الإمام الكاظم (ع) يحدد معنى ومصداق الزنديق ، فلا بد أن لا نرمِ أي أحد بها.
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أعظم الله لنا ولكم الأجر بذكرى استشهاد الإمام المسموم المظلوم موسى بن جعفر الكاظم (ع) .
الكثير من أبناء الخلاف وأعني تحديداً النواصب والوهابية يرمون الشيعة أتباع المذهب الإسلامي الحق بالزندقة .
بل تطور الأمر برمي كل مسلم غير شيعي بالزندقة أيضاً لمجرد أنه قد خالف عقيدة من عقائدهم الباطلة ولم يقبل بها .
ولكي لا نقع بالمحذور الذي وقع فيه غيرنا حدد الأئمة الطاهرين (ع) ضابطة الزنديق التي نستطيع أن نصف بها أي مخلوق .
ونتبرك بكلمات الإمام موسى الكاظم (ع) لتحديد معنى الزنديق ومصداقه .
فروي أن هارون اللارشيد قال للإمام موسى الكاظم (ع) : فإن الزندقة قد كثرت في الاسلام وهؤلاء الزنادقة الذين يرفعون إلينا في الاخبار ، هم المنسوبون إليكم ، فما الزنديق عندكم أهل البيت فقال عليه السلام : الزنديق هو الراد على الله وعلى رسوله وهم الذين يحادون الله ورسوله قال الله : { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم } . إلى آخر الآية 1 وهم الملحدون ، عدلوا عن التوحيد إلى الالحاد فقال هارون : أخبرني عن أول من ألحد وتزندق؟ فقال موسى عليه السلام: أول من ألحد وتزندق في السماء إبليس اللعين، فاستكبر وافتخر على صفي الله ونجيه آدم عليه السلام، فقال اللعين: { أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين }. 2 فعتا عن أمر ربه وألحد فتوارث الالحاد ذريته إلى أن تقوم الساعة. فقال: ولإبليس ذرية ؟ فقال عليه السلام : نعم ألم تسمع إلى قول الله : { إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا * ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا }. 3 لأنهم يضلون ذرية آدم بزخارفهم وكذبهم ويشهدون أن لا إله إلا الله كما وصفهم الله في قوله :{ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون }. 4 أي إنهم لا يقولون ذلك إلا تلقينا وتأديبا وتسمية . ومن لم يعلم وإن شهد كان شاكا حاسدا معاندا. ولذلك قالت العرب: من جهل أمرا عاداه ومن قصر عنه عابه وألحد فيه ، لأنه جاهل غير عالم . 5
********************************************
1 - سورة المجادلة ، الآية 22.
2 - سورة الأعراف ، الآية 11 *** وسورة ص الآية 77.
3 - سورة الكهف ، الآيات (49 - 50).
4 - سورة لقمان ، الآية 24.
5 - تحف العقول ، ابن شعبة الحراني ، ص 405.
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أعظم الله لنا ولكم الأجر بذكرى استشهاد الإمام المسموم المظلوم موسى بن جعفر الكاظم (ع) .
الكثير من أبناء الخلاف وأعني تحديداً النواصب والوهابية يرمون الشيعة أتباع المذهب الإسلامي الحق بالزندقة .
بل تطور الأمر برمي كل مسلم غير شيعي بالزندقة أيضاً لمجرد أنه قد خالف عقيدة من عقائدهم الباطلة ولم يقبل بها .
ولكي لا نقع بالمحذور الذي وقع فيه غيرنا حدد الأئمة الطاهرين (ع) ضابطة الزنديق التي نستطيع أن نصف بها أي مخلوق .
ونتبرك بكلمات الإمام موسى الكاظم (ع) لتحديد معنى الزنديق ومصداقه .
فروي أن هارون اللارشيد قال للإمام موسى الكاظم (ع) : فإن الزندقة قد كثرت في الاسلام وهؤلاء الزنادقة الذين يرفعون إلينا في الاخبار ، هم المنسوبون إليكم ، فما الزنديق عندكم أهل البيت فقال عليه السلام : الزنديق هو الراد على الله وعلى رسوله وهم الذين يحادون الله ورسوله قال الله : { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم } . إلى آخر الآية 1 وهم الملحدون ، عدلوا عن التوحيد إلى الالحاد فقال هارون : أخبرني عن أول من ألحد وتزندق؟ فقال موسى عليه السلام: أول من ألحد وتزندق في السماء إبليس اللعين، فاستكبر وافتخر على صفي الله ونجيه آدم عليه السلام، فقال اللعين: { أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين }. 2 فعتا عن أمر ربه وألحد فتوارث الالحاد ذريته إلى أن تقوم الساعة. فقال: ولإبليس ذرية ؟ فقال عليه السلام : نعم ألم تسمع إلى قول الله : { إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا * ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا }. 3 لأنهم يضلون ذرية آدم بزخارفهم وكذبهم ويشهدون أن لا إله إلا الله كما وصفهم الله في قوله :{ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون }. 4 أي إنهم لا يقولون ذلك إلا تلقينا وتأديبا وتسمية . ومن لم يعلم وإن شهد كان شاكا حاسدا معاندا. ولذلك قالت العرب: من جهل أمرا عاداه ومن قصر عنه عابه وألحد فيه ، لأنه جاهل غير عالم . 5
********************************************
1 - سورة المجادلة ، الآية 22.
2 - سورة الأعراف ، الآية 11 *** وسورة ص الآية 77.
3 - سورة الكهف ، الآيات (49 - 50).
4 - سورة لقمان ، الآية 24.
5 - تحف العقول ، ابن شعبة الحراني ، ص 405.
تعليق