إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد



    قال الله تعالى: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللهِ ۗ وَاللهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ﴾.[1]
    ﴿لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم﴾، فأعطاكم من الوقاية والمغفرة والتّكفير والتّوفية والإيتاء بقدر استعدادكم بأعمالكم، لأنّ حبط الأعمال من آثار الشرك والكفر وإساءة الأدب بمحضر النبي صلّى الله عليه وآله.
    ﴿مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى﴾، لا فرق بين الرجل والمرأة في إمكان النيل إلى مراتب الإيمان كما لا فرق بينهما في الشرف الإنساني وإنّما الفروق ترجع إلى دورهما في حفظ النسل وبقاء النوع وسهولة العيش وسلامة الروح.
    ﴿بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ‌﴾، الذي هو جملة ابتدائية جيء بها تعليلا لعدم الفرق بين الذكور والإناث في عالم التكليف والجزاء عليه.
    ﴿فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ﴾، ثم ساق تعالى نموذجا من الأعمال التي بها يستحق العبد الجزاء الحسن على ربّه فمن ذلك الهجرة من دار يضغط فيها على المكلّف في مقابل تظاهره بعقيدته فلا يكون المؤمن تام الايمان حتى يفرّج عن عقيدته بالترفيه عنها وذلك من طريق الهجرة الى دار يكون فيها حرّا غير مضغوط عليه. ومن ملاك ذلك بعده عن كل ما يضعّف عقيدته عنده كالخليط الفاقد للعقيدة أو المستهين بها وكحضور مجالس تبليغ السوء وما الى ذلك ممّا يوجب الاحتكاك معه ضعف الدين حتى يؤول به الأمر الى ذوبان دينه.
    ﴿وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي..﴾، ومنه تحمّل الأذى في سبيل الله كالصبر على سخرية الساخر به والطاعن عليه والشاتم له ومنه الخروج الى سوح القتال والقتل في سبيل الله فإن هذه الحسنات تقع مكفرة للبوادر الحاصلة من العبد امام ربّه كما تكون موجبه لدخول الجنة والتنعم بنعيم الله.
    ومعنى قوله: ﴿وَاللهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ﴾،أنّ غير الله ومهما شهم وكرم لا يساوى الله في حسن جزائه فانه يضاعف لعبده المؤمن ما لم يخطر له ببال.
    ثمّ أنّ ظاهر الآية وإن كان ثبوت هذا الأجر العظيم للّذين اجتمعت لهم جميع هذه الأمور من الهجرة، والإخراج من الأوطان، والإيذاء، والمقاتلة والقتل، ولكن يحتمل أن يكون لمن له أحدها، ويؤيّده سعة رحمة الله تعالى وفضله.
    وذكر شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي(ره): [أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام لمّا هاجر من مكّة إلى المدينة ليلحق النبيّ صلّى الله عليه وآله؛ وقد قارع الفرسان من قريش، ومعه فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله، وفاطمة بنت الزّبير ثُمَّ سَارَ ظَاهِراً قَاهِراً حَتَّى نَزَلَ ضَجْنَانَ، فَتَلَوَّم بِهَا قَدْرَ يَوْمِهِ وَ لَيْلَتِهِ، وَلَحِقَ بِهِ نَفَرٌ مِنَ اَلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ وَفِيهِمْ أُمُّ أَيْمَنَ مَوْلاَةُ رَسُولِ اَللهِ (صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)، فَظَلَّ لَيْلَتَهُ تِلْكَ هُوَ وَاَلْفَوَاطِمُ - أُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اَللهِ (صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَفَاطِمَةُ بِنْتُ اَلزُّبَيْرِ - طَوْراً يُصَلُّونَ وَطَوْراً يَذْكُرُونَ اَللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ، فَلَمْ يَزَالُوا كَذَلِكَ حَتَّى طَلَعَ اَلْفَجْرُ فَصَلَّى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) بِهِمْ صَلاَةَ اَلْفَجْرِ، ثُمَّ سَارَ لِوَجْهِهِ يَجُوبُ مَنْزِلاً بَعْدَ مَنْزِلِ لاَ يَفْتُرُ عَنْ ذِكْرِ اَللهِ، وَاَلْفَوَاطِمُ كَذَلِكَ وَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ صَحِبَهُ حَتَّى قَدِمُوا اَلْمَدِينَةَ، وَقَدْ نَزَلَ اَلْوَحْيُ بِمَا كَانَ مِنْ شَأْنِهِمْ قَبْلَ قُدُومِهِمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: اَلَّذِينَ يَذْكُرُونَ اَللهَ قِياماً وقُعُوداً الآيات، إلى قوله: مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى الذّكر: علي عليه السّلام، والانثى: الفواطم، بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ‌ يعني: عليّ من فاطمة، أو قال: من الفواطم، وهنّ من عليّ‌].
    [2]
    فالظّاهر أنّ الرّواية بيان لأظهر مصاديق الآية وأكملها، لا أنّها تفسير لها، بل هي عامّة لكلّ من اتّصف بتلك الصّفات.
    وعن علي بن إبراهيم القمّي (ره) فقال:[فَالَّذِينَ هاجَرُوا وأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ‌ يعني أمير المؤمنين وسلمان وأبا ذرّ حين اخرج]
    [3].


    [1] سورة آل عمران، الآية: 195.
    [2] الأمالي للطوسي، ج 1، ص 263.
    [3] تفسير القمي، ج 1، ص 129.


  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​​​​​​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X