اللهم صل على محمد وآل محمد
ينقل الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة درساً بليغاً يقدمه لنا علي بن يقطين رضوان الله عليه .. في محاورة حصلت مع أبيه يقطين .. نذكر خلاصتها :
كان أمام الشيعة ثلاث حالات :
1) المعرفة الدقيقة بوقت ظهور الإمام المهدي أرواحنا فداه .. مما يعني أنه لو كان بعيداً لأصاب الناس اليأس ثم النسيان.
2) الجهل التام ..بوقت ظهوره وانسداد الافق بعدم وجود أي علامة أو بشرى مما يدفع الناس أيضاً إلى اليأس ثم النسيان.
- حيث لا يوجد ما يذكر الناس بإمامهم ويدعوهم لانتظاره وسط صراع طواغيت الأرض.
3) الحل الوسط وهو وجود علامات تحفز المؤمنين وتجعلهم على استعداد دائم لقرب الظهور .. وفلسفة العلامات هي بقاء النفوس حية والعقول يقظة.
بدون جزم بالظهور ..
ولا يأس منه ..
- وهو خيط دقيق طوبى لمن مشى عليه بدون السقوط لأحد الجانبين.
وهو معنى قول الإمام الكاظم عليه السلام لعلي بن يقطين نفسه :
- فقد روي عن علي بن يقطين قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام:
- يا علي إن الشيعة تربى بالأماني منذ مائتي سنة،
- وقال يقطين لابنه علي: ما بالنا قيل لنا فكان وقيل لكم فلم يكن،
- فقال له علي: إن الذي قيل لكم ولنا من مخرج واحد، غير أن أمركم حضركم فأعطيتم محضه، وكان كما قيل لكم، وإن أمرنا لم يحضر فعللنا بالأماني، ولو قيل لنا: إن هذا الامر لا يكون إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة، لقست القلوب، ولرجعت عامة الناس عن الاسلام،
- ولكن قالوا: ما أسرعه وما أقربه؟ تألفا لقلوب الناس وتقريبا للفرج.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 52 - الصفحة 102.
تعليق