بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
يعيش العالم اليوم أزمة خانقة تتجلى في الرعب والقلق والخوف الذي يستولي عليه من المستقبل، وتراه يبحث عن السعادة فلا يجدها رغم أن شعوباً عديدة في بلاد الغرب تتمتع برفاهية مادية عالية إلا أن أعلى مستويات الجريمة والانتحار والأمراض الصحية والاجتماعية الفتاكة تتواجد فيها، وهذا كله نتيجة طبيعية للابتعاد عن المنهج الإلهي والإعراض عن الالتزام بشريعة الله تبارك وتعالى وهي سنة إلهية جارية في مخلوقاته قال تعالى [وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فإن لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً] (طه:124) أي ضيقة خانقة وقال [وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ] (الزخرف:36) فأي حياة بائسة سيفرضها هذا الشيطان على قرينه.
وهذه الحالة من البؤسِ والتعاسة التي جعلت البشرية تتوقع اليوم أكثر من ذي قبل ظهور المصلح العظيم الذي يتكفل بإقامة دولة الحق؛ لأن جميع الديانات السماوية تُبشر بمثل هذا اليوم، إلا أن أتباع كل ديانة يقولون أنه منهم ونسمع اليوم أن العالم المسيحي يبشر اليوم بقرب ظهور المنقذ وتُباع الآن في أوربا بطاقات المراهنة على ذلك.
لكن اعتقادهم ناشئٌ من عنجهيتهم واستكبارهم واستعلائهم على الآخرين، وإلا فإن كتبهم صريحة في أنه من ذرية نبي آخر الزمان ومن ولد إسماعيل الذبيح وليس من إسرائيل يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم (عليه السلام)، وما مجيء أساطيلهم وعدتهم وعددهم إلا لمواجهة هذا الرجل الذي سينطلق من هذه الأرض المباركة ليفتح العالم، وهم لا يعلمون انه ربما كان الآن يعيش بين ظهرانيهم ومطَّلع على أساليب عملهم ومكامن القوة عندهم وليعّرف أصحابه السبيل إلى تعطيل كل هذه القوة بأيسر السبل.
بعض الروايات تقول إنه حين الظهور تشرق الشمس من الغرب وقد وصفت روايات أخرى الإمام (عليه السلام) بأنه كالشمس التي جللها السحاب، فما المانع أن يكون شروق الشمس بمعنى ظهور الإمام (عليه السلام) وبزوغ نوره من الغرب أي أن قدومه يكون من هناك.
ويؤيد هذه الفكرة أن للإمام (عليه السلام) شبهاً بعدد من الأنبياء ومنهم موسى الكليم (عليه السلام)، ومن وجوه تشابهه معه أن فرعون الذي علا في البلاد واستكبر وأخذ يذّبح أبناء بني إسرائيل ويستحيي نساءهم خوفاً من الوليد المنتظر الذي تناقلت الأخبار أن نهاية ملكه على يديه، وإذا به نفسه يتولى رعاية هذا المولود وخدمته ليتحقق بالإرادة الإلهية ما كان يخشاه، فربما كانت القوى المستكبرة في الغرب كفرعون هي التي تتولى رعاية الإمام وأصحابه فيتنعمون بخيراتها.
شاهدين على كيفية انهيار هذه القوى المستكبرة التي تحاول أن تظهر عظمتها وجبروتها، وبأيسر السبل عندما يأذن الله تبارك وتعالى.
الأول: ما رأيناه من تفكك الاتحاد السوفيتي وذوبانه من دون تعرضه لأي هجوم خارجي بعد أن كان قوة عظمى كما يصفونها تقف في مقابل حلف شمال الأطلسي كله، لكن هذه القوة تلاشت بفعل ضعفها الحقيقي وكمون عوامل الفناء فيها بسبب ابتعادها بل محاربتها للشريعة الإلهية، واندثرت معها كل الأفكار التي كانت تبشر بها وتخدع الناس بالسعادة التي توفرها لها.
الثاني: مشكلة الصفرين التي أرعبت العالم المتقدم في التكنولوجيا حتى استعد لحرب النجوم لكن غفلة بسيطة كادت تودي بكل مشاريعه، وذلك حينما كان يؤرخ للسنين وينظم برامجه على ذكر أول مرتبتين فيشير للسنة 1998 بـ 98 ولم يصحُ إلا على خطر مرعب في نهاية عام 1999 حيث إن انقلاب (99) إلى الصفرين يعني العودة إلى سنة 1900 وليس الانتقال إلى عام 2000، فارتبكت الحسابات المصرفية ومواعيد الرحلات وغيرها، والأخطر من ذلك نظام الأسلحة الاستراتيجية والعابرة للقارات وحَبَسَت الدول أنفاسها وحشدت قواتها ومعداتها خشية وقوع الكارثة في ساعة الصفر من ليلة 1/ 1 /2000، وبذلت المليارات من أجل تجنبها، وشاء الله تبارك وتعالى أن يدفع عنها البلاء الذي كاد أن يدمرها بسبب غفلة بسيطة، فكانت موعظة إلهية لعلها تتخلى عن جبروتها وطغيانها المصطنع ولكنها لم تستفد من هذا الدرس ولا غيره كما هو شأن المستكبرين.
وترى شعوب الغرب نفسها الآن تتذمر وتخرج في مظاهرات للاعتراض على سياسات حكّامها، هذا وهم متنعمون فيما توفره لهم حكوماتهم وغارقون في الماديات واللهو والمتعة التي تقسي القلب وتمنع من التوصل إلى حقائق الأمور، فكيف لو التفتوا إلى حقيقة حالهم في الحاضر والمستقبل خصوصاً بعد الموت وفي الآخرة إذا بعثوا للحساب ونشرت أعمالهم.
وهاهم مثقفوهم ومفكروهم ينادون بأن الحل الوحيد لهذا الضياع وعلاج الأمراض الفتاكة كالايدز هو العودة إلى القيم الروحية والالتزام بها وتربية الناس على الأخلاق الفاضلة.
هذه كلها إرهاصات ومقدمات الظهور الميمون المبارك لإقامة دولة العدل، وما علينا إلا التمسك بديننا القويم وتجسيد مبادئه الإلهية الكفيلة بتوفير السعادة للإنسان في الدارين حتى يقتنع الآخرون بان الحل الوحيد لعلاج البشرية هو الإسلام، وإذا أساء بعض من أنتسب إليه وحسب عليه فالذنب ذنبه وليس ذنب الشريعة الإلهية.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
يعيش العالم اليوم أزمة خانقة تتجلى في الرعب والقلق والخوف الذي يستولي عليه من المستقبل، وتراه يبحث عن السعادة فلا يجدها رغم أن شعوباً عديدة في بلاد الغرب تتمتع برفاهية مادية عالية إلا أن أعلى مستويات الجريمة والانتحار والأمراض الصحية والاجتماعية الفتاكة تتواجد فيها، وهذا كله نتيجة طبيعية للابتعاد عن المنهج الإلهي والإعراض عن الالتزام بشريعة الله تبارك وتعالى وهي سنة إلهية جارية في مخلوقاته قال تعالى [وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فإن لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً] (طه:124) أي ضيقة خانقة وقال [وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ] (الزخرف:36) فأي حياة بائسة سيفرضها هذا الشيطان على قرينه.
وهذه الحالة من البؤسِ والتعاسة التي جعلت البشرية تتوقع اليوم أكثر من ذي قبل ظهور المصلح العظيم الذي يتكفل بإقامة دولة الحق؛ لأن جميع الديانات السماوية تُبشر بمثل هذا اليوم، إلا أن أتباع كل ديانة يقولون أنه منهم ونسمع اليوم أن العالم المسيحي يبشر اليوم بقرب ظهور المنقذ وتُباع الآن في أوربا بطاقات المراهنة على ذلك.
لكن اعتقادهم ناشئٌ من عنجهيتهم واستكبارهم واستعلائهم على الآخرين، وإلا فإن كتبهم صريحة في أنه من ذرية نبي آخر الزمان ومن ولد إسماعيل الذبيح وليس من إسرائيل يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم (عليه السلام)، وما مجيء أساطيلهم وعدتهم وعددهم إلا لمواجهة هذا الرجل الذي سينطلق من هذه الأرض المباركة ليفتح العالم، وهم لا يعلمون انه ربما كان الآن يعيش بين ظهرانيهم ومطَّلع على أساليب عملهم ومكامن القوة عندهم وليعّرف أصحابه السبيل إلى تعطيل كل هذه القوة بأيسر السبل.
بعض الروايات تقول إنه حين الظهور تشرق الشمس من الغرب وقد وصفت روايات أخرى الإمام (عليه السلام) بأنه كالشمس التي جللها السحاب، فما المانع أن يكون شروق الشمس بمعنى ظهور الإمام (عليه السلام) وبزوغ نوره من الغرب أي أن قدومه يكون من هناك.
ويؤيد هذه الفكرة أن للإمام (عليه السلام) شبهاً بعدد من الأنبياء ومنهم موسى الكليم (عليه السلام)، ومن وجوه تشابهه معه أن فرعون الذي علا في البلاد واستكبر وأخذ يذّبح أبناء بني إسرائيل ويستحيي نساءهم خوفاً من الوليد المنتظر الذي تناقلت الأخبار أن نهاية ملكه على يديه، وإذا به نفسه يتولى رعاية هذا المولود وخدمته ليتحقق بالإرادة الإلهية ما كان يخشاه، فربما كانت القوى المستكبرة في الغرب كفرعون هي التي تتولى رعاية الإمام وأصحابه فيتنعمون بخيراتها.
شاهدين على كيفية انهيار هذه القوى المستكبرة التي تحاول أن تظهر عظمتها وجبروتها، وبأيسر السبل عندما يأذن الله تبارك وتعالى.
الأول: ما رأيناه من تفكك الاتحاد السوفيتي وذوبانه من دون تعرضه لأي هجوم خارجي بعد أن كان قوة عظمى كما يصفونها تقف في مقابل حلف شمال الأطلسي كله، لكن هذه القوة تلاشت بفعل ضعفها الحقيقي وكمون عوامل الفناء فيها بسبب ابتعادها بل محاربتها للشريعة الإلهية، واندثرت معها كل الأفكار التي كانت تبشر بها وتخدع الناس بالسعادة التي توفرها لها.
الثاني: مشكلة الصفرين التي أرعبت العالم المتقدم في التكنولوجيا حتى استعد لحرب النجوم لكن غفلة بسيطة كادت تودي بكل مشاريعه، وذلك حينما كان يؤرخ للسنين وينظم برامجه على ذكر أول مرتبتين فيشير للسنة 1998 بـ 98 ولم يصحُ إلا على خطر مرعب في نهاية عام 1999 حيث إن انقلاب (99) إلى الصفرين يعني العودة إلى سنة 1900 وليس الانتقال إلى عام 2000، فارتبكت الحسابات المصرفية ومواعيد الرحلات وغيرها، والأخطر من ذلك نظام الأسلحة الاستراتيجية والعابرة للقارات وحَبَسَت الدول أنفاسها وحشدت قواتها ومعداتها خشية وقوع الكارثة في ساعة الصفر من ليلة 1/ 1 /2000، وبذلت المليارات من أجل تجنبها، وشاء الله تبارك وتعالى أن يدفع عنها البلاء الذي كاد أن يدمرها بسبب غفلة بسيطة، فكانت موعظة إلهية لعلها تتخلى عن جبروتها وطغيانها المصطنع ولكنها لم تستفد من هذا الدرس ولا غيره كما هو شأن المستكبرين.
وترى شعوب الغرب نفسها الآن تتذمر وتخرج في مظاهرات للاعتراض على سياسات حكّامها، هذا وهم متنعمون فيما توفره لهم حكوماتهم وغارقون في الماديات واللهو والمتعة التي تقسي القلب وتمنع من التوصل إلى حقائق الأمور، فكيف لو التفتوا إلى حقيقة حالهم في الحاضر والمستقبل خصوصاً بعد الموت وفي الآخرة إذا بعثوا للحساب ونشرت أعمالهم.
وهاهم مثقفوهم ومفكروهم ينادون بأن الحل الوحيد لهذا الضياع وعلاج الأمراض الفتاكة كالايدز هو العودة إلى القيم الروحية والالتزام بها وتربية الناس على الأخلاق الفاضلة.
هذه كلها إرهاصات ومقدمات الظهور الميمون المبارك لإقامة دولة العدل، وما علينا إلا التمسك بديننا القويم وتجسيد مبادئه الإلهية الكفيلة بتوفير السعادة للإنسان في الدارين حتى يقتنع الآخرون بان الحل الوحيد لعلاج البشرية هو الإسلام، وإذا أساء بعض من أنتسب إليه وحسب عليه فالذنب ذنبه وليس ذنب الشريعة الإلهية.