✺ يُحدّثُنا سعْدُ بنُ عبْدِ اللهِ القُمّيّ (الأشعري) يقول في جُملةِ ما يذكر من أجوبــةِ إمام زماننا "عليهِ السَّلام" عَن مَسائلهِ:
(...فقلتُ: أخبرني عَن تأويل كهيعص. قــــالَ:
هَذهِ الحروف مِن أنباءِ الغَيب، أطْلَعَ اللهُ عليها عبْدهُ زكريا، ثُمَّ قصَّها عَلى مُحمَّدٍ"صلَّى اللهُ عليهِ وآله"، وذلك: أنَّ زكريا"عليه السَّلام"سألَ ربَّـــهُ أن يُعلّمهُ الأسماء الخمْسة،
فأهبطَ عليهِ جِبرئيل فعلَّمهُ إيّاها، فكانَ زَكريا إذا ذَكَر مُحمَّداً وعليَّاً وفاطمة والحسن سَرى عنهُ همَّهُ، وانْجلى كرْبه، وإذا ذكَرَ اسْم الحُسين"عليهِ السَّلام"خنقتهُ العَبْرَة، ووقعتْ عليهِ البَهْرة.
فقال - ذات يــــوم -:
إلهي مَا بالي إذا ذكرتُ أرْبعاً مِنهم تسلَّيتُ بأسمائهم مِن هُمومي، وإذا ذكرتُ الحُسين تدمَعُ عَيني وتثورُ زفْرتي..؟!
فأنبأهُ اللهُ تباركَ وتعالى عَن قِصَّتهِ فقــــال: (كهيعص) فالكافُ اسْم (كربلاء)
والهاءُ (هَلاكِ العِترة) والياءُ (يَزيد) وهو ظالمُ الحُسين، والعينُ (عَطَشهُ) والصادُ (صبره)
فلمَّا سَمِع بذلكَ زَكريا"عليه السَّلام" لم يفارقْ مَسْجِدهُ ثلاثةَ أيامٍ ومَنَعَ فيهنَّ النَّاس مِنَ الدُّخول عَليهِ، وأقبلَ عَلى البُكاءِ والنَّحيب. وكانَ يَرثيه:
إلهي.. أ تفجعُ خيرَ جميعِ خلقكَ بولده؟
إلهي أ تنزلُ بلوى هَذهِ الرَّزية بفنائه؟
إلهي أتلبسُ عليَّــاً وفاطمة ثوبَ هذهِ المُصيبة؟
إلهي تحلّ كربة هذه المُصيبة بساحتهما؟
ثُم كان يقــــول:
إلهي ارزقني ولداً تقرُّ بهِ عَيني على الكِبَر، فإذا رزقتنِيهِ فافتنّي بِحُبّهِ،
ثُمَّ افجعْني بهِ كما تفجعُ مُحمَّدا حبيبكَ بولده. فرزقهُ اللهُ يحيى وفجعهُ بهِ، وكانَ حمْلُ يحيى ستَّةَ أشْهُر، وحمْلُ الحُسين كذلك...).
📚المصادر :
📘قصص الأنبيـاء للجزائري
📕كمال الدين وتمام النعمة
📘عـوالم الإمـام الحسين
📕مناقب آل أبي طالب
📘تفسير نور الثقلين
📕تفسير الصـافي
📘تفسير الأصفى
📕إلزام النـاصب
📕مدينـة المعاجز
📘مكيال المكارم
📘دلائل الإمامة
📓 تأويل الآيات
📕بحار الأنوار
📘الاحتجاج
📕البرهان
___________________