[ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ] .
تأملات قرآنية ،،،
أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ / البقرة (266) .
بسمه تعالى ، السلام عليكم
الود هو الحب ، إلا أن الفرق بين الحب والود أن الحب ما استقر في القلب ، والود ما ظهر في السلوك .
لذلك يمكن القول أن كل ودود مُحب ، وليس كل مُحب ودود .
وقوله تعالى ( أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ ... الخ ) سيق من باب حالة التمني للمخاطب به لتقريب المعنى الذهني إلى الحسي المشهود .
والجنة هي البستان الذي تحفه الأشجار الكثيرة حتى تغطي أرضه من كثافتها
وتجري من تحتها الأنهار تعبير مجازي باعتبار أن الأنهار تجري تحت سقف الأشجار الكثيرة الكثيفة التي تغطي البستان وإلا واقعا هي تجري على أرض الجنة أو فيها وليس تحتها .
وعلى كل حال فهو تصوير مشهد تمني الجنة والميل اليها وما فيها من أشجار وفواكه مختلفة وانهار تجري من تحتها وما فيها من خيرات وفائدة لصاحبها تنتفع منها حياته ، وتميل إليها مهجته .
وقوله تعالى ( وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ )
فتصوير صاحبها بانه أصابه الكبر وله ذرية ضعفاء ، لبيان حالة الضعف الكامل في نفسه ومن ما يمكن ان يعتمد عليه وهم الذرية ، فتكون تلك الجنة بالنسبة لصاحبها مرتبطة بمصيره وحياته واستقراره حالة ضعفه ، فلا يمكن الاعتماد على شيء غيرها لضعفه في شيخوخته ، وضعف ذريته .
وقوله تعالى ( فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ )
الإعصار هي الريح الشديدة التي تلف الغبار فتكون بشكل طولي بين السماء والارض فتكون أشبه بالثوب المغسول الذي يلف حتى يعصر .
وكون أن فيه نار فهذا لا يكون إلا إذا نشأ الإعصار في حريق ، وكلاهما منفصلا هو شديد الأثر فإذا تداخلا في آن واحد أصبح اثرهما مبالغ في شدته إلى أقصاها
فإذا اصاب هذا الإعصار الذي فيه نار تلك الجنة فبالتأكيد لا يبقي فيها على الأرض من شجر ، ولا ماء فيها يجري في نهر .
وهذا تقريب للمتلقي إلى شدة الأثر بما يمكن ان يراه خارجا من أحوال الطبيعة المحسوسة .
وقوله تعالى ( كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ )
البيان - هو وضوح الشيء بعد الكشف
والآية - هي العلامة ذات الدليل والبرهان
والتفكر - هو أعمال العقل في ربط الحقائق لاستخراج النتائج وتحقيق الفهم لما يحيط بالإنسان من مختلف الأمور المركبة .
وخلاصة المعنى المستحصل هو ان الله ضرب لكم هذا المثل الذي يمكنكم استشعاره وتعقله في الواقع الخارجي لتقريب معنى وكشف حقيقة لكم انه اذا اراد ان يزيل نعمة منكم بما كسبت أيديكم من ظلم فأنتم أضعف ما يكون من حال مقابلة شيء مقابل آخر ، وأن قدرة الله عليكم إذا غضب تكون في اشدها قوة واعظمها اثرا .
لذلك تلك الآيات يبينها لكم لتتفكرون .
فاعلم أيها الإنسان في كل زمان انه اذا أصابك إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ .
فأنت قد نزل عليك من الله غضب شديد لا يقف بوجه شيء ولا يبقي شيء ، وعليك أن ترتدع وتندم ، ولمن يشاهد هذا أن يعتبر . فلعل الله يرحم النادم ويقي المعتبر .
والله أعلم
تأملات قرآنية ،،،
أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ / البقرة (266) .
بسمه تعالى ، السلام عليكم
الود هو الحب ، إلا أن الفرق بين الحب والود أن الحب ما استقر في القلب ، والود ما ظهر في السلوك .
لذلك يمكن القول أن كل ودود مُحب ، وليس كل مُحب ودود .
وقوله تعالى ( أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ ... الخ ) سيق من باب حالة التمني للمخاطب به لتقريب المعنى الذهني إلى الحسي المشهود .
والجنة هي البستان الذي تحفه الأشجار الكثيرة حتى تغطي أرضه من كثافتها
وتجري من تحتها الأنهار تعبير مجازي باعتبار أن الأنهار تجري تحت سقف الأشجار الكثيرة الكثيفة التي تغطي البستان وإلا واقعا هي تجري على أرض الجنة أو فيها وليس تحتها .
وعلى كل حال فهو تصوير مشهد تمني الجنة والميل اليها وما فيها من أشجار وفواكه مختلفة وانهار تجري من تحتها وما فيها من خيرات وفائدة لصاحبها تنتفع منها حياته ، وتميل إليها مهجته .
وقوله تعالى ( وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ )
فتصوير صاحبها بانه أصابه الكبر وله ذرية ضعفاء ، لبيان حالة الضعف الكامل في نفسه ومن ما يمكن ان يعتمد عليه وهم الذرية ، فتكون تلك الجنة بالنسبة لصاحبها مرتبطة بمصيره وحياته واستقراره حالة ضعفه ، فلا يمكن الاعتماد على شيء غيرها لضعفه في شيخوخته ، وضعف ذريته .
وقوله تعالى ( فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ )
الإعصار هي الريح الشديدة التي تلف الغبار فتكون بشكل طولي بين السماء والارض فتكون أشبه بالثوب المغسول الذي يلف حتى يعصر .
وكون أن فيه نار فهذا لا يكون إلا إذا نشأ الإعصار في حريق ، وكلاهما منفصلا هو شديد الأثر فإذا تداخلا في آن واحد أصبح اثرهما مبالغ في شدته إلى أقصاها
فإذا اصاب هذا الإعصار الذي فيه نار تلك الجنة فبالتأكيد لا يبقي فيها على الأرض من شجر ، ولا ماء فيها يجري في نهر .
وهذا تقريب للمتلقي إلى شدة الأثر بما يمكن ان يراه خارجا من أحوال الطبيعة المحسوسة .
وقوله تعالى ( كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ )
البيان - هو وضوح الشيء بعد الكشف
والآية - هي العلامة ذات الدليل والبرهان
والتفكر - هو أعمال العقل في ربط الحقائق لاستخراج النتائج وتحقيق الفهم لما يحيط بالإنسان من مختلف الأمور المركبة .
وخلاصة المعنى المستحصل هو ان الله ضرب لكم هذا المثل الذي يمكنكم استشعاره وتعقله في الواقع الخارجي لتقريب معنى وكشف حقيقة لكم انه اذا اراد ان يزيل نعمة منكم بما كسبت أيديكم من ظلم فأنتم أضعف ما يكون من حال مقابلة شيء مقابل آخر ، وأن قدرة الله عليكم إذا غضب تكون في اشدها قوة واعظمها اثرا .
لذلك تلك الآيات يبينها لكم لتتفكرون .
فاعلم أيها الإنسان في كل زمان انه اذا أصابك إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ .
فأنت قد نزل عليك من الله غضب شديد لا يقف بوجه شيء ولا يبقي شيء ، وعليك أن ترتدع وتندم ، ولمن يشاهد هذا أن يعتبر . فلعل الله يرحم النادم ويقي المعتبر .
والله أعلم
تعليق