تويت
جلست واسندت ظهرها لذلك الجذع اليابس لنخلة عفى عليها الزمن وأكل، بعد أن أعطت ثمارها لسنين كثار، جذع ليس له رأس لأنه قد قطع لانتهاء عطائه وهو ينتظر أما أن يرسل إلى المواقد أو يعمل منه أريكة أو منضدة يضع عليها الطعام والشراب أو أي استخدام اخر.
تنهدت، وقالت وهي تندب نفسها:
يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا!!
كان الألم يأتيها وهي تتوجع منه، كيف لا وهو ألم المخاض، لا تشعر به إلا التي اقترب أوان الوضع لديها.
لحظات وناداها جنينها:
لا تحزني أن الله معنا، تلفتت حولها وقالت من الذي يكلمني!
قال: أماه، أنا عبد الله، أوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا، وبرا بك فلا تخافي.
أماه هزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا، وقد جعل تحتك سريا فكلي واشربي وقري عينا ولا تخشين اليوم انسيا.
رفعت راسها أنه جذع يابس، ليس فيه ثمر وكيف تهز جذع نخله أنه لا يهز وإنما يصعد إلى الأعلى لقطف ثمره (تمره) إذا كان مثمر، ثم أنه ليس أوان نضوج الرطب أنه الشتاء، لكن المعجزة حصلت كما حصل الحمل لها بدون زوج
رأت النخلة مثمرة برطب جني، وأعطيت القوة، فهزت جذع النخلة فتساقط عليها الرطب، فأكلت وقرت عينا بولادة عيسى.
أخذته وضمته إلى صدرها ولكنها تذكرت، ماذا سوف تقول لقومها، من أين لها هذا، قال لها أماه إن خاطبك القوم، قولي إني نذرت للرحمن صوما ألَّا أكلم اليوم إنسيا، وأشيري إلي بأني سوف أتكفل بالرد عليهم.
هذه قصة النخلة مع مريم ابنة عمران أم نبي الله عيسى عليه السلام.
للنخلة فضائل كثيرة حباها الله بها، ويقال أنها نزلت مع أبونا آدم من الجنة، ولهذا قال الامام علي عليه السلام عن رسول الله (ص) في حديث: ((أكرموا عمَّتكم النخلة، فإنها خُلقت من فَضلة طِينة آدم (ع)، وليس من الشجر شجرةٌ أكرم على الله من شجرة وُلدتْ تحتها مريم بنت عمران، فأطعموا نساءكم الوُلَّد الرُّطبَ؛ فإن لم يكن رطب فتمرٌ)). (١)
وأصبحت تعطى ثمرها للحامل عند الوضع لتسهيل الولادة، وبعد الوضع لإدرار الحليب، وللصائم لترطيب المعدة عند الإفطار، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، تسحروا ولو بشق تمرة لقدسيتها وفائدتها الغذائية.
تلك هي قصة نخلة مريم
تعليق