اللهم صل على محمد وآل محمد
إنّ العمل بالقرآن وحضوره في حياة الإنسان كفيل بإيصاله إلى مقصوده ومبتغاه من السعادة والكمال، ومتى ما غفل الإنسان عنه وأهمله، ابتُلي بالسقوط والانحراف عن مقصده الفطريّ:
﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى* قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً* قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى* وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى﴾ (طه: 127-124).
ومن هذا المنطلق، فإنّ المجتمع الذي يحضر فيه القرآن فكراً وعملاً، سوف يكتب له الفلاح والنجاح، ولا يتحقّق له ذلك إلا بأن يجعل القرآن مرجعاً له في حلّ مشكلات الحياة ومعضلاتها، ومعياراً في قبول أيّ قول أو رأي أو موقف، وفيصلاً فارقاً بين الحقّ والباطل ومصاديقهما في الحياة.
وعليه، لا بدّ من حضور القرآن الكريم اعتقاداً وعملاً في حياة الإنسان: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ (الأنفال: 24) .
حتّى يتمكّن من تحقيق رسالة القرآن وأهدافه العامّة على المستويين الفرديّ والاجتماعيّ؛ فيخرج من الظلمات إلى النور ويهتدي إلى الصراط المستقيم:
﴿أَوَمَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا﴾ (الأنعام: 122)،
﴿الَر كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ﴾ (إبراهيم: 1).
تعليق