إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد



    قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ۗ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾.[1]
    قولهم هذا يدلّ على أنّ المعهود بينهم وبين الله تعالى طلب المعجزة بنحو مخصوص من كلّ من ادّعى الرسالة، لكن الله تعالى لم يصدّقهم فيما هو ظاهر قولهم من انحصار المعجزة فقال: ﴿قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ﴾، فقوله: بالبيّنات يدلّ على كثرة معجزات الرسل وعدم انحصارها في قربان تأكله النار.
    فقد ورد عَنْ أَبِي اَلْمَغْرَاءِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ قَالَ: ((كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِذَا قَرَّبَتِ اَلْقُرْبَانَ تَخْرُجُ نَارٌ تَأْكُلُ قُرْبَانَ مَنْ قُبِلَ مِنْهُ وَإِنَّ اَللهَ جَعَلَ اَلْإِحْرَامَ مَكَانَ اَلْقُرْبَانِ)).
    [2]
    ومأخذ هذا العهد ما يدّعون أن الله كتب لهم في التوراة من علامة صدق أي نبي يأتيهم مدعيا للنبوّة أنه يأتي بقربان والقربان هو كل ما يتقرب به الى الله سبحانه ويجوز أن يكون مصدرا واسم عين فتنقض عليه نار من السماء فتأكله ومعنى أكلها له استيلاؤها عليه بنفاده، فاحتجّت اليهود على رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّ الله قد أوصى وعهد إليهم أن لا يؤمنوا إلاّ بالنبيّ الّذي أتى بمعجزة القربان فقط.
    فقالوا: يا محمّد أنت انسان تدّعي علينا النبوّة وتريد منّا ان نؤمن بك فأتنا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ حتى نصدّقك فقال له الله عز وجل: قل لهم قد جاءكم رسل من قبلي بالآيات البيّنات الدالة على صدقهم كما جاءوكم بالذي أردتم من القربان الذي تَأْكُلُهُ النَّارُ فلم لم تصدّقوا بهم ولم تعترفوا بنبوّتهم وتجاوزتم في ذلك ابعد الحدود فقتلتموهم فها انا حتى لو اتيتكم بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ لا أنال طرفا من تصديقكم فيَ لأنكم لم تصدقوا مع أسلافي من الأنبياء.
    وهذا افتراء منهم على الله سبحانه لأنّه ليس لانحصار كون معجزة القربان علامة للقبول وجه، فإنّ‌ كثيرا من الأنبياء الماضين لم تكن معجزتهم هي القربان حتّى موسى عليه السّلام قد أتى بالآيات التسع وليست معجزة القربان منها.
    فهذه الآية لا تردّ معجزة القربان ولا تنكرها بل تسجّل عليهم أنّكم قد قتلتم كثيرا من الأنبياء الّذين جاءوا بالبيّنات وبالقربان الّذي قلتم، فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين في دعواكم.
    واحتجّت عليهم أنّ الأنبياء قد جاءوا بالبيّنات والزبر وبالكتاب المنير من غير انحصار بالقربان فلا دليل على توقف تصديقهم والإيمان بهم، بالقربان، وعلى تقدير وجوده فهو بيّنة كسائر البيّنات
    .

    وهذا الاحتجاج من الله تعالى على اليهود الّذين في عهد الرسول صلّى الله عليه وآله ولم يكونوا قتلة الأنبياء، والتسجيل عليهم بقتل الأنبياء الّذي هو من أعظم الجنايات، إنّما هو من باب رضاهم بفعل آبائهم، والراضي بفعل قوم داخل فيهم.
    والظاهر من بعض الروايات أنّ‌ الخروج عن مظلمة الظالمين متوقف على البراءة منهم، ولا يكفي في ذلك صرف السكوت بل لا بدّ من الإظهار والإعلان سواء كان الظالم معاصرا أو متقدّما لئلاّ يسري الفساد والانحراف الى اللاّحقين ولا تستحكم أصول البدع والمظالم فيهم، فتطهير المجتمع والأفكار العموميّة متوقف على البراءة والإنكار، والتولّي لأولياء الله تعالى والبراءة من أعدائه سبحانه من أصول الإيمان، فإن لم يستطع الإنكار والجهر به فلا بدّ أن يعرض في خلواته إلى ربّه وينكره بقلبه. وتوجد روايات كثيرة في التولّي لأولياء الله والتبرّي من أعدائه سبحانه، ووجوب إنكار المنكر والجهر به وإن لم يقدر على الجهر فبقلبه، وبينه وبين ربّه.

    نذكر واحدة منها: عَنْ جَابِرٍ اَلْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: ((إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ فِيكَ خَيْراً فَانْظُرْ إِلَى قَلْبِكَ فَإِنْ كَانَ يُحِبُّ أَهْلَ طَاعَةِ اَللهِ ويُبْغِضُ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ فَفِيكَ خَيْرٌ واَللهُ يُحِبُّكَ وإِذَا كَانَ يُبْغِضُ أَهْلَ طَاعَةِ اَللهِ ويُحِبُّ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ فَلَيْسَ فِيكَ خَيْرٌ واَللهُ يُبْغِضُكَ واَلْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ)).
    [3]

    [1] سورة آل عمران، الآية: 183.
    [2] الكافي، ج 4، ص 335.
    [3] وسائل الشيعة، ج 16، ص 183.

    التعديل الأخير تم بواسطة الاشتر; الساعة 12-12-2024, 04:04 PM.

  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​​​​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم
      ​​​​​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X