إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مشكلة الانفعال العاطفي و أثرها السلبي

تقليص
X
تقليص
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مشكلة الانفعال العاطفي و أثرها السلبي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد

    يعرف شيعة أهل البيت بالمخزون العاطفي الانفعالي الذي يمتلكونه ولهذا المخزون آثار إيجابية في حياتهم الدينية بما قد لا يتوفر هذا المقدار من الشعور العاطفي والانفعال الايجابي عند غيرهم ، ونراه يظهر في مظاهر كثيرة منه التعطف مع قضايا أهل البيت عليهم السلام ،واهتمامهم بالشعائر الدينية، حزنهم ، وفرحهم ،لدرجة أنه قد لا يحزن على قريب كما يحزن على أهل البيت وهو ما جاء في حديث للإمام الصادق "رحم الله شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا"
    وهذا من الآثار الايجابية للانفعال العاطفي ،وكذلك علاقتهم بخالقهم والتبتل له والتوسل والدعاء من الآثار الإيجابية للانفعال العاطفي القلبي حتى صاروا معروفين بمراسم الدعاء زمانا ومكانا وهذه الممارسات فيها من الانفعال العاطفي والارتباط القلبي يوثق العلاقة مع الله سبحانه وتعالى. فهذا الانفعال العاطفي له جوانب ايجابية يجب المحافظة عليها ودعمها كالجوانب التي ذكرناها حيث تلعب دورا في شدة الولاء لأهل البيت عليهم السلام ، والدعاء يلعب دورا في تقوية الصلة بالله ورقة القلب أمام الله . ولكن أحيانا يكون للجانب العاطفي والانفعالي سلبيات عندما يكون الجانب العاطفي يقرر للإنسان طريقة حل المشاكل وطريقة إدارته للأمور.

    وعندما تتحول الانفعالية إلى حلة سلبية بل إلى مشكلة من المشاكل فلو بقيت هذه الحلة في مكانها الطبيعي تكون إيجابية وتكون ميزة ولكن عندما تنتقل هذه الحالة العاطفية والانفعالية إلى مثل حل المشاكل سواء كانت فردية أو اجتماعية تتحول هذه الميزة إلى مشكلة وإلى مرض وإلى كارثة ونقطة سلبية لابد من القضاء عليها .
    والانفعال العاطفي في حل المشاكل ومعالجة القضايا التي تسود حياة المرء ويومياته تكون احد الموانع والحواجز للرقي والتكامل .

    وعلى سبيل المثال في الحالة الفردية : أحد الزوجين سمع عن الآخر كلمة سيئة فإذا كان التصرف انفعالي سيكون فيه دمار الأسرة فالزوج سيطلق زوجته والزوجة ستذهب إلى بيت أهلها وبذلك تتفكك تلك الأسرة بسبب حل المشكلة بحالة انفعالية ورد فعل سريع وبذلك تهدم تلك العائلة ، وفي الحالات الاجتماعية العامة تجد نفس الطريقة نسمع مثلا أن فلان تهجم على مقدساتنا فالتفكير العقلائي المتزن يفكر لماذا يسب مقدساتنا؟ ومن الذي يحرضه على ذلك ؟ يعتبر أن هذا الشخص هو السهم الموجه فمن الذي وجهه؟ هل يريد الموجه أن يغرق مجتمعنا في فتنة طائفية مثلا ؟ . تارة يفكر الإنسان تفكيرا عقلائيا متزنا ويتخذ من الخطوات ما يساهم في دعم خطته الأصلية وتارة يفكر تفكيرا عاطفيا منفعلا فمن سب مقدساتنا يجب أن نسب مقدساته وإذا نشر ضدنا كتاب ننشر ضدهم اثنين هذا الرد الانفعالي السريع وهذه الردود السريعة لا تنهي إلى قوة المجتمع بل في كثيرا من الأحيان تؤدي إلى استنـزاف طاقات المجتمع.

    وكثيرا ما أستغل العدو سواء كان الشيطان او النفس الامارة بالسوء او شياطين الإنس هذا الانفعال العاطفي ويوجهها لصالحه مثل المياه المحبوسة إذا استغلت في قنوات للسقاية في البساتين فإنها ستكون نعمة من الله أما إذا وجهت تلك المياه إلى المنازل في قناة واحدة فإنها ستكون نقمة من الله وكارثة ، فالمياه المحبوسة مثل العاطفة الجياشة التي نمتلكها . ومع الأسف كثيرا ما أستغل العدو ذلك وشغلنا بالمشاكل الجانبية عن أهدافنا و واجباتنا .

    والمفروض علينا كأتباع لأهل البيت أن تكون عندنا فكر كاملة في كيفية إنهاض انفسنا عوائلنا مجتمعنا من الجانب العقائدي الأخلاقي والسياسي والثقافي ويجب أن تكون لدينا فكرة للطلاب كيف ينمون ويخدمون مذهبهم ومجتمعهم ؟

    والطالبات كذلك والأمهات والأباء والعمال والموظفون إلى غير ذلك . وأهم ما يجب علينا ، أن لا نهتم بالمشاكل الجانبية و إلا سيبقى مجتمعنا باستمرار في ردود أفعال وينسى خطه الأصلي خط البناء والتقدم والتطوير.

    والإقلاع بما يمتلك من الطاقات ولايسمح ان تستنـزف الطاقات بالصراعات والحروب النفسية الأنفعاليه المستمرة.


    . الانفعال العاطفي إذا كان في مكانه يكون إيجابيا ولكن عندما وبقدر ما يكون إيجابيا يكون أكثر منه سلبيا إذا كان في غير مكانه إذا دخل في حل المشاكل الفردية منها والاجتماعية ولذلك يقول أمير المؤمنين " أشد الناس ندامة وأكثرها ملامة العجل النزق الذي لا يدركه عقله إلا بعد فوات أمره" إي بعد فوات الأوان يتبين له أن تفكيره بعد أن تذهب السكرة تأتي الفكرة ليكتشف ماذا حل به من هنا كان كلامه أشد الناس ندامة وأكثرهم ملامة العجل النزق ومن هو النزق يأتي الجواب هو الذي لا يدركه عقله إلا بعد فوات أمره بعد (أن يقع الفأس على الرأس ) يقول يا ليتني وهل تنفعه؟

    التفكير الصحيح لا يقول بتفريغ الشحنات برغم أن هذا التفريغ قد يهدأ ذلك الغيظ بداخله ولكن هل هذا علاج المشكلة ؟! أن علاج المشكلة شيء آخر.

    يجب علينا أن نفكر كيف نستطيع أن نقوي ونحصن أنفسنا من خلال خطة دائمة مستمرة من ضبظ الانفعال والتفكر قبل الرد.
    لابد من التفكير كيف نقوي أنفسنا وكيف نحرك الطاقات.

    لابد أن نفكر كيف نحصن انفسنا من وساوس الشيطان والنفس الإمارة بالسوء كيف نبني شخصية متزنه عقائديا وأخلاقيا.

    فإذا كان انتماء الإنسان لمذهب أهل البيت يجعله في موقع تحدي من قبل الشيطان لعنه الله لا بد من التفكير كيف نقوي أنفسنا ضد وساوسه وتسويلاته بحيث يتحول انفعالنا إلى قوة ولا نستضعف من قبل الآخرين وفي سلسلة المواقف التي نمر به في حياتنا اليوميه أما تفريغ الشحنات بطريقة انفعالية بالسب والشتم ينطبق عليه كلام أمير المؤمنين "وقد أرعدوا وأبرقوا ،ومع هذين الأمرين الفشل" فالإبراق والإرعاد ورفع الصوت قرين الفشل لأنه بلا خطة فلابد من الفكير في حل المشاكل على طريقة أهل البيت عليهم السلام لا بطريقة الانفعال ورد الفعل وإنما من خلال النفوذ إلى عمق المشكلة ملابد أن نأخذ من أئمتنا طريقة حل المشاكل لابد أن نأخذ من قصصهم العبر فها هو الإمام زين العابدين عليه السلام في قصته المشهورة مع الشيخ الشامي عندما كان الإمام في ركب السبايا وقال له شيخ من أشياخ أهل الشام : الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم وقطع قرن الفتنة . فلم يأل عن شتمهم، فلما انقضى كلامه ، قال له علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : أما قرأت كتاب الله عز وجل ؟ قال: نعم. قال: أما قرأت هذه الآية (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) ؟ قال: بلى. قال: فنحن أولئك. ثم قال: أما قرأت (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) ؟ قال: بلى. قال: فنحن هم. قال: فهل قرأت هذه الآية: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) ؟ قال: بلى. قال: فنحن هم. فرفع الشامي يده إلى السماء، ثم قال: اللهم إني أتوب إليك. ثلاث مرات، اللهم إني أبرأ إليك من عدو آل محمد، ومن قتلة أهل بيت محمد، لقد قرأت القرآن فما شعرت بهذا قبل اليوم.

    ألم يكن عند الإمام زين العابدين حلا غير هذا ألا يمكنه الدعاء على هذا الشيخ ألا يمكنه أن يرد عليه هذا الاعتداء. (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) .. ولكن الأئمة لا يتبعون هذه الطريقة وإنما يفكرون بأصل المشكلة فمثلا مشكلة هذا الشيخ هو الجهل فلا بد من نقل المعرفة إليه ونقل الوعي إليه فالخطة الواجبة على الطرف المقابل هي نشر الوعي والثقافة في المجتمع ومن يحيط به ومن فوائد نشر الثقافة صنع القوة أنفعالاتنا لابد من أن توجه في أمور البناء ولا نتعامل من منطلق شحنة عاطفية يريد بها أن يشفي غليل نفسه وانتهى الأمر ونلاحظ أيضا مسلم بن عقيل لم يصغي للانفعال العاطفي عندما قدم إلى الكوفة لذلك لا بد منا أن نستقي هذه الدروس من منهج أهل البيت في وضع الانفعال العاطفي في مكانه المناسب لكي يكون نقطة قوة لا نقطة ضعف.​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...