إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مستقبل الجيل القادم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مستقبل الجيل القادم



    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد


    لا شك أن الوراثة لها تأثير، وما دام الأسلاف صالحين فالأمل أن يسير الأبناء في خط الصلاح، لكن التحديات التي تحيط بالأبناء في هذا العصر من شأنها أن تدقّ ناقوس الخطر.

    سابقا نشأوا ضمن ظروفٍ تُساعد على الخير والصلاح، فالتحديات السابقة كانت أقل خطراً مما هي عليه الآن.

    أما اليوم فالأبناء يعيشون تحدياتٍ كبيرة على الصعيد الفكري والسلوكي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر هذا الاعلام المرئي والمنفتح، والتي تغزو فكر وأحاسيس الإنسان وهو في غرفة نومه، وبالتأكيد أن تأثيراتها عميقة على نفوس الأبناء.

    أن هذه التحديات تجعل الأبناء أمام خطرٍ كبيرٍ، وتجعل الآباء والأمهات أمام مسؤولياتٍ كبيرة.

    ينبغي التفكير في مستقبل هذا الجيل الصاعد عن رسول الله أنه قال: «يَأْتِي عَلَى اَلنَّاسِ زَمَانٌ اَلصَّابِرُ مِنْهُمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى اَلْجَمْرَةِ»، أن هذه قراءة من رسول الله لمستقبل الأجيال الصاعدة.

    ورد أن النبي كان جالساً مع أصحابه، فرفع يديه بالدعاء قائلاً: «اَللَّهُمَّ لَقِّنِي إِخْوَانِي»، فَقَالَ مَنْ حَوْلَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ: أَمَا نَحْنُ إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اَللَّه؟ِ فَقَالَ : «لاَ، إِنَّكُمْ أَصْحَابِي، وَإِخْوَانِي قَوْمٌ فِي آخِرِ اَلزَّمَانِ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْنِي»، وفي رواية أخرى يصفهم بقوله: «إِنَّكُمْ لَوْ تَحْمِلُونَ لِمَا حُمِّلُوا لَمْ تَصْبِرُوا صَبْرَهُمْ‌».

    كيف يُمكن تحمّل المسؤولية تجاه هذه التحديات الخطيرة، للاطمئنان على مستقبل الجيل القادم؟

    ما عاد القلق فقط على الالتزام الديني، وإنما القلق حتى على مستوى النجاح الحياتي، فكيف يُحقق الأبناء النجاح في حياتهم؟

    من الإرشادات والتوجيهات التي تُسهم في تحقيق صلاح الأبناء وهدايتهم وضمان مستقبلهم، التوجّه لله سبحانه وتعالى بالدعاء لصلاح الذريّة، وهذا مفاد الآية الكريمة، يقول تعالى: ﴿وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي﴾، والأحاديث والروايات والأدعية تؤكد أنه على الإنسان أن يطلب من الله تعالى صلاح ذريّته.
    أن الطلب من الله تعالى لا يعني إلقاء المسؤولية عليه سبحانه، وإنما يعني التحفيز الذاتي للإنسان بأن يحمل همّ صلاح ذريّته، وأن يبذل جهده في سبيل ذلك.

    إن على الإنسان أن يكون قدوةً حسنةً لأبنائه، فكما تُريد لأبنائك أن يكونوا، عليك أن تكون كذلك وأكثر.

    أن بعض الآباء قد يغفل عن هذا الأمر، ولا يُدرك أن الأبناء ينظرون إلى سيرة الوالدين بعيونٍ مفتوحة، فكلما كان الأب أكثر اهتماماً بالوعي والمعرفة، والالتزام الديني، والنجاح في حياته، والعطاء لمجتمعه، كان ذلك أدعى لصلاح الأبناء ونجاحهم.

    أن صنع الأجواء والبيئة المناسبة تساعد على صلاح الأبناء، أن التربية لم تعد مهمة فردية وضمن البيت فقط، لأن الأبناء لا يعيشون دائما ضمن بيتهم وعائلاتهم، فهم يعيشون ضمن الفضاء المفتوح والأفق الواسع، وذلك يدعو لخلق فضاءٍ سليمٍ، وبيئةٍ صالحة.

    ومن هنا تأتي أهمية الأجواء الدينية والأخلاقية والثقافية في المجتمع، كما أن وجود علماء موجّهين، وشباب أكفاء لهم وعي وثقافة يستطيعون أن يستقطبوا الشباب، وأن يدخلوا إلى نفوسهم وعقولهم.

    أن المجتمع يزخر بالكفاءات الشابّة، و أنه لا ينبغي أن تكون الفرص متاحة فقط أمام العلماء ورجال الدين للقيام بدور التوعية والتثقيف، ففي بعض الأحيان تكون الكفاءات الشابّة أكثر تأثيراً، لأنهم منفتحون على الشباب، وقريبون من أجوائهم، ولا توجد بينهم حواجز.

    و علينا أن نشجّع هذه الطاقات لكي تصنع برامج إلكترونية، وثقافية، وفنية، ضمن الوسائل المتاحة أمامهم، لاستقطاب هؤلاء الشباب والتأثير فيهم.

    و ينبغي دفع الأبناء والشباب للأدوار التي تأخذ فائض قوّتهم وطاقتهم ووقتهم.

    وينبغي فتح المجال للشباب لكي يكون لهم دورٌ ونشاط في المجتمع، كإدارة المساجد والحسينيات، حتى وإن كان الآباء يجدون أنفسهم أقدر منهم، إلا أن ذلك لا يمنع من إعطائهم الفرصة للتجربة واكتساب الخبرة، وقد يكون الأبناء أكثر قدرةً في بعض المجالات الإدارية بسبب انفتاحهم على التطورات العلمية الحديثة.

    و ينبغي أن تُستثمر مواهب وقدرات الأبناء، وتشجيعهم لتنميتها، وأن يتم توجيهها التوجيه السليم، وهذا ما يُشعرهم بذواتهم، ويصنع شخصيّاتهم.

    ونأكد على ضرورة المحافظة على الأمانة التي غرسها الآباء والأجداد، وهي أمانة الصلاح والإيمان، وأن يتم تسليمها للجيل القادم بما يضمن استمراريّتها للأجيال اللاحقة.

  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X