إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مطالعة في كتاب الغدير والمنصب للسيد محمد صادق الخرسان

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مطالعة في كتاب الغدير والمنصب للسيد محمد صادق الخرسان


    علي حسين الخباز
    ترتبط قراءة الحدث التاريخي بالمفهوم الفكري والفلسفي النابع من رؤية الباحث عن القيمة الجوهرية للغدير ، ولا يمكن أن ننظر إلى أهمية الحدث التاريخي من خلال أثره على العوالم السياسية التي مرت بها الأمة عبر قرون ، وفاعلية هذا الحدث مع مصالح الأمة وموقف الساسة والحكام منه.
    وكتاب الغدير والمنصب لسماحة السيد محمد صادق الخرسان هو محاولة لفهم المنصب و استحقاقاته عند أمير المؤمنين عليه السلام
    حسما لإشكالية المنصب مسؤولية أم امتياز ؟
    وهذا التشخيص الدقيق يذهب بالبحث إلى موارده الفكرية والإنسانية على مستوى القائد الإنساني المعين والمنصب من قبل الله سبحانه وتعالى بوصية خاتم الأنبياء صلى الله عليه واله وسلم بمعنى هو التكليف الإلهي في بناء المجتمع فكريًا وسياسيًا وتربويًا واقتصاديّا وهذا المنصب لا يصب لمصالح قادة القبائل وكبار الشيوخ ولهذا رفضوا المدد الإمام المعصوم للنبوة ،
    والأمر ليس سهلًا ومثل هذا الأمر لا يكون إلا عن انقلاب سياسي على الدين والرسالة النبوية تحت شعار( حسبنا كتاب الله )هذه حقيقه لمن يريد أن يقرأ التاريخ قراءة حقيقية لما حدث وليس بما نريد نحن أن يحدث.
    يرى سماحة السيد محمد صادق الخرسان في مقدمة الطبعة الثانية إن الاحتفاء بالغدير يمثل استذكار منظومة القيم السامية والمبادئ الإنسانية التي يختزلها الغدير المبارك
    نحن غير معنيين بالأسباب التي حولت الرؤية الدينية بما تحتوي من جوهر القداسة ومن الرؤية الفكرية إلى رؤى سياسية خرقت نواميس الولاء وزاغت عن جوهر التسليم، وما يعنينا من هذا الاحتفاء هو استنهاض الهمم واستثارة العزم للعمل الجاد بسيرة النبي صلى الله عليه واله وسلم وسيرة أمير المؤمنين عليه السلام وترسيخ العقيدة، أي إننا لا نستطيع تغيير الواقع التاريخي فالواقع السياسي يتحدث عن انقلاب حدث على الإمامة، لكننا نستطيع أن نحصن المفاهيم ونعمل على ترصين الفكرة وإعطاء الصورة الحقيقية لمعنى المنصب، وحسب رؤية أهل البيت عليهم السلام ليكون لدينا مفهوم المنصب فهو ليس وسيلة لنيل مكاسب مؤقتة وتحقيق طموحات زائلة لهذا لابد من الإهتمام بنشر تلك القيم و توعية المجتمع على ما تعنيه تلك المبادئ من بشائر الخير وإعطائها المساحة المناسبة ،ظهرت في قوة العلاقة المؤثرة بين الحدث والدلالات المتعددة ،الحدث التاريخي يرتبط بمكان وزمان ،أخذ النبي بيد علي بن أبي طالب عليه السلام فرفعها (من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله)
    نفذ الحكمة الإلهية عبر مشهد مرئي ومسموع والجميع متفق على تنصيب علي وليًا على المسلمين، القضية ترتبط بمعايير الدين والرسالة والتوجيه النبوي للأمة
    هل حديث الغدير هو أول موقف لتنصيب الإمام علي وأئمة أهل البيت عليهم السلام لقيادة الأمة ؟
    هناك حديث الانذار وحديث المنزلة والثقلين وغيرها من بيانات صادرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم( النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمتي من الأختلاف فاذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس )
    ويعتبر الغدير ضرورة حياتية على مستوى النظرية وديمومة المشروع الإلهي ،وضمان التواصل بين جهود الأنبياء والأوصياء كونه برنامج تنموي على مستوى التطبيق لا يتأثر بعوامل للتقادم الزماني والتبدل المكاني،
    وتقويمه بما يعزز مفاهيم الطاعة والإلتزام والتضامن والتآزر والمشاركة الجادة والواسعة في تنمية المجتمع وتطويره
    دراسة الغدير بما يحمله العمق الموضوعي للحدث برؤية نبي حشد عدة عوامل للتعبير عن أهمية الغدير وفاعليته،
    استعان بالزمان/المكان/الإنسان/ المؤثرات المعبرة الصورة /الصوت /طريقة الإعداد للتجمع الجماهيري
    وأشرف على تحضير الأمور بنفسه ليبرز دور الغدير فكريا وتنمويًا ولا يفسر وكأنه موضوع أسري خاص،
    يعرض لنا سماحة السيد محمد صادق الخرسان الموضوع عبر ثلاث قيم مهمة ؛ يضعنا أمام مشهد رباني
    أولًا ٠٠٠٠٠ المنصب هو الله تعالى ورسوله
    الثاني ٠٠٠٠٠ منصب الإمام علي عليه السلام
    الثالث ٠٠٠٠ المنصب مقام الإمامة بما تحمله من قيادة الأمة وإصلاح حالها وترشيد فكرها لأن الإمامة هي مسجد الأنبياء وارث الأوصياء زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين ومن الواضح أن مبدأ العصمة له الأثر الكبير في الإعداد لقيادة الأمة العمل الجاد في تأصيل ثقافة التغيير،
    يستحضرني سؤال وأنا أقرأ مثل هذا البحث المهم ما الذي نبتغيه للكتابة عن الغدير؟ هل نرسخ أثر الازاحة السياسية أم لمعرفة أشياء أخرى .
    السيد الباحث يرى أن هناك حاجة ملحة إلى التعرف على معايير المنصب عند الإمام عليه السلام ، أولا هو يرى أن المنصب تكليف وليست تشريف ، مقياس الكفاءة والنزاهة و الأمانة. في متابعة لشروط تعيين الولاة عند أمير المؤمنين نتعرف على اخلاقيات التكليف الأمانة التقوى فهو يقول لأحد ولاته أعلم أن حساب الله أعظم من حساب الناس والحذر من الهفوة ولابد من الصبر وتقديم الخدمات وتلبية الطلبات المشروعة وعدم القمع والإهتمام بالشعب وحمايته، ومن أهم مواصفات المسؤولية عند الإمام علي عليه السلام الرحمة والمحبة واللطف وكثير من الأمور الأخلاقية فهو يبحث عن روح الإنسانية في فلسفة الغدير
    نحمل الكثير من الأمور الفكرية والبحث في وجدان المناسبة والثمرة هي إدراك معنى الغدير كفكر يرتبط بالأثر الإلهي .​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X