بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منشأ الدعاء
لمّا كان الإنسان عين الفقر والفاقة وبما أنه فُطر على أساس الطلب والحاجة إلى خالقه فهو قد فُطر على الدعاء. فالدعاء هو الالتجاء إلى الله تعالى وطلب سدّ النقائص وقضاء الحاجات منه.
وفي الواقع إن هذه الحالة من التوجّه إلى الله واستمداد العون منه من خلال الدعاء غير مختصّة بالمؤمنين فقط بل حتى المشرك لا يخلو البتّة من هذه الحالة وإن أنكرها، فهو يختبرها عندما يقع في شدّة وتتقطّع به الأسباب ويزول كل ملجأ، عندها تتعلّق آماله به سبحانه تعالى وهذا ما أشارت إليه الآية الشريفة:
﴿هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾1.
فعندما أوشك هؤلاء على الغرق والهلاك توجّهوا بحسب فطرتهم بالدعاء إلى الله تعالى مسبّب الأسباب، وطلبوا منه النجاة.
فمنشأ الدعاء لدى الإنسان هو ضعفه واحتياجه الدائمان اللذان لا ينفكان عنه. وبمقدار ما يلتفت الإنسان إلى ضعفه ونقصه وحاجته يندفع إلى الدعاء مستمدّاً العون والقدرة والغنى من مالكها بشكلٍ مطلق وهو الله تقدست أسماؤه. فما لم يلتفت الإنسان إلى عجزه وضعفه وضعف سائر المخلوقات من حوله لن يعلّق آماله على رب الأرباب ويقصر طلب حاجاته عليه، فالاعتراف بالعجز مقدمة أساسية للدعاء.
أهمية الدعاء
والدعاء واحدٌ من أجمل وأرقى التعابير عن العلاقة بين العبد ومولاه عزّ وجلّ، فعندما يدعو الإنسان ربّه فهو يعبّر عن عبوديّته له تعالى ويعلن الخضوع أمامه والتسليم لقدرته. فعن الإمام الصادق عليه السلام: "الدعاء استجابة الكل منك للحق، وتذويب المهجة في مشاهدة الرب، وترك الاختيار جميعاً وتسليم الأمور كلها ظاهراً وباطناً إلى الله تعالى"2.
لذا جعل الله تعالى الدعاء عبادةً ووسيلةً شريفةً للاّتصال والارتباط به كما أخبر بذلك إمامنا الصادق عليه السلام حيث قال: "أدعُ ولا تقل قد فرغ من الأمر، فإن الدعاء هو العبادة، إن الله عز وجل يقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾"3.
بل ومن أفضل العبادات أيضاً، فقد سُئل الإمام الباقر عليه السلام: أي العبادة أفضل؟ فقال: "ما من شيء أفضل عند الله عز وجل من أن يُسأل ويُطلب مما عنده، وما أحد أبغض إلى الله عز وجل ممن يستكبر عن عبادته ولا يسأل ما عنده"4.
وطالما أن الإنسان في هذه الدنيا فإنه لا يخلو من حالة نقصٍ وعوزٍ يحتاج معها إلى استمداد العون من الله تعالى، وهنا لا يملك إلا الدعاء الذي فيه مفاتيح الفلاح وقضاء الحاجات المعنوية والمادية على حدٍّ سواء. فهو سلاح الأنبياء الذي ينجي من الأعداء ويغسل الذنوب ويورث الطمأنينة والسكينة ويدفع البلاء ويدرّ الأرزاق وفيه الشفاء من كل داء . فعن الإمام الرضا عليه السلام قال:
"عليكم بسلاح الأنبياء، فقيل: وما سلاح الأنبياء؟ قال: الدعاء"5.
وعن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ألا أدلّكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدرّ أرزاقكم؟ قالوا: بلى، قال: تدعون ربكم بالليل والنهار، فإن سلاح المؤمن الدعاء"6.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "الدعاء مفاتيح النجاح ومقاليد الفلاح"7،
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: "عليك بالدعاء فإنه شفاء من كل داء"8.
وعن الإمام الرضا عليه السلام: "الدعاء يدفع البلاء النازل وما لم ينزل"9.
-----------------------------------لمّا كان الإنسان عين الفقر والفاقة وبما أنه فُطر على أساس الطلب والحاجة إلى خالقه فهو قد فُطر على الدعاء. فالدعاء هو الالتجاء إلى الله تعالى وطلب سدّ النقائص وقضاء الحاجات منه.
وفي الواقع إن هذه الحالة من التوجّه إلى الله واستمداد العون منه من خلال الدعاء غير مختصّة بالمؤمنين فقط بل حتى المشرك لا يخلو البتّة من هذه الحالة وإن أنكرها، فهو يختبرها عندما يقع في شدّة وتتقطّع به الأسباب ويزول كل ملجأ، عندها تتعلّق آماله به سبحانه تعالى وهذا ما أشارت إليه الآية الشريفة:
﴿هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾1.
فعندما أوشك هؤلاء على الغرق والهلاك توجّهوا بحسب فطرتهم بالدعاء إلى الله تعالى مسبّب الأسباب، وطلبوا منه النجاة.
فمنشأ الدعاء لدى الإنسان هو ضعفه واحتياجه الدائمان اللذان لا ينفكان عنه. وبمقدار ما يلتفت الإنسان إلى ضعفه ونقصه وحاجته يندفع إلى الدعاء مستمدّاً العون والقدرة والغنى من مالكها بشكلٍ مطلق وهو الله تقدست أسماؤه. فما لم يلتفت الإنسان إلى عجزه وضعفه وضعف سائر المخلوقات من حوله لن يعلّق آماله على رب الأرباب ويقصر طلب حاجاته عليه، فالاعتراف بالعجز مقدمة أساسية للدعاء.
أهمية الدعاء
والدعاء واحدٌ من أجمل وأرقى التعابير عن العلاقة بين العبد ومولاه عزّ وجلّ، فعندما يدعو الإنسان ربّه فهو يعبّر عن عبوديّته له تعالى ويعلن الخضوع أمامه والتسليم لقدرته. فعن الإمام الصادق عليه السلام: "الدعاء استجابة الكل منك للحق، وتذويب المهجة في مشاهدة الرب، وترك الاختيار جميعاً وتسليم الأمور كلها ظاهراً وباطناً إلى الله تعالى"2.
لذا جعل الله تعالى الدعاء عبادةً ووسيلةً شريفةً للاّتصال والارتباط به كما أخبر بذلك إمامنا الصادق عليه السلام حيث قال: "أدعُ ولا تقل قد فرغ من الأمر، فإن الدعاء هو العبادة، إن الله عز وجل يقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾"3.
بل ومن أفضل العبادات أيضاً، فقد سُئل الإمام الباقر عليه السلام: أي العبادة أفضل؟ فقال: "ما من شيء أفضل عند الله عز وجل من أن يُسأل ويُطلب مما عنده، وما أحد أبغض إلى الله عز وجل ممن يستكبر عن عبادته ولا يسأل ما عنده"4.
وطالما أن الإنسان في هذه الدنيا فإنه لا يخلو من حالة نقصٍ وعوزٍ يحتاج معها إلى استمداد العون من الله تعالى، وهنا لا يملك إلا الدعاء الذي فيه مفاتيح الفلاح وقضاء الحاجات المعنوية والمادية على حدٍّ سواء. فهو سلاح الأنبياء الذي ينجي من الأعداء ويغسل الذنوب ويورث الطمأنينة والسكينة ويدفع البلاء ويدرّ الأرزاق وفيه الشفاء من كل داء . فعن الإمام الرضا عليه السلام قال:
"عليكم بسلاح الأنبياء، فقيل: وما سلاح الأنبياء؟ قال: الدعاء"5.
وعن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ألا أدلّكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدرّ أرزاقكم؟ قالوا: بلى، قال: تدعون ربكم بالليل والنهار، فإن سلاح المؤمن الدعاء"6.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "الدعاء مفاتيح النجاح ومقاليد الفلاح"7،
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: "عليك بالدعاء فإنه شفاء من كل داء"8.
وعن الإمام الرضا عليه السلام: "الدعاء يدفع البلاء النازل وما لم ينزل"9.
1- يونس، 22.
2- مستدرك الوسائل، ج5،ص271.
3- أصول الكافي، ج2، ص 467.
4- م. ن، ص 466.
5- م. ن، ص 468.
6- م. ن.
7- م. ن.
8- م. ن، ص 470.
9- م. ن، ص469.
تعليق