بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بابٌ في الأمر بالمعروف والنهي عَن المنكر
قَالَ الله سبحانه و تَعَالَى:
وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران:104]،
وَقالَ تَعَالَى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [آل عمران:110]،
وَقالَ تَعَالَى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف:199]،
تَعَالَى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [التوبة:71]،
وَقالَ تَعَالَى: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [المائدة:78، 79]،
وَقالَ تَعَالَى: وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ [الكهف:29]،
وَقالَ تعالى: فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ [الحجر:94]،
وقال تعالى: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ [الأعراف:165].
وَان الآيات في هذا البابِ كثيرةٌ ومنوعة.
فهذه الآيات كلها تتعلق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم الواجبات، ومن أعظم شعائر الإسلام، ومن أسباب صلاح الجميع ونجاة الجميع، وإضاعته من أسباب الهلاك .
فالواجب على المسلمين التآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر أينما كانوا،
في المدن، والقرى، والصحاري، في السفر والإقامة، في جميع الأحوال يجب على المسلمين أن يتآمروا بالمعروف، وأن يتناهوا عن المنكر، وأن يتناصحوا، وأن يتعاونوا على البر والتقوى، هذا واجبهم أينما كانوا، رجالًا ونساءً، عربًا وعجمًا، جنًّا وإنسًا، عليهم أن يتعاونوا على البر والتقوى،
وقال سبحانه و تعالى في كتابه الكريم:
وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران:104]،
هذه الآية تدل على الخصوص.
أما العموم فيدل عليه قوله تعالى:
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110]،
وقال سبحانه:
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [التوبة:71].
ولعنَ الله كفار بني إسرائيل لما ضيَّعوا هذا الواجب، لعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم:
ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [المائدة:78- 79]،
وأخبر سبحانه أنه أنجى الذين ينهون عن السُّوء وأخذ غيرهم بالعذاب:
فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ [الأعراف:165]
دلَّ على أن الناهين عن السوء هم الذين ينجون عند المصائب، وعند العقوبات يُنجي الله مَن يَنْهَى عن السوء.
فالواجب على المسلمين أن يحذروا عقوبات الله، وأن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يقوموا بهذا الواجب، واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
ومعنى ذلك ان :
الأمر بالصلاة، الأمر بالزكاة، الأمر بالحج، الأمر بالصيام، الأمر ببر الوالدين، إلى غير ذلك، إذا رأى المسلم مَن أضاع شيئًا من الواجبات أنكر عليه، ودعاه إلى فعل الأمر الواجب، وإذا رأى مَن ارتكب بعضَ المحارم حذَّره ونهاه،
هذا معنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، معناه:
يأمر الناس بأداء الواجب، وينهاهم عن فعل الحرام.
فعليه بالنتيجة قال الله سبحانه وتعالى:
وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1- 3]، وقال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].
تعليق