تدل على أن محمداً (صلى الله عليه وآله) أول الكل وجوداً وإن كان خاتم الرسل زماناً وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) إما هو نفسه كما تدل عليه آية المباهله أو هو قسيم نوره كما يدل عليه قوله (صلى الله عليه وآله): (أنا وعلي من نور واحد) وأولاده المعصومون(عليهم السلام) كلهم مظاهر جماله وكماله كما قال (صلى الله عليه وآله) فيهم: ( أولنا محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد وكلنا محمد)،
وتدل على هذا المقصد روايات كثيرة من السنّة ومن شاء فليراجع
(معارج النبوة ومدارج النبوة وينابيع المودّة)
ونحو ذلك, وكذا وردت روايات كثيرة معتبرة أيضاً كحديث الكساء المتسالم عليه بين العلماء الأعلام والمعمول به بين الخواص والعوام وفيه: (وعزتي وجلالي أنّي ما خلقت سماءاً مبنية ولا أرضاً مدحية ولا قمراً منيراً ولا شمساً مضيئة.. إلا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء)، وقد اعترف أهل السنة بمضمون هذا الحديث بالرغم من تصريحهم بوضعه. قال محمد بن عبد الحي اللكنوي في كتابه (الآثار المرفوعة في الاخبار الموضوعة ج1 ص44):
(قال علي القاري في تذكرة الموضوعات حديث: (لولاك لما خلقت الافلاك)
قال العسقلاني موضوع كذا في الخلاصة، لكن معناه صحيح, فقد روى الديلمي عن ابن عباس مرفوعاً أتاني جبريل فقال قال الله: يا محمد لولاك ما خلقت الجنّة ولولاك ما خلقت النار. وذكر العسقلاني في المواهب اللدنية والزرقاني في شرحه ان الحاكم أخرج في مستدركه عن عمر مرفوعاً: إن آدم رأى أسم محمد مكتوباً على العرش وإن الله قال لآدم لولا محمد ما خلقتك.
وروى أبو الشيخ في طبقات الأصفهانيين والحاكم عن ابن عباس: أوحى الله إلى عيسى أمن بمحمد ومر أمتك أن يؤمنوا به فلولا محمد ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار ولقد خلقت العرش على الماء فاضطربت فكتبت عليه لا إله إلاّ الله محمد رسول الله. وفي سنده عمر وابن أوس لا يدري من هو, قال الذهبي وعند الديلمي عن ابن عباس رفعه أتاني جبريل فقال: إن الله يقول لولاك ما خلقت الجنة ولولاك ما خلقت النار)(انتهى).
تعليق