تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
((خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)) – سورة الأعراف / آية 199
هذه الآية -وهي خطاب للنبي (صلى الله عليه وآله)- تذكر ثلاث صفات للقائد والمبلغ الحق
وهي:
أخذ العفو
,الأمر بالعرف
الإعراض عن الجاهلين
نتكلم في هذا الموضوع عن الفقرة الأولى: أخذ العفو
ماهو العفو؟ يذكر المفسرون أنمفهوم العفو في سياق هذه الآية الكريمة هو : استسهال الأمور والصفح والتوسط.
وهذه الصفة شديدة الأهمية في القائد – سواء كان ذلك القائد يقود بلادا أم مجتمعا أم حيا أو حتى بيتا.
وللأسف الذديد فإن بعض القادة في أوساط العمل مثلاً لا يدركون هذه الصفة وأهميتها في إنجاح العمل والمشروع وإعطاء مخرجات ذات جودة عالية، فيأتي المدير عابساً جالباً معه الهم لأفراد العمل يعسر عليهم، "لماذا فعلت كذا يا فلان" "ليش ما فعلت كذا يا فلان" بغلظة واستنفار، وبدلا من أن يحقق هدف وظيفته كمدير يفسد العمل ويجعله أصعب.
إن الغاية والهدف الأساسي من المدير هي قيادة العمل وتسهيل عمل أعضاء الفريق والربط بين أعمال كل منهم ولا يمكن تحقيق ذلك من خلال الغلظة والصعوبة بل يقول القرآن ((وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)) – سورة آل عمران / آية 159 إذاً الغلظة ليست هي السبيل لتحقيق النتيجة المطلوبة بل ان تستسهل الأمور وتكون عفوًّا.
وربما يقال: "اذا لم يتحكم المدير في الأوضاع العمل لن ينجز"
والرد على هذا بأن ترك الشدة لا يعني المجاملة فالقادة الحق الذين نقتدي بهم والذين هم محمد وال محمد (صلوات الله وسلامه عليهم) لم يتصفوا بالفضاضة وغلظة القلب ولكنهم لم يسكتو عن الباطل، وظيفة القائد تحتاج إلى توسط بحيث لا تكون صعبا غليظا ينفر منك الناس ولا سهلا غير متسمسك بمبادئك فتصبح المجموعة في حالة فوضى.
فالقيادة تحتاج إلى شخص عادل لديه ميزان ليعدل الأمور ويسير بالمجموعة نحو الصواب دون التعسير على شؤونهم، وهذا الكلام لا ينطبق فقط على المدراء بل حتى فالبيوت أنت أيها الأب أو أيها الزوج لديك قيادة في المنزل وأنتِ أيضا أيتها الأم أيتها الزوجة لديك دور في قيادة هذا المنزل وحفظه من الفساد التربوي.
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
تعليق