السلام عليك يا أمير المؤمنين
السلام عليك يا قسيم الجنة والنارلما رحل أمير المؤمنين عليه السلام إلى حرب صفين نزل في أرض بلقع " أي ليس فيها ماء ", فقال له مالك بن الحارث الأشتر : يا أمير المؤمنين أتنزل الناس على غير ماء, فقال علي عليه السلام : يا مالك إن الله عز وجل سيسقينا في هذا المكان ماء أعذب من الزلال و أبرد من الثلج و أصفى من الياقوت , ثم أقبل عليه السلام يجر رداءه و بيده سيفه , فقال عليه السلام : يا مالك احفر أنت و أصحابك , قال مالك فحفرنا فإذا نحن بصخرة سوداء عظيمة و فيها حلقة تبرق كاللجين فحاولنا قلعها بأجمعنا و نحن مائة رجل فلم نستطع أن نزيلها عن مكانها فدنا أمير المؤمنين عليه السلام رافعا يده إلى السماء و هو يدعو ثم جذبها فرمها عن العين أربعين ذراعاَ . قال مالك فظهر لنا ماء أعذب من الشهد و أبرد من الثلج و أصفى من الياقوت فشربنا و سقينا دوابنا . ( فليت أمير المؤمنين عليه السلام حاضر في يوم كر بلاء ليسقي ولده الحسين عليه السلام و قد أضر به العطش و أضر بعياله و أولاده و أصحابه فيسقيهم الماء كما سقى أصحابه الماء ) ثم إن أمير المؤمنين عليه السلام رد الصخرة و أمرنا أن نحثو عليها التراب ثم ارتحل فلما سرنا غير بعيد , قال عليه السلام : من منكم يعرف موضع العين , فقلنا : كلنا نعرفه يا أمير المؤمنين , فرجعنا لنراها فخفي علينا مكانها و إذا نحن بصومعة راهب قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر فقلنا : أعندك ماء , فقال : عندي ماء قد استعذبته منذ يومين , ثم خرج إلينا ماءً مراً خشناً , فقلنا : أهذا الماء الذي قد استعذبته منذ يومين فكيف بك لو شربت من الماء الذي سقانا منه صاحبنا أمير المؤمنين عليه السلام و أخبرناه بقلع الصخرة , فقال الراهب : هل صاحبكم نبي ؟ , فقلنا : لا و لكنه وصي نبي , فقال الراهب : انطلقوا بي إليه , فلما بصر به أمير المؤمنين عليه السلام : قال له ياشمعون , فقال الراهب : هذا اسم سمتني به أمي ما اطلع عليه أحد إلا الله تعالى . فقال له عليه السلام : و ماذا تريد يا شمعون , قال : هذه العين و أن تخبرني عن اسمها , فقال عليه السلام : اسمها راحومة و هو من شراب الجنة شرب منها ثلاث مائة و ثلاثة عشر وصياً و أنا آخر الأوصياء شربت منه , فقال الراهب : هكذا وجدت في كتب الإنجيل و أنا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله و أنك وصي محمد صلى الله هليه و آله . ثم رحل الراهب مع أمير المؤمنين عليه السلام إلى صفين فكان أول من أصابته الشهادة فنزل أمير المؤمنين عليه السلام و عيناه تهملان و هو يقول : المرء مع من أحب و الراهب معنا يوم القيامة
بحار الانوار :33/39ح 381
مناقب ال ابي طالب
تعليق