إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا﴾

تقليص
X
تقليص
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.[1]
    ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ..﴾، نعت لِأُولِي الألباب‌ أي يذكرونه دائما على الحالات كلّها قائمين وقاعدين ومضطجعين فإنّ الإنسان لا يخلو عن هذه الهيئات غالبا.
    ولمّا كان الإنسان مركّبا من النفس والبدن كانت العبوديّة للبدن بقوله: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ﴾، فإنّ ذلك باستعمال الجوارح والأعضاء وأشار بعبوديّة النفس بقوله:
    ﴿وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾، أي ومن صفة اولي الألباب أن يعتبروا في خلقهما؛ أي التفكر في الخالق الذي وصفه امير المؤمنين عليه السلام فقال: ((اَلظَّاهِرِ بِعَجَائِبِ تَدْبِيرِهِ لِلنَّاظِرِينَ وَاَلْبَاطِنِ بِجَلاَلِ عِزَّتِهِ عَنْ فِكْرِ اَلْمُتَوَهِّمِينَ)).
    [2] وإنّما نهى التفكّر في الخالق لأنّ معرفة حقيقة الخالق غير ممكنة، وفي الحديث: عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلاَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ يَقُولُ: ((لَيْسَ اَلْعِبَادَةُ كَثْرَةَ اَلصَّلاَةِ وَاَلصَّوْمِ إِنَّمَا اَلْعِبَادَةُ اَلتَّفَكُّرُ فِي أَمْرِ اَللهِ عَزَّ وَجَلَّ)).[3] ووجه التفضيل إنّ التفكّر عمل القلب والعبادة عمل الجوارح، والقلب أشرف الجوارح فكان عمل القلب أشرف من عمل الجوارح.
    ﴿رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا﴾، معنى يتفكّرون في صنعه ويقولون: ربّنا ما خلقت السماوات والأرض عبثا ضائعا عن الحكمة خاليا عن المصلحة بل منتظما لمصالح عظيمة من جملتها أن تكون مدارا لمعايش العباد ومنارا وآثارا إلى معرفة أحوال المبدأ والمعاد، وتذكير الضمير باعتبار تعلّق الخلق لهما في معنى المخلوق.
    ﴿فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾، أي من عذاب النار الّذي جزاء الّذين لا يعرفون خالقهم، وفائدة الفاء الدلالة على أنّ علمهم بما لأجله خلقت السماوات والأرض حملهم على الإستعاذة من عذابه فينبغي للإنسان دائما أن يتولّى الذكر باللسان والتفكّر بالقلب والمعرفة بالروح وذكر اللسان يوصل صاحبه إلى ذكر القلب وهو التفكّر في قدرة الله والتفكّر في القلب في قدرة الله يوصل إلى مقام الكمال في المعرفة للروح فيخلّص من ظلمة الجهل ويتنوّر بنور المعرفة ولذا قيل: معنى «لا إله إلّا الله» للعوامّ‌: لا معبود إلّا الله، وللخواصّ‌: لا محبوب ولا مقصود إلّا الله.

    ومراتب العبوديّة والمعرفة تنقسم إلى قشر ولبّ ولبّ اللبّ وتمثيل ذلك بالجوز فإنّ‌ له قشرا وله لبّ وللّبّ دهن وهو لبّ اللبّ.
    فالمرتبة الأولى من العبوديّة: أن يقول الإنسان «لا إله إلّا الله» وقلبه غافل عنه وهو القش.
    والثانية: أن يصدّق قلبه بمعناه وهو اعتقاد وعمل وهو اللبّ‌.

    والثالثة: أن يشاهد ذلك بواسطة نور إلهيّ ويرى الأشياء صادرة من الواحد القهّار ولا يختار لنفسه رضا غير رضا الله وهذا المقام لبّ اللبّ كالدهن في الجوز وهو المراد بقوله: ﴿أَفَمَن شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللهِ ۚ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾.
    [4]
    ثم بين فضله وسعة رحمته على الذين يذكرون الله قلبا أو لسانا ناشئا من القلب في حال القيام والقعود والاضطجاع، ويتفكرون في غاية خلق السموات والأرض وعدم بطلانهما، إذ الجميع سائرون الى الله ويتحركون بجواهرها ويحركون الحيوانات والانسان ببعض مراتبها: وأما بعضها الاخر فيكون اعلى منهما، ويستدعون حصول الكمال لهم؛ وخروجهم عن ما تقتضيه الشهوات والغضبيات والانانيات من نار جهنم، لكونها من لوازمها وهم طالبون للفناء ويتفكرون في أن دخول النار خزي لكونها من النقص للنفس والظلم ولا ناصر للظالم مطلقا في الاخرة كما سبق، ويشكرون الله بحصول التوفيق لهم من سماع منادى الايمان وحصول الايمان لهم، ويستدعون تكفير الذنوب والخطايا، واخذ الله انفسهم بالتمام حتى يحشرون مع الابرار، ويستدعون الكمال الذى وعدهم الأنبياء، وعدم خزيهم بأن يبقيهم الله على الكمال ولا يكلهم الى انفسهم طرفة عين، وقال: استجبت دعوتهم، لعدم تضييع عمل عامل عندي، وهو من نهاية الفضل، حيث أنه السبب والموفق وينسب اليهم ويطلق لفظ لا اضيع والباقي واضح.



    [1] سورة آل عمران، الآية: 191.
    [2] نهج البلاغة، ص 248.
    [3] الكافي، ج 2، ص 55.
    [4] سورة الزمر، الآية: 22.


  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​​​​​​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...