إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا﴾

تقليص
X
تقليص
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد






    قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا[1].

    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ﴾، وسافرتم ﴿فِي سَبِيلِ اللهِ﴾، ولجهاد الكفّار ﴿فَتَبَيَّنُوا﴾، وتثبّتوا واستكشفوا حال من تريدون قتله، وميّزوا بين الكافر والمؤمن، حتّى لا تقتلوا مؤمنا بغير حقّ‌، وعليكم الاكتفاء بظاهر الحال في الإيمان ﴿وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ اَلسَّلامَ‌﴾، الذي هو تحيّة المسلمين وأمارة الإسلام، أو لمن ألقى إليكم الانقياد والتّسليم ﴿لَسْتَ مُؤْمِناً﴾، وإنّما أظهرت الإسلام طلبا للسّلامة وتحفّظا على نفسك، بل عاملوه بظاهر الحال، ولا تتّهموه بالكفر فتقتلوه كما ورد عن عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي تَفْسِيرِهِ : (فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿
    وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ اَلسَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناًاَلْآيَةَ إِنَّهَا نَزَلَتْ لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مِنْ غَزَاةِ خَيْبَرَ وَبَعَثَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ فِي خَيْلٍ إِلَى بَعْضِ قُرَى اَلْيَهُودِ فِي نَاحِيَةِ فَدَكَ لِيَدْعُوَهُمْ إِلَى اَلْإِسْلاَمِ كَانَ رَجُلٌ [مِنَ اَلْيَهُودِ] يُقَالُ لَهُ مِرْدَاسُ بْنُ نَهِيكٍ اَلْفَدَكِيُّ فِي بَعْضِ اَلْقُرَى فَلَمَّا أَحَسَّ بِخَيْلِ رَسُولِ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ جَمَعَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ فِي نَاحِيَةِ اَلْجَبَلِ فَأَقْبَلَ يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اَللهِ فَمَرَّ بِهِ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى رَسُولِ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَخْبَرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: ((قَتَلْتَ رَجُلاً شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللهُ وَأَنِّي رَسُولُ اَللهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اَللهِ إِنَّمَا قَالَهَا تَعَوُّذاً مِنَ اَلْقَتْلِ فَقَالَ رَسُولُ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: فَلاَ كَشَفْتَ اَلْغِطَاءَ عَنْ قَلْبِهِ وَلاَ مَا قَالَ بِلِسَانِهِ قَبِلْتَ وَلاَ مَا كَانَ فِي نَفْسِهِ عَلِمْتَ)) فَحَلَفَ أُسَامَةُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ لاَ يَقْتُلَ أَحَداً شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اَللهِ فَتَخَلَّفَ عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي حُرُوبِهِ)[2].
    وقال الفيض الكاشاني: (في هذا الخبر ما يدل على نفاق أسامة وابتغائه عرض الحياة الدنيا وكفى في ذلك قول النبي صلّى الله عليه وآله ولا ما كان في نفسه علمت عذراً لأمير المؤمنين عليه السلام في حروبه فانه كان قد علم ذلك من الله ومن رسوله على أن طاعة الإِمام عليه السلام واجبة فلا عذر لأسامة في تخلفه عنه. وفي رواية العامة أن مرداساً أضاف إلى الكلمتين السلم عليكم وهي تؤيد قراءة السلام وتفسيره بتحية الإِسلام)
    [3].
    ﴿تَبْتَغُونَ‌﴾، وتطلبون اغتنام أمواله التي تكون ﴿عَرَضَ اَلْحَياةِ اَلدُّنْيا﴾، ومتاع الدّار الفانية، فإن أردتم الغنيمة ﴿فَعِنْدَ اَللهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ﴾، من أموال المشركين تغنيكم عن أموال المقتولين المظهرين للإسلام بتهمة الكفر وعدم كون إسلامهم عن صميم القلب، فإنّكم ﴿كَذلِكَ﴾، [كهؤلاء] المظهرين للإسلام ﴿كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ‌﴾، وفي بدو إسلامكم، لم تكن فيكم علامة قطعيّة على صدق إيمانكم، ﴿فَمَنَّ اَللهُ عَلَيْكُمْ‌﴾، بقبول إسلامكم الظّاهري، فحقن به دماءكم، وصان به أموالكم.
    فأكّد سبحانه الأمر بالتّبيين والتّثبّت في شأن من يريدون قتله، بقوله: ﴿فَتَبَيَّنُوا﴾، ولا تعجلوا في قتل أحد حتّى تحرزوا كفره، وقال: ﴿إِنَّ اَللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ﴾،‌ من التّبيين وعدمه والطّاعة والعصيان، ﴿خَبِيراً﴾، ومطّلعا حقّ الاطّلاع، فيجازيكم عليه حقّ‌ الجزاء.
    فهو خطاب للمؤمنين بأنكم إذا ضربتم في الأرض للجهاد، فاطلبوا البيان والظهور وفي قراءة (فتثبتوا) أي افحصوا عن المؤمن والكافر ولا تقتلوا كل أحد ولا تقولوا لمن سلّم اليكم أو كان سلما معكم: لست مؤمنا، وغرضكم المال الدنيوي وعند الله الفوائد الكثيرة، فبدلوا تلك الفوائد بهذه الفوائد، فإنكم أيضا كنتم في السابق كفارا فأظهرتم الايمان قولا فقبل منكم، ثم من الله عليكم بثباتكم على الايمان فلا ترفعوا اليد عن التثبت.

    [1] سورة النساء، الآية: 94.
    [2] مستدرك الوسائل، ج 16، ص 79.
    [3] تفسير الصافي، ج 1، ص 486.

    التعديل الأخير تم بواسطة الاشتر; الساعة 20-01-2025, 10:37 PM.

  • #2

    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم
      ​​​

      تعليق

      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...