نشرة الكفيل 999 السنة الحادية والعشرون
10 /جمادى الآخرة/1446هـ - 12/12/2024م
10 /جمادى الآخرة/1446هـ - 12/12/2024م
من القصص القرآنية العظيمة التي تحمل بين طياتها دروساً وعبراً للبشرية جمعاء.. قصة نبي الله موسى (على نبينا واله وعليه افضل الصلاة والسلام ) وعصاه.
العصا التي ليس فيها المعجزة الخارقة فقط، بل فيها دلالات أعمق تتعلق بالإيمان والثقة بالله تعالى، فقد كانت بمنزلة آلة بسيطة، أداة للتوكؤ والعمل، لكنها اتخذت مكانة رمزية حينما نُفخت فيها قوة الإيمان واليقين بقدرة الله على كلِّ شيء.
لم يكن السر في هيأتها المادية، بل السر في القلب الذي يحملها؛ قلب موسى (عليه السلام) الذي امتلأ بحب الله، وبثقةٍ لا تتزعزع بأنّ الله لا يخذل مَن يتوكّل عليه، فعندما أمره اللهُ أن يضرب بها البحر، لم تكن مجرد ضربة عصاً مادية، بل كانت ضربة مشحونة باليقين والتسليم للأمر الإلهي، وهكذا شقت البحر، وكانت من اللحظات التي خلّدها التاريخ بمنزلة إشارة إلى معجزة الإيمان.
في مواجهة سلطان فرعون الذي تمادى في طغيانه.. كانت العصا رمزاً للسلطة الحقيقية، سلطة الخالق على خلقه، فما أظهره موسى (عليه السلام) من ثبات وإيمان كان كفيلاً بأن يهزَّ أركانَ عرش فرعون ويشهد على انتصار الحق.
لم يكن الأمر معتمداً على قطعة خشب، وإنّما على قوة الإيمان التي تحرك المعجزات.
ومن هنا نتعلم أنّ (ثقة العبد) بربِّه تفتح الأبواب المغلقة وتسبب النصر والفرَج..
هي حالة قلبية.. و استقرار روحي، يلهم الإنسان الصبر والقوة أمام تحديات الحياة الكبيرة.
يُعلمنا موسى (عليه السلام) أنّ أدواتنا المادية مهما كانت بساطتها يمكن أن تتحول إلى مصدر قوة عظيمة عندما تجتمع مع الإيمان الصادق، وتربطنا هذه القصة بالإيمان بأن لا شيء مستحيل على قدرة الله تعالى، وأنّ ما يبدو للعين محدودٌ يمكن أن يصبح بلا حدود بأمر الله تعالى، وذلك عندما يكون القلب مملوءاً بالثقة به.
✍️ الشيخ حسين التميمي
تعليق