نشرة الكفيل 999 السنة الحادية والعشرون
10 /جمادى الآخرة/1446هـ - 12/12/2024م /افتتاحية_الكفيل
رُوي عن الإمام علي (عليه السلام) قوله: «أَقِيلُوا ذَوِي المُرُوءَاتِ عَثَراتِـهِمْ، فَما يَعْثُرُ مِنْهُمْ عاثِرٌ إِلّا وَيَدُ اللهِ بِيَدِهِ يَرْفَعُهُ» (نهج البلاغة: ج٤/ص٦).10 /جمادى الآخرة/1446هـ - 12/12/2024م /افتتاحية_الكفيل
ليس فينا -نحن البشر العاديون- معصوم؛ فقد نقع في الأخطاء وتصدر منا الزلّة.. ولسنا على مرتبة واحدة؛ فالناس فيهم المتهتّك، وفيهم الناسك، وفيهم المؤمن، وفيهم الفاسق، وفيهم صاحب المروءة؛ يعني صاحب الخلُق النبيل والاتزان في الحياة والالتزام..
هنا ينبهنا أمير المؤمنين (عليه السلام) على أنَ هذا النوع من الناس (أصحاب المروءات) ينبغي لنا أن لا نتابع أخطاءهم ولا نحصي عليهم هفواتهم؛ لأنَ مثلهم لا يصح كسرهم وهضمهم إذا كانت حالتهم مستقيمة على الجادة الصحيحة.. ولنضع في حسابنا أنّه إذا أنا أحصيتُ أخطاء الناس وترصّدتُها، سيُسلِّط اللهُ شخصاً يترصّد أخطائي وهفواتي ويحصيها.
فالأفضل أن ينشغل الإنسانُ بعيوبه ومشاكله، ويحاول أن يسامح ويصفح، ويترفّع عن القيل والقال، وأن يتقن التغافل، ففيه العافية النفسية والاجتماعية والمحافظة على مقامات الناس، حتى إن صدرت منهم هفوة أو زلة؛ لأن هذا الإنسان المؤمن إذا نُسِيتْ عثرته فسيرفعه الله تعالى ويتكفَّل بالعناية به، فلا تقف بوجه مَن يضع ثقته بالله سبحانه، فالله عند حُسن ظنِّ عبدِهِ المؤمن.
✍️ رئيس التحرير