👇👇
👇
✾ يُحدّثُنا بشار المكاري يقول:
دخلتُ على أبي عبد الله"عليهِ السَّلام"بالكوفة وقد قُدّم لهُ طبقُ رُطب طبرزد وهو يأكل فقـــال:
يا بشَّار ادنُ فكُلْ فقلتُ: هنَّاكَ الله، وجعلني فداك، قد أخذتني الغَيرة من شيءٍ رأيتهُ في طريقي!
أوجع قلبي، وبلغ مني، فقــال لي:
بحقّي لما دنوتَ فأكلت قال: فدنوتُ فأكلت فقــال لي:
حديثك (وسؤال الإمام هنا هو سؤال العارف)
قلت: رأيتُ جِلوازاً يضربُ رأسَ امرأة،
ويسوقها إلى الحَبس وهي تنادي بأعلى صوتها:
المُستغاثُ باللهِ ورسوله، ولا يغيثُها أحد، قـــــال:
ولِم َفعل بها ذلك؟ قلت:
سمعتُ النَّاس يقولون إنَّها عثرتْ فقالت:
لعَنَ اللهُ ظالميكِ يا فاطمة، فارتُكِبَ منها ما ارتكب.
فقَطَعَ الأكل ولم يزلْ يبكي حتَّى ابتلَّ منديلهُ، ولِحْيتهُ، وصدرهُ بالدُّموع، ثُمَّ قـــال:
يا بشار قُم بنا إلى #مسجد_السهلة فندعو الله عزَّ وجل و نسألهُ خلاصَ هذهِ المرأة،
ووجه بعْضُ #الشيعة إلى بابِ السُّلطان، وتقدَّم إليهِ بأن لا يبرح إلى أن يأتيه رسولهُ،
فإنْ حدَثَ بالمرأةِ حدَث صارَ إلينا حيث كُنّا
فصرْنا إلى مَسجدِ السَّهلة، وصلَّى كُلُّ واحدٍ منَّا ركعتين، ثُمَّ رَفعَ #الصادق"عليهِ السَّلام"يدهُ إلى السَّماء وقـــــال: أنت اللهُ - إلى آخر الدعاء - فخرَّ ساجداً لا أسمعُ منهُ إلاَّ النَّفس ثمَّ رفعَ رأسهُ: فقــــال: قُم ْفقدْ أطْلِقتْ المرأة.
فخرجنا جميعاً، فبينما نحنُ في بعْضِ الطَّريق، إذ لَحِقَ بنا الرَّجل الَّذي وجَّهناهُ إلى باب السُّلطان فقال لهُ"عليهِ السَّلام"ما الخبر؟ قـــال: قد أطْلِقَ عنها،
قـــال: كيف كانَ اخراجُها؟ قـــال:
لا أدري ولكنَّني كُنتُ واقفاً على بابِ السُّلطان، إذْ خَرَجَ حاجبٌ فدعاها وقال لها:
ما الَّذي تكلَّمتِ؟ قالتْ: عثرتُ فقلْتُ: لعَنَ اللهُ ظالميكِ يا فاطمة،
ففُعِلَ بي ما فُعِلَ،
فأخرجَ مائتي دِرهم وقال: خُذي هذهِ واجعلي الأمير في حل،
فأبت أن تأخُذَها، فلمَّا رأى ذلكَ منها دخل، وأعلم صاحبهُ بذلك،
ثُمَّ خرجَ فقـــال: انصرفي إلى بيتكِ، فذهبتْ إلى منزلها.
فقالَ أبو عبد الله"عليهِ السَّلام":
أبتْ أن تأخْذَ المائتي دِرهم؟ قال: نعم وهي واللهِ محتاجة إليها،
فأخرجَ من جيبهِ صُرَّة فيها سَبعة دنانير، وقال:
اذهبْ أنتَ بهذهِ إلى منزلها فأقرئها منّي السَّلام وادفعْ إليها هذهِ الدَّنانير،قال:
فذهبنا جميعاً فأقرأناها منهُ السَّلام فقالتْ:
بالله أقرأني #جعفر_بن_محمد السَّلام؟ فقلتُ لها: رَحِمَك ِالله،
واللهِ إنَّ جعفرَ بن محمد أقرأكِ السَّلام،
فشقَّتْ جَيبها ووقعتْ مَغشيَّةً عليها
فصبرنا حتَّى أفاقتْ، وقالتْ:
أعدْها عليّ، فأعدناها عليها حتَّى فعلتْ ذلكَ ثلاثاً،
ثُمَّ قُلنا لها: خُذي!
هذا ما أَرْسَل بهِ إليكِ، وأبشري بذلك، فأخذتهُ منا، وقالتْ:
سَلُوهُ أن يستوهِبَ أمتهُ من اللهِ فما أعْرِفُ أحداً توسَّلَ بهِ إلى الله أكثر منهُ ومن آبائهِ وأجداهِ"عليهم السَّلام".
فرجعنا إلى أبي عبد الله عليهِ السَّلام فجعلنا نحدّثهُ بما كان منها،
فجَعَلَ يبكي ويدعو لها، ثُمَّ قلتُ:
ليت شِعري متى أرى فرجَ آلِ مُحمَّد"عليهم السَّلام" ؟
قـــال: يا بشَّار
إذا توفي وليُّ اللهِ وهو الرَّابعُ من وُلدي في أشدّ البقاع بين شرار العباد،
فعند ذلكَ يَصِلُ إلى ولد بني فلان مُصيبة سواء، فإذا رأيتَ ذلك التقتْ حلق البطان ولا مردَّ لأمر الله).
[📚بحار الأنوار-ج43📚]
■■■■■■■■■■■■■■
✾ وقفـــة ✾
👈إذا كانَ #الإمام_الصادق سَلامُ اللهِ عليهِ يبكي وتنحدِرُ دُموعُهُ على صَدْرهِ الشَّريف من أجْلِ امرأةٍ سُجِنتْ من أجْلِ فاطمة سلامُ اللهِ عليها،
ويقْصِدُ مَسْجِدَ السَّهلة ويدعو لِخُروجها من السّجن،
فهلْ من المَعقول أنّ #الإمام_الحجة سَلام اللهُ عليهِ صاحبُ مُصيبةِ أجدادهِ الطَّاهرين، وعلى رأسهم الصّدّيقة الزَّهراء سلامُ اللهِ عليها
لا يدعو لكم ولا يعتني بكم إذا نصرتم جدّته #الزهراء سلام الله عليها؟!