عمار بن ياسر .. شهيد صفين
في ذكرى توجه أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى صفين في الخامس من شوال سنة (36 هـ)
لا تزال فصول حياة هذا الصحابي الجليل والمجاهد العظيم المليئة بالجهاد والتضحية في سبيل الله بحاجة إلى الدراسة وتسليط الضوء على جوانب عظمته رغم كل ما كُتب عنه.
ولا ندعي أن هذا الموضوع سيختلف ــ تماماً ــ عمّا كُتب عنه، أو أنه يضيف إلى عظمة هذا الرجل الفذ، إنّما هو محاولة لتسليط الضوء عن بعض الحقائق التي تدور حول سيرته وجوانب حياته الجهادية والتي حاول المؤرخون إخفاءها بشتى السبل والتغاضي المتعمّد عنها تارة، والتلاعب بها وتشويهها تارة أخرى كونها لا تتعارض مع أهواء المؤرخين فحسب، بل تجرّم من آذى عماراً وغيره من الصحابة الكبار.
فالذي تجنب المؤرخون الحديث عنه في حياة عمار أنه كان من الذين ثبتوا على الحق في وقت حاد أكثرهم عنه, ومن الذين تمسكوا بالصراط القويم في الوقت الذي صغت قلوب غيره عنه، وزلّت بهم الأقدام. كما أن عماراً كان من أشد المعارضين للسلطات التي تولت الخلافة قبل أمير المؤمنين (عليه السلام) وخاصة الحكومة الثالثة التي مارست معه الأساليب البشعة وتحمل منها كثيرا من الأذى في سبيل مواقفه ودعوته للعمل بتعاليم الإسلام التي نبذتها السلطة.
ويكفي عمار فخراً أنه من أوائل المؤمنين بالنبي (صلى الله عليه وآله) ومن أقطاب شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) والمستشهدين بين يديه، وقد أنزل الله سبحانه وتعالى آيات بمدحه وأثنى عليه رسول الله (ص) في أحاديث كثيرة، ورثاه أمير المؤمنين (ع) وبكى عليه، وترضّى عنه أئمة الهدى (ع) فذكره وشأنه مما لا يخفى.
إنه أحد الأركان الأربعة (والركن في اصطلاح المحدّثين هو: الصحابي الذي نافس جميع الصحابة في الفضل، والتمسّك بأهل البيت (عليهم السلام)، وواساهم ظاهراً وباطناً، ولم يوال أحداً من مخالفيهم) (1) والأركان هم: (الذين نافوا وفاقوا جميع الصحابة في الفضل والتمسك بأهل البيت والمواساة لهم ظاهرا وباطنا، أو الركن من لم يتق بل خالف القوم في مسألة الخلافة وتمسك بولاية أمير المؤمنين ظاهراً وباطناً سراً وجهراً) (2)
وهم الذين عاهدوا الله ورسوله وأمير المؤمنين فلم يغيروا بعد رسول الله، وكما قاتلوا وضحّوا من أجل إرساء قواعد الإسلام فقد صمموا على الدفاع عن نهجه القويم المتمثل بأمير المؤمنين وتابعوه على ذلك. وهم أبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود، وعمار بن ياسر
لقد آمن عمار بالله وبرسوله وتعرض في سبيل ذلك إلى ألوان العذاب من قبل طغاة الجاهلية وبقي صامداً على الإيمان ملازماً للنبي (ص) حتى وفاته (ص) ليبدأ بعدها مرحلة أخرى وهي الدفاع عن نهج النبي (ص) بالثبات على ولاء أمير المؤمنين (ع) والشهادة على ذلك حتى بشّره رسول الله بالفوز العظيم بقوله (ص):
أبشر يا أبا اليقظان, فإنك أخو علي في ديانته, ومن أفاضل أهل ولايته, ومن المقتولين في محبته, تقتلك الفئة الباغية وآخر زادك من الدنيا ضياح من لبن (3)
نسبه
في ذكرى توجه أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى صفين في الخامس من شوال سنة (36 هـ)
لا تزال فصول حياة هذا الصحابي الجليل والمجاهد العظيم المليئة بالجهاد والتضحية في سبيل الله بحاجة إلى الدراسة وتسليط الضوء على جوانب عظمته رغم كل ما كُتب عنه.
ولا ندعي أن هذا الموضوع سيختلف ــ تماماً ــ عمّا كُتب عنه، أو أنه يضيف إلى عظمة هذا الرجل الفذ، إنّما هو محاولة لتسليط الضوء عن بعض الحقائق التي تدور حول سيرته وجوانب حياته الجهادية والتي حاول المؤرخون إخفاءها بشتى السبل والتغاضي المتعمّد عنها تارة، والتلاعب بها وتشويهها تارة أخرى كونها لا تتعارض مع أهواء المؤرخين فحسب، بل تجرّم من آذى عماراً وغيره من الصحابة الكبار.
فالذي تجنب المؤرخون الحديث عنه في حياة عمار أنه كان من الذين ثبتوا على الحق في وقت حاد أكثرهم عنه, ومن الذين تمسكوا بالصراط القويم في الوقت الذي صغت قلوب غيره عنه، وزلّت بهم الأقدام. كما أن عماراً كان من أشد المعارضين للسلطات التي تولت الخلافة قبل أمير المؤمنين (عليه السلام) وخاصة الحكومة الثالثة التي مارست معه الأساليب البشعة وتحمل منها كثيرا من الأذى في سبيل مواقفه ودعوته للعمل بتعاليم الإسلام التي نبذتها السلطة.
ويكفي عمار فخراً أنه من أوائل المؤمنين بالنبي (صلى الله عليه وآله) ومن أقطاب شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) والمستشهدين بين يديه، وقد أنزل الله سبحانه وتعالى آيات بمدحه وأثنى عليه رسول الله (ص) في أحاديث كثيرة، ورثاه أمير المؤمنين (ع) وبكى عليه، وترضّى عنه أئمة الهدى (ع) فذكره وشأنه مما لا يخفى.
إنه أحد الأركان الأربعة (والركن في اصطلاح المحدّثين هو: الصحابي الذي نافس جميع الصحابة في الفضل، والتمسّك بأهل البيت (عليهم السلام)، وواساهم ظاهراً وباطناً، ولم يوال أحداً من مخالفيهم) (1) والأركان هم: (الذين نافوا وفاقوا جميع الصحابة في الفضل والتمسك بأهل البيت والمواساة لهم ظاهرا وباطنا، أو الركن من لم يتق بل خالف القوم في مسألة الخلافة وتمسك بولاية أمير المؤمنين ظاهراً وباطناً سراً وجهراً) (2)
وهم الذين عاهدوا الله ورسوله وأمير المؤمنين فلم يغيروا بعد رسول الله، وكما قاتلوا وضحّوا من أجل إرساء قواعد الإسلام فقد صمموا على الدفاع عن نهجه القويم المتمثل بأمير المؤمنين وتابعوه على ذلك. وهم أبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود، وعمار بن ياسر
لقد آمن عمار بالله وبرسوله وتعرض في سبيل ذلك إلى ألوان العذاب من قبل طغاة الجاهلية وبقي صامداً على الإيمان ملازماً للنبي (ص) حتى وفاته (ص) ليبدأ بعدها مرحلة أخرى وهي الدفاع عن نهج النبي (ص) بالثبات على ولاء أمير المؤمنين (ع) والشهادة على ذلك حتى بشّره رسول الله بالفوز العظيم بقوله (ص):
أبشر يا أبا اليقظان, فإنك أخو علي في ديانته, ومن أفاضل أهل ولايته, ومن المقتولين في محبته, تقتلك الفئة الباغية وآخر زادك من الدنيا ضياح من لبن (3)
نسبه
تعليق