إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا ننظر إلى السماء عند زيارة الحسين (عليه السلام) عن بُعد؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا ننظر إلى السماء عند زيارة الحسين (عليه السلام) عن بُعد؟

    لماذا ننظر إلى السماء عند زيارة الحسين (عليه السلام) عن بُعد؟
    قال الإمام الصادق (عليه السلام) لسدير الصيرفي أحد أصحابه: يا سدير تزور قبر الحسين (عليه السلام) في كل يوم؟
    قال سدير: جُعلت فداك لا.
    قال: فما أجفاكم.
    قال: فتزورونه في كل جمعة؟
    قال: لا.
    قال: فتزورونه في كل شهر؟
    قال: لا.
    قال: فتزورونه في كل سنة؟
    قال: قد يكون ذلك.
    قال: يا سدير ما أجفاكم للحسين! أما علمت أن لله عز وجل ألفي ألف ملك شُعث غبر يبكون ويزورون لا يفترون, وما عليك يا سدير أن تزور قبر الحسين (ع) في كل جمعة خمس مرات وفي كل يوم مرة؟
    قال سدير: جُعلت فداك إن بيننا وبينه فراسخ كثيرة.
    فقال (عليه السلام): اصعد فوق سطحك ثم تلتفت يمنة ويسرة ثم ترفع رأسك إلى السماء ثم انحُ نحو القبر وتقول: السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك ورحمة الله وبركاته. تكتب لك زورة والزورة حجة وعمرة,
    قال سدير: فربما فعلت في الشهر أكثر من عشرين مرة.
    فلماذا نرفع رؤوسنا نحو السماء عند الزيارة أليس الحسين (عليه السلام) أليس هو في جهة كربلاء والزيارة هي زيارة القبر؟
    فنقول إن الإمام الحسين (عليه السلام) في السماء فلذلك نتوجه نحوها لنسلّم عليه.
    وليس المعنى أنه في الفضاء الخارجي مثلاً أو في الأعلى جغرافياً إذ كما هو معلوم ليس في الفضاء أعلى وأسفل.
    ولكن التوجه السماء إذا حصل بالعينين فإن القلب يتوجه إلى الملكوت معها، ألا ترون أن النظر في السماء يفتح معاني في النفس كبيرة من خشية الله والتعجب بعظمته سبحانه، وما لا يوصف من الشعور بالهيبة والإيمان بالغيب.
    [وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ] (آل عمران:191).
    وهذا الانتقال من النظر في السماء إلى تلك المعاني ليس من اتفاق الناس ومصطلحات اللغات والثقافات بل هو ارتباط تكويني بين عالم الخارج (جغرافي الجهات) وعالم الملكوت الذي لا يحده المكان، والذي تسري النفس في جميع أرجائه وتنفعل بوارداته وتقرأ معانيه في عوارض الأشياء لتنتق من ظاهر الدنيا إلى باطن الملكوت.
    والحسين (عليه السلام) من السماء:
    إما لأن نوره ونور أهل البيت (عليهم السلام) هو أول الخلق ومن نورهم اشتقت السماوات والأرض كما في روايات كثيرة تحدثت عن أول الخلق، فالتوجه إلى السماء نوع من التوجه إلى أهل البيت (عليهم السلام).
    وإما لأن الحسين (عليه السلام) انتقل بعد كربلاء إلى عليين وأعلى الملكوت، وأي توجه إلى شيء ملكوتي وأي نافذة من عالم المعنى تجعلك في قبال الحسين (عليه السلام).
    وفي الرواية إن المعصوم (عليه السلام) لا يلبث في القبر بعد موته ثم يرفع إلى عليين.
    وليس هذا الرفع يعني أن قبره في الأرض سيخلو من جسده وروحه كما فهمه بعض من يتعلق بعالم الأبعاد.
    لأن الانتقال إلى عليين ليس انتقالاً جغرافياً مكانياً فالمعصوم ينتقل إلى عليين ولا يغادر مكان جسده الشريف.
    فالتوجه إلى السماء بأحد المعنيين المذكورين يكفي لفهم معنى التوجه نحو السماء الخارجية لزيارة الحسين (عليه السلام)، وأما النظر يميناً وشمالاً فلعله للتأمل في سعة السماء والانتقال إلى سعة الملكوت، وانتشار نورهم (عليه السلام) في جميع الأرجاء ذلك النور الذي يملأ السماوات والأرض ويهدي النفوس إلى ما وراء هذا العالم.
    ويوجد في هذا الصدد كلام وفير لا محل له اليوم، ولكن الأغصان دانية والثمار يانعة والأبواب مفتّحة فمن أراد التوسع والاستزادة فليتفضل.
    [إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ.. رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ] (آل عمران : 190-193).
    sigpic
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X