بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولاسيما فاطمة الزهراء البتول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ولاسيما فاطمة الزهراء البتول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدثتنا تفاسير الآيات والروايات إلى أنّ وجود رسول الله محمد (ص) هو أعظم ما في هذا الوجود. ثم إنّ رسول الله محمد يقول “فاطمة روحي التي بين جنبيّ”، لذلك بعض أصحاب أئمتنا كانوا يقولون لمن يعرف السيدة الزهراء (ع)، “من رأى فاطمة فقد رأى الله”. وهذا لا يعني الشرك بالله، بل لشفافية روحها وسموها؛ لأنّها كلها لله عز وجل كان من ينظر إليها كأنّما نظر إلى الله.
لا شك بأنّ السر المودع في هذا الوجود هو السيدة الزهراء (ع). ولو خُيّرتُ بتسميتها لقلت أنّها كلّها الرحمة الإلهية، لأنّ الله يقول للنبي محمد: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”، والنبي (ص) يقول: إنّها بضعة منه و “من آذاها فقد آذاني”، بناءً عليه هي رحمة محمد، ورحمة الله في العالمين.
أمر طبيعي أن يكون هذا الموجود السماوي وهذه النفحة في أرض الله. وكل شيء هو آية لله، لذلك لم نربّي أنفسنا أن ننظر بأعين قلوبنا كي نعرف قيمة الولاء لمحمد وفاطمة وعلي والحسن والحسين، وقيمة العلاقة والولاء للقائم من آل محمد (عج).
بناءً عليه، فالزهراء (ع) في حياة النبي محمد هي خير كثير. وفي حياة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، وفي حياة أبنائها وبيئتها ومجتمعها هي خير كثير. ونحن نعتقد أنّ ما من خير نعيشه إلا في كنف السيدة الزهراء (ع).
لذلك يمكن أن نفسر الروايات الواردة عن النبي (ص) على نوعين:
الأول: الإنباء العاطفي، فالنبي (ص) الأب يحب ابنته الزهراء (ع)، والتعابير العاطفية التي يطلقها صادرة عن شيء يُتعقّل وعقلاني، عندما يقول: “فاطمة روحي التي بين جنبيّ من آذاها فقد آذاني”، “فاطمة بضعة مني”، فهو يقصد ما يقول، ويحبها إلى هذه الدرجة وتعني له عاطفيًّا. وهذا التفسير للبعد العاطفي لا يقلل من شأنها بشيء، بل يكشف عن طبيعة العلاقة الشخصية ما بينهما. إذن، حتى البُعد العاطفي عند النبي يمكن ترجمته لأنّه معصوم.
والثاني: الإنباء العقائدي. فيمكن أن نعتبر الروايات التي قالها النبي (ص) في حق الزهراء فاطمة (ع) هي من باب الإنباء العقائدي.
تأخذنا هذه الروايات إلى أنّ السيدة الزهراء هي في حقيقتها، حقيقة النور المحمدي العلوي الذي يسري في العالم قبل أن يخلق الله الخلق. وأنّ الله عز وجل أوجد العالم من أجل الكمال الذي يقع في محمد وآل محمد (ص)، وهذا النور الذي يسري في العالم يحرّكه نحو كماله، فلا يوجد كمال بدون فاطمة الزهراء ولا مقامات القرب من الباري عز وجل.
ثم إنّ العصمة التكوينية من عند الله للإنسان لا تختص لا بجنس ولا بعرق. كما أنّ السبيل والباب الذي فُتح على دماء أسرة رسول الله محمد هي فاطمة الزهراء (ع) وبدونها ما كان بالإمكان أن نتحدث عن آل محمد (ص).
يكفي بهذه الأمور معرفة عظمة الخير فيها (ع)، ورغم ذلك فإنّ أعظم الخير فيها هو هذه الرحمة الإلهية المحمدية.
ومن عناوين الرحمة الفاطمية: التربية على الولاء. الولاية هي أعظم ما يمكن فهمه من هذا الدين. ومن يراجع الخطابات الأخيرة للسيدة الزهراء (ع) قبل شهادتها، يجد أنّ الولاية هي الأصل الذي أسست عليه في نظرتها التوحيدية كل هذا الدين وعلاقة الناس بالله وبالدين.
حينما يُبحث في سبب استشهادها نرى أنّ ترك ولاية علي (ع) هو ترك لولاية محمد (ص) الأمر الذي لا علاقة له بكل النزاع التاريخي الحاصل حول من هو الخليفة؟ ورأينا واضح أنّه علي بن أبي طالب (ع) بعد رسول الله محمد بلا نزاع، وهو ولينا الحق.
ومدرسة الزهراء (ع) هي مدرسة الولاية، والثبات على الولاية والتي منها يبزغ فجر القائم من آل محمد(عجل الله تعالى فرجه الشريف).
تعليق