و سيماً من الأطفال لولاه لم أخف = على الشيب أن أنأى و أن أتغربا
تود النجوم الزهر لو أنها دمى = ليختار منها المترفات ويلعبا
و عندي كنوز ٌ من حنان ورحمة = نعيمي أن يغرى بهنّ وينهبا
يجور و بعض الجور حلو محبب= و لم أرى قبل الطفل ظلماً محببا
و يغضب أحيانا ويرضى وحسبنا = من الصفو أن يرضى علينا و يغضبا
و إن ناله سقم تمنيت أنني = فداءً له كنت السقيم المعذبا
ويوجز فيما يشتهي و كأنه = بإيجازه دلاً أعاد و أسهبا
يزف لنا الأعياد عيداً إذا خطا = وعيداً إذا ناغى وعيداً إذا حبا
كزغب القطا لو أنه راح صادياً = سكبت له عيني وقلبي ليشربا
و أوثر أن يروى و يشبع ناعماً = و أظمأ في النعمى عليه و أسغبا
ينام على أشواق قلبي بمهده = حريراً من الوشي اليماني مذهبا
و أسدل أجفاني غطاء يُظله = و يا ليتها كانت أحنّ و أحدبا
و حملني أن أقبل الضيم صابراً = وأرغب تحناناً عليه و أرهبا
و تخفق في قلبي قلوب عديدة = لقد كان شِعبا واحداً فتشعبا
و يا رب من أجل الطفولة وحدها = أفض بركات السلم شرقاً ومغربا
و صن ضحكة الأطفال يارب إنها = إذا غردت في موحش الرمل أعشبا
و يارب حبب كل طفل فلا يرى = و إن لج في الإعنات وجهاً مقطبا
و هيىء له في كل قلب صبابةً = و في كل لقيا مرحباً ثم مرحبا
للشاعر السوري .. بدوي الجبل ..
تعليق