المشاركة الأصلية بواسطة خادمة ام أبيها
مشاهدة المشاركة
اهلا بكم اختنا المباركه والمجدة بقلمها الرائع والمعطاء (ام جعفر) خادمة ام ابيها
واعظم الله تعالى اجورنا واجوركم اختي الكريمه واجور صاحب العزاء الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف..جعلكم الله وايانا ممن يكتب اخلاصا وصدقا في مسيرة الاصلاح والتمهيد ..لارياءا وسمعة ..وبرايي انت من القلة القليلة التي قد رضي الله تعالى عنها وجعلها اهلا لامانته ...
واحسنتم واجدتم اذاشرتم الى مقامات فاطمه الساميه المتعالية
واذكر منها :
المقام الاول:
أمومتها للنبي (صلى الله عليه وآله) في مقابل أمومة زوجاته للمومنين
واذ أكرم الله زوجاته(صلى الله عليه وآله) بأن جعلهن أمّهات للمؤمنين لقوله تعالى {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وازواجه أمّهاتهم}(1)اشارة الى بعض آثار الامومة من الاحترام والتكريم لهن كاحترام الأم الحقيقة وتكريمها، فانّ فاطمة (عليها السلام) قد فاقت منزلتها بحجيتها الالهية لتكون أمّاً للنبي(صلى الله عليه وآله)وعلى لسانه بقوله "فاطمة أمّ أبيها"(2)مما يشير الى عِظم منزلتها وخطير درجتها، فأمومتها له(صلى الله عليه وآله) تعني أن هناك علاقة ارتباط وثيق على مستوى الحجية، أي انّ امومتها للنبي(صلى الله عليه وآله) فضلاً عن رعايتها له(صلى الله عليه وآله) والقيام بشؤونه، فانّ لأمومتها جنبة اشراف ورعاية لدعوته وتصديقه، كاشراف مريم(عليها السلام) لنبي الله عيسى ورعايتها له فضلاً عن رعايتها لدعوته والقيام ببعض
____________
1- الاحزاب: 6 .
2- بحار الانوار 43: 19 و22:152، وتاج المواليد للطبرسي:20 مناقب دل أبي طالب مكاتيب الرسول لأحمد الميانجي 3: 669، وفي مصادر أهل السنّة ما رواه الحافظ ابن المغازلي في المناقب: 340 طهران، ومقاتل الطالبيين لأبي فرج الاصفهاني: 29، المعجم الكبير للطبراني22:397، درر السمط في خير السبط: 27.
شؤون رسالته.
فكما انّ الرسالة العيسوية قد اعتمدت نشوءاً وبقاءً على مقام السيدة مريم من بدء الحمل حتى ما بعد الولادة،، فإن فاطمة(عليها السلام)تحتل مقام الحجية المشار اليها سابقاً مما يعطي لوقفتها(عليها السلام) بُعداً آخر في تأييد النبي(صلى الله عليه وآله) وتصديقه بدعوته، اذ اقترانها معه بآية التطهير ومشاركتها له بآية المباهلة وبيان مقامها في سورة الدهر من كونها من المقربين الذين يفيضون على الابرار ويتزودون من عين السلسبيل وهي عين رسول الله(صلى الله عليه وآله) كل ذلك يؤكد أن أمومتها استناداً الى حجيتها ستكون رعاية اشراف وحجية للدين، وبهذا فكم فرق بين الأمومة للنبي(صلى الله عليه وآله) والأمومة للمؤمنين.
ويحتمل معنى أمومتها للنبي(صلى الله عليه وآله) ما تقدم في المقام السابق من كون وجودها النوري أصل لوجوده البدني، لأن الأم في اللغة تستعمل بمعنى الأصل، نظير ما ورد أن المؤمن أبوه النور وأمّه الرحمة.
المقام الثاني:
رضا فاطمة(عليها السلام) رضا الله و غضبها غضبه تعالى
روى الفريقان أن رضا فاطمة رضا الله تعالى وغضبها غضبه، فقد روي في عوالم العلوم عن المناقب: أن النبي(صلى الله عليه وآله) قال: "يا فاطمة انّ الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك"(1).
وعن كشف الغمة عن الحسين بن علي عن أبيه عن النبي(صلى الله عليه وآله)أنه قال: "يا فاطمة انّ الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك"(2) .
وروى أهل السنّة بأسانيد مختلفة وطرق متكثرة مثل ما اخرجه محب الدين الطبري في ذخائر العقبى عن علي بن أبي طالب(عليه السلام) انّ رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) قال: "يا فاطمة انّ الله عزوجل يغضب لغضبك ويرضى لرضاك"(3).
يُعد هذا الحديث من جملة الأدلّة على اثبات عصمتها(عليها السلام)، فاضافة الى آية التطهير التي تدلّ على عصمتها وحجيتها على الخلق، اذ أن غضب فاطمة ورضاها دالّة على الرضا والغضب
____________
1- عوالم العلوم: 116 .
2- عوالم العلوم: 116 .
3- ذخائر العقبى: 39 دار المعرفة بيروت.
الالهيين مما يعني أن غضب فاطمة ورضاها فرع غضب الله تعالى ورضاه ومتى ما كان الامر كذلك فاننا نستكشف بالدليل الاني عصمتها (عليها السلام)، اذ لا يكون الرضا والغضب الصادرين من قبل شخص، رضا وغضب الهي الا حينما يكون هذا الشخص بعينه معصوماً عن كل عيب ممتنعاً عن كل قبيح ليكون رضاه وغضبه في حدود الرضا والغضب الالهيين.
المقام الثالث:
مباهاة الله بها لنبيه (صلى الله عليه وآله)
احتلت سورة الكوثر مساحة واسعة من المرتكز الاسلامي الذي يؤكد أن المقصود من الكوثر هو فاطمة(عليها السلام)، فانّ مقتضى سياق الآية في مقابل الشانيء الذي هو ابتر لا ذرية له، بخلاف النبي(صلى الله عليه وآله) فانّ له الكوثر أي الذرية الكثيرة وهي فاطمة(عليها السلام) وما يحصل من ذريتها، ومقتضى المقابلة هو في كثرة الذرية، وإلا لإختلّت المقابلة، والاثبات والنفي لم يردا على شيء واحد، وهذا لا ينافي تأويل الكوثر بأنه نهر في القيامة يسقي به النبي(صلى الله عليه وآله)أمّته فالكلام في مورد نزول الآية، وقد ذهب الى ذلك الفريقين.
قال العلاّمة الطبرسي في تفسير جوامع الجامع لقوله تعالى: (انّا اعطيناك الكوثر) قال: هو كثرة النسل والذرية، وقد ظهر ذلك في نسله من ولد فاطمة (عليها السلام) اذ لا ينحصر عددهم، ويتصل بحمد الله الى اخر الدهر عددهم، وهذا يطابق ما ورد في سبب نزول السورة وهو أن العاص بن وائل السهمي سمّاه الابتر لمّا توفي ابنه عبدالله وقالت قريش: ان محمداً صلبور فيكون تنفيساً عن النبي(صلى الله عليه وآله) ما وجد في نفسه الكبيرة من جهة فعالهم وهدماً
الصفحة 113
لمحالهم(1).
وقد ذهب الى ذلك الفخر الرازي بقوله: الكوثر اولاده(صلى الله عليه وآله)لأن هذه السورة نزلت رداً على من عابه بعدم الاولاد، فالمعنى أنه يعطيه نسلاً يبقون على مر الزمان، فانظر كم قتل من اهل البيت ثم العالم ممتلى منهم ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يُعبأ به(2).
وبالفعل فانّ الاحصائيات تشير الى أن سدس سكان المغرب العربي مثلاً هم من بني فاطمة(عليها السلام) من السادة الحسنيين أي بنسبة خمسة ملايين من مجموع ثلاثين مليوناً.
وهذا أظهر مصاديق الكوثر المشار اليه في الآية الكريمة، اذ ذلك العطاء كان بمقتضى شكره(صلى الله عليه وآله) لربّه واقامة الصلاة والدعاء والثناء عليه تعالى، ولا يخفى ارتباط حقيقة النهر المسمّى بالكوثر بها سلام الله عليها، لأن بين التأويل والظاهر دوام ارتباط.
ولا يخفى أن المباهاة بها (عليها السلام) من قبل الله تعالى لنبيّه على عدوه، يعطي دلالات لحجيتها، اذ الآية في مقام بيان كرامة النبي(صلى الله عليه وآله) عند الله تعالى وكرامته هذه مقرونة بحيازته (صلى الله عليه وآله) لأفضل مخلوق وصفه الله تعالى بالكوثر ـ أي الخير الكثير ـ ولا تتم ذلك إلا بكون مورد المباهاة من الخير المطلق الكامل التام.
____________
1- تفسير جوامع الجامع للعلامة الطبرسي: 553، الطبعة الحجرية.
2- تفسير الفخر الرازي16: 118، دار الفكر بيروت.
المقام الرابع:
اشتمال خطبتها على معارف تدلل على سمو مقامها و عظيم حجّيتها (عليها السلام)
ومقامات اخرى كثيرة وساعود للحديث عن ردكم المبارك لانه يستحق الاهتمام اكثر
تعليق