إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ۗ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِندِ اللهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِندِكَ ۚ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللهِ ۖ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا[1].


    الموت لا محالة يدرك الإنسان ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا﴾، من الأماكن ﴿يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ﴾، أي يلحقكم وينزل بكم ﴿وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ﴾، البروج جمع برج، وهو القصر أو البناء المستحكم الذي يرصد فيه للأعداء ويشرف منه على القادم والذاهب، وال‍ ﴿مُّشَيَّدَةٍ﴾، هي التي شيدت وبنيت بإحكام، أي أن الموت لا يهاب البروج والقلاع والحصون والمراصد.
    أعرب سبحانه في هذه الآية لهؤلاء المتخوفين من الموت لأجل القتال بأنّ الموت المقدّر يلحق الإنسان سواء كان بادئ المقاتل أم كان في برج مشيّد محصّن، لا تنفذ فيه أعظم العيارات النارية فلا من دخل حومة الميدان قضى عليه ولا من تحجّب بالحجّاب وغلقت عليه الأبواب عاش، وهذا مطلب مشهود للحاسّة فلا تخافوا الموت ودافعوا عن أنفسكم وأموالكم ونواميسكم وحيثياتكم بكل نشاط.
    ثم أبان القول عن نكتة أخرى ردّ بها على اليهود والمنافقين الذين كانوا يرجفون برسول الله ويقولون لم نر من مساعيه خيرا لنا وللجميع أمّا زروعنا إن تحسّنت وضروعنا إذا درّت ومالنا إذا كثر فذلك من الله، وكل سوء يدخل علينا من خوف وموت وتخريب ديار ونهب أموال وفقد أعزّة؛ فهو بسبب محمّد ودعوته وقيامه بها ومناوئته الناس بذلك فكلّف الله نبيّه بأن يجيبهم أن ما يفرحهم وما يحزنهم ما يحسن عندهم وما يسوئهم كل ذلك من الله سبحانه، فإن كافة ما يلاقيه الإنسان في أدوار الأكوان باستثناء اجرامه وآثامه التي يخلقها بفعله واقدامه مقدّر عليه كائن له فكما أنّ الخصب من الله كذلك الجدب وكما أن الرخاء من الله كذلك الشدّة وهذا مطلب ينوش الملحد والموحّد ولا خصوصية له بالمسلم أو المشرك أو المنافق أو الكتابي‌ فلجهلهم لا يَكادُونَ‌ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً يسمعونه أو يسوقونه.
    ثم وصف سبحانه حالة هؤلاء الضعاف الإيمان من المسلمين الذين قالوا في الآية السابقة: ﴿لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ﴾، فإن دخائل نفوسهم تتلوّن ولا تبقى في جهة واحدة وإيمان راسخ وذلك لأنه ﴿وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِندِ اللهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِندِكَ﴾،‌ كما تقع الحسنة والسيّئة على الطاعة والمعصية، تقعان على النعمة والبليّة، قال الله تعالى: ﴿وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
    [2]. وهما المراد في الآية. والمعنى: إن تصبهم نعمة - كخصب - نسبها اليهود إلى الله، وإن تصبهم بليّة - كقحط - نسبوها إليك، وقالوا: هي من عندك وبشؤمك، كما حكى عن قوم موسى: ﴿وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ[3]. وعن قوم صالح: ﴿اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ[4]. فردّ الله تعالى عليهم بقوله: قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اَللهِ‌ يبسطها ويقبضها حسب إرادته، ليبتلي بذلك عباده ليعرضهم لثوابه، بالشكر عند العطيّة والصبر على البليّة.
    وورد عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: ((قَالَ اَللهُ: يَا اِبْنَ آدَمَ بِمَشِيَّتِي كُنْتَ أَنْتَ اَلَّذِي تَشَاءُ لِنَفْسِكَ مَا تَشَاءُ، وبِقُوَّتِي أَدَّيْتَ فَرَائِضِي. وبِنِعْمَتِي قَوِيتَ عَلَى مَعْصِيَتِي جَعَلْتُكَ سَمِيعا بَصِيراً قَوِيّاً مَا أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اَللهِ وما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ، وذَاكَ أَنِّي أَوْلَى بِحَسَنَاتِكَ مِنْكَ وأَنْتَ أَوْلَى بِسَيِّئَاتِكَ مِنِّي، وذَاكَ أَنِّي لاَ أُسْأَلُ عَمَّا أَفْعَلُ وهُمْ يُسْأَلُونَ))
    [5].
    ﴿فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا﴾، حَدِيثاً يوعظون به، وهو القرآن، فإنّهم لو فهموه وتدبّروا معانيه لعلموا أنّ الله هو الباسط القابض، وأفعاله كلّها صادرة عن حكمة وصواب. أو لا يفقهون حديثا مّا، كبهائم لا أفهام لها. أو لا يفقهون أمرا حادثا من صروف الزمان فيتفكّروا فيها، فيعلموا أنّ القابض والباسط هو الله.



    [1] سورة النساء، الآية: 78.
    [2] سورة الأعراف، الآية: 168.
    [3] سورة الأعراف، الآية: 131.
    [4] سورة النمل، الآية: 47.
    [5] الكافي، ج 1، ص 152.


  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    ​​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم
      ​​​​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X