من أخلاق الإمام موسى الكاظم (ع) مع الحاقدين عليه من المخالفين .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أعظم الله لنا ولكم الأجر بذكرى استشهاد الامام المسموم المظلوم موسى بن جعفر الكاظم (ع) .
روي عن ... عن الشريف أبو محمد الحسن بن محمد، عن جده، عن غير واحد من أصحابه ومشايخه : أن رجلا من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذي أبا الحسن موسى عليه السلام ويسبه إذا رآه ويشتم علياً عليه السلام.
فقال له بعض جلسائه يوماً : دعنا نقتل هذا الفاجر ، فنهاهم عن ذلك أشد النهي وزجرهم أشد الزجر ، وسأل عن العمري ، فذكر أنه يزرع بناحية من نواحي المدينة ، فركب فوجده في مزرعة ، فدخل المزرعة بحماره ، فصاح به العمري : لا توطئ زرعنا ، فتوطأه أبو الحسن عليه السلام بالحمار حتى وصل إليه فنزل وجلس عنده وباسطه وضاحكه ، وقال له : كم غرمت في زرعك هذا ؟
فقال له : مائة دينار.
قال : وكم ترجو أن تصيب فيه ؟
قال : لست أعلم الغيب.
قال : إنما قلت لك : كم ترجو أن يجيئك فيه .
قال : أرجو فيه مائتي دينار.
قال : فأخرج له أبو الحسن عليه السلام صرة فيها ثلاث مائة دينار وقال : (هذا زرعك على حاله ، والله يرزقك فيه ما ترجو .
قال : فقام العمري فقبل رأسه وسأله أن يصفح عن فارطه ، فتبسم إليه أبو الحسن عليه السلام وانصرف.
قال : وراح إلى المسجد فوجد العمري جالسا ، فلما نظر إليه قال : الله أعلم حيث يجعل رسالاته.
قال : فوثب أصحابه إليه فقالوا : ما قصتك ؟ قد كنت تقول غير هذا.
قال : فقال لهم : قد سمعتم ما قلت الآن ، وجعل يدعو لأبي الحسن عليه السلام فخاصموه وخاصمهم ، فلما رجع أبو الحسن إلى داره قال لجلسائه الذين سألوه في قتل العمري : أيما كان خيرا ما أردتم أو ما أردت ؟ إنني أصلحت أمره بالمقدار الذي عرفتم ، وكفيت به شره ). 1
****************
1 - الإرشاد ، الشيخ المفيد ، ج 2 ، ص 233 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أعظم الله لنا ولكم الأجر بذكرى استشهاد الامام المسموم المظلوم موسى بن جعفر الكاظم (ع) .
روي عن ... عن الشريف أبو محمد الحسن بن محمد، عن جده، عن غير واحد من أصحابه ومشايخه : أن رجلا من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذي أبا الحسن موسى عليه السلام ويسبه إذا رآه ويشتم علياً عليه السلام.
فقال له بعض جلسائه يوماً : دعنا نقتل هذا الفاجر ، فنهاهم عن ذلك أشد النهي وزجرهم أشد الزجر ، وسأل عن العمري ، فذكر أنه يزرع بناحية من نواحي المدينة ، فركب فوجده في مزرعة ، فدخل المزرعة بحماره ، فصاح به العمري : لا توطئ زرعنا ، فتوطأه أبو الحسن عليه السلام بالحمار حتى وصل إليه فنزل وجلس عنده وباسطه وضاحكه ، وقال له : كم غرمت في زرعك هذا ؟
فقال له : مائة دينار.
قال : وكم ترجو أن تصيب فيه ؟
قال : لست أعلم الغيب.
قال : إنما قلت لك : كم ترجو أن يجيئك فيه .
قال : أرجو فيه مائتي دينار.
قال : فأخرج له أبو الحسن عليه السلام صرة فيها ثلاث مائة دينار وقال : (هذا زرعك على حاله ، والله يرزقك فيه ما ترجو .
قال : فقام العمري فقبل رأسه وسأله أن يصفح عن فارطه ، فتبسم إليه أبو الحسن عليه السلام وانصرف.
قال : وراح إلى المسجد فوجد العمري جالسا ، فلما نظر إليه قال : الله أعلم حيث يجعل رسالاته.
قال : فوثب أصحابه إليه فقالوا : ما قصتك ؟ قد كنت تقول غير هذا.
قال : فقال لهم : قد سمعتم ما قلت الآن ، وجعل يدعو لأبي الحسن عليه السلام فخاصموه وخاصمهم ، فلما رجع أبو الحسن إلى داره قال لجلسائه الذين سألوه في قتل العمري : أيما كان خيرا ما أردتم أو ما أردت ؟ إنني أصلحت أمره بالمقدار الذي عرفتم ، وكفيت به شره ). 1
****************
1 - الإرشاد ، الشيخ المفيد ، ج 2 ، ص 233 .
تعليق