إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.[1]

    هي بحسب ما توحي إليه الآية الشريفة شروط ثلاثة لواقع الإيمان:
    الشرط الأول: ﴿حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾.
    الشرط الثاني: ﴿ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ﴾.
    الشرط الثالث: ﴿وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.
    فلأن قرار النفس هي مقر الإيمان فليحكموك فيما شجر بينهم قضية الإيمان بهذه الرسالة القدسية ﴿ثُمَّ لَا يَجِدُوا﴾، مهما فتشوا ﴿فِي أَنفُسِهِمْ﴾، وقلوبهم وكل خطرات أنفسهم ﴿حَرَجًا﴾، وضيقا ﴿مِّمَّا قَضَيْتَ﴾، ثم ﴿وَيُسَلِّمُوا﴾، لكل قضائك وأمرك ونهيك ﴿تَسْلِيمًا﴾، طليقا دون ما شرط. أجل ﴿فَلَا﴾، إيمان لهؤلاء الأنكاد المتحاكمين إلى الطاغوت، ﴿وَرَبِّكَ﴾، الذي رباك بهذه التربية القمة الفائقة التصور ﴿لَا يُؤْمِنُونَ﴾، صالح الإيمان ﴿حَتَّى يُحَكِّمُوكَ﴾، كرسول من الله ﴿فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾، واختلط من أحكام زمنية أو روحية حيث الرسالة القدسية بسناد الكتاب والسنة هي مرجع كل المشاجرات ﴿ثُمَّ﴾، بعد تحكيمك حتى ﴿لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ﴾، مهما كان عليهم، وحتى ﴿يُسَلِّمُوا﴾، لقضائك ﴿تَسْلِيمًا﴾، طليقا رفيقا. وإذا كانت هذه الثلاث وجاه رسول الله شروطا في واقع الإيمان بالله، فبأحرى أن تكون شروطه وجاه حكم الله رجاحة الأصل على الفرع، وفضيلة المرسل على الرسول. ومما يستفاد من ﴿لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى﴾، أن الإيمان بالله وبشرعته لا يكفي ما لم يحكّم رسول الله فيما شجر بينهم، ف ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ ..
    [2]، وذلك التحكيم إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يحصران مرجع المشاجرات في كتاب الله وسنة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بأصالة الكتاب وهامشية السنة.
    فكما التارك لكتاب الله المقبل إلى السنة غير مؤمن بشرعة الله ولا معتصم بحبل الله جميعا، كذلك المقبل إلى الكتاب التارك للسنة، فهما - إذا - الأصلان الأصيلان في كل وارد وشارد من المشاجرات في كل حقولها، دون أي مرجع آخر مختلق بين الطوائف الإسلامية شيعية وسنية. وهنا نرى في مثلث الإيمان سيرة «لا إِلهَ إِلاَّ اَللهُ‌» على صورتها، ف‍ ﴿لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ﴾، تحمل «لا إله» ثم ﴿يُحَكِّمُوكَ.. وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾، تحملان «إلا الله» وهكذا نرى في واقع الكلمة التوحيدية في كافة الأقوال والأحوال والأعمال أنها تضم كلا السلب والإيجاب. ولا تختص هذه الآية بالمنافقين الصامدين على نفاقهم، بل هي شاملة لهم وللمنافقين الذين يطبّقون هذه الثلاث بعد تخلفات كما حصل، وكذلك ضعفاء الإيمان المتحرجون أحيانا من حكم الرسول (صلّى اللّه عليه وآله).
    إذا فهذه الثلاث تشمل هؤلاء الثلاث دون ما اختصاص بكتلة دون أخرى مهما كانوا دركات.
    وقد ورد عَنْ زُرَارَةَ أَوْ بُرَيْدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: ((لَقَدْ خَاطَبَ اَللهُ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فِي كِتَابِهِ قَالَ: قُلْتُ: فِي أَيِّ مَوْضِعٍ قَالَ: فِي قَوْلِهِ ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا﴾ ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾، فِيمَا تَعَاقَدُوا عَلَيْهِ لَئِنْ أَمَاتَ اَللهُ مُحَمَّداً أَلاَّ يَرُدُّوا هَذَا اَلْأَمْرَ فِي بَنِي هَاشِمٍ: ﴿ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ﴾، عَلَيْهِمْ مِنَ اَلْقَتْلِ أَوِ اَلْعَفْوِ ﴿وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾))
    [3].
    وورد عَنْ ثَابِتٍ اَلثُّمَالِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ فِي آخِرِ حَدِيثٍ لَهُ: ((أَنَّ لِلْقَائِمِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ مِنَّا غَيْبَتَيْنِ أَحَدُهُمَا أَطْوَلُ مِنَ اَلْأُخْرَى، أَمَّا اَلْأُولَى فَسِتَّةُ أَيَّامٍ أَوْ سِتَّةُ أَشْهُرٍ أَوْ سِتُّ سِنِينَ، وَأَمَّا اَلْأُخْرَى فَيَطُولُ أَمَدُهَا حَتَّى يَرْجِعَ عَنْ هَذَا اَلْأَمْرِ أَكْثَرُ مَنْ يَقُولُ بِهِ، فَلاَ يَثْبُتُ عَلَيْهِ إِلاَّ مَنْ قَوِيَ يَقِينُهُ وَ صَحَّتْ مَعْرِفَتُهُ وَ لَمْ يَجِدْ فِي نَفْسِهِ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْنَا وَسَلَّمَ لَنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ))
    [4].

    [1] سورة النساء، الآية: 65.
    [2] سورة الشورى، الآية: 10.
    [3] الكافي، ج 1، ص 391.
    [4] تفسير نور الثقلين، ج 1، ص 511.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X