ثار رجل على صديقه ، وقذفه بكلمات جارحة ،وما إن عاد إلى منزله وهدأت أعصابه ، حتى بدأ يفكر باتزان : "كيف خرجت هذه الكلمات من فمي ؟!
وقال : - سوف أذهب وأعتذر من فوري لصديقي" ، وهكذا كان ...وبالفعل رجع إلى صديقه ، وفي خجل شديد ، قال له :
" أنا آسف ، فقد خرجت هذه الكلمات عن غير قصد مني ، سامحني" وقبل صديقه اعتذاره ...
لكن الرجل عاد ونفسُه مضطربة ، حزينة ، كيف خرجت منه مثل هذه الكلمات ؟ ....
لم يسترح قلبه لما فعله ، فذهب إلى شيخ القرية، واعترف بما ارتكب،قائلا له:"أريد أن تستريح نفسي ،فإني غير مصدق أن هذه الكلمات خرجت من فمي" .
قال له الشيخ :"إن أردت أن تستريح ، إملأ جعبتك بريش الطيور ،واعبر على كل بيوت القرية ، وضع ريشة أمام كل منزل"...
نفذ الرجل ما قيل له ، ثم عاد إلى شيخه فرحاً متهللاً ،فقد أطاعه في ما أمر .....
فقال له الشيخ : " الآن إذهب واجمع الريش من أمام الأبواب"...
عاد الرجل ليجمع الريش ، فوجد الرياح قد حملت الريش، ولم يجد إلا القليل جداً أمام الأبواب ، فعاد حزيناً ...
عندئذ ، قال له الشيخ : " كل كلمة تنطق بها أشبه بريشه تضعها أمام بيت أخيك ..
ما أسهل أن تفعل هذا!
لكن ما أصعب أن ترد الكلمات إلى فمك !
كصعوبة جمع الريش من أمام الأبواب ..
إذن عليك أن تجمع ريش الطيور أو أن تمسك لسانك".....