الإمام موسى الكاظم (ع) ينعى نفسه للخلص من الشيعة المؤمنين .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أعظم الله لنا ولكم الأجر بذكرى استشهاد الإمام المسموم المظلوم موسى بن جعفر الكاظم (ع) .
روي عن علي بن سويد السائي قال : كتب إليّ أبو الحسن الأول (عليه السلام) في كتاب : ( إنّ أول ما أنعى إليك نفسي في لياليّ هذه غير جازع ولا نادم ، ولا شاك فيما هو كائن مما قضى الله وحتم ، فاستمسك بعروة الدين : آلِ محمد(صلوات الله عليه وعليهم) والعروة الوثقى الوصي بعد الوصي ، والمسالمة والرضى بما قالوا.
و لا تلتمس دين من ليس من شيعتك، و لا تحبن دينهم، فانهم الخائنون الذين خانوا اللّه و رسوله، و خانوا أمانتهم، ...). 1
عن محمّد بن عباد المهلبي قال : ( لما حبس هارون الرشيد أبا إبراهيم موسى عليه السلام وأظهر الدلائل والمعجزات وهو في الحبس ، تحيّر الرشيد فدعا يحيى بن خالد البرمكي فقال له : يا أبا علي أما ترى ما نحن فيه من هذه العجائب ، ألا تدبر في أمر هذا الرجل تدبيراً يريحنا من غمه ؟!
فقال له يحيى بن خالد البرمكي : الذي أراه لك يا أمير المؤمنين أن تمنن عليه وتصل رحمه ، فقد والله أفسد علينا قلوب شيعتنا ، وكان يحيى يتولّاه وهارون لا يعلم ذلك. فقال هارون : انطلق إليه وأطلق عنه الحديد ، وأبلغه عنّي السلام وقل له : يقول لك ابن عمّك : إنّه قد سبق منّي فيك يمين أنّي لا أخليك حتّى تقرّ لي بالإساءة ، وتسألني العفو عمّا سلف منك ، وليس عليك في إقرارك عار ، ولا في مسألتك إيّاي منقصة ، وهذا يحيى بن خالد ثقتي ووزيري وصاحب أمري فسله بقدر ما أخرج من يميني ، وانصرف راشداً !
قال محمّد بن عباد : فأخبرني موسى بن يحيى بن خالد : أنّ أبا إبراهيم عليه السلام قال ليحيى : يا أبا علي أنا ميّت ، وإنّما بقي من أجلي أسبوع ، أكتم موتي وائتني يوم الجمعة عند الزوال وصلّ عليّ أنت وأوليائي فرادى ، وانظر إذا سار هذا الطاغية إلى الرقة وعاد إلى العراق ، لا يراك ولا تراه لنفسك ، فإنّي رأيت في نجمك ونجم ولدك ونجمه ، أنّه يأتي عليكم فاحذروه ! ثمّ قال : يا أبا علي أبلغه عنّي : يقول لك موسى بن جعفر : رسولي يأتيك يوم الجمعة فيخبرك بما ترى وستعلم غداً إذا جاثيتك بين يدي الله من الظالم والمعتدي على صاحبه ، والسلام !
فخرج يحيى من عنده ، واحمرّت عيناه من البكاء حتّى دخل على هارون فأخبره بقصّته وما ردّ عليه ، فقال هارون : إن لم يدع النبوّة بعد أيّام فما أحسن حالنا ! ). 2
**************************
1 - شرح أصول الكافي ، مولي محمد صالح المازندراني ، ج 12 ، ص 73.
2 - الغيبة ، الشيخ الطوسي ، ج 1 ، ص 49.
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أعظم الله لنا ولكم الأجر بذكرى استشهاد الإمام المسموم المظلوم موسى بن جعفر الكاظم (ع) .
روي عن علي بن سويد السائي قال : كتب إليّ أبو الحسن الأول (عليه السلام) في كتاب : ( إنّ أول ما أنعى إليك نفسي في لياليّ هذه غير جازع ولا نادم ، ولا شاك فيما هو كائن مما قضى الله وحتم ، فاستمسك بعروة الدين : آلِ محمد(صلوات الله عليه وعليهم) والعروة الوثقى الوصي بعد الوصي ، والمسالمة والرضى بما قالوا.
و لا تلتمس دين من ليس من شيعتك، و لا تحبن دينهم، فانهم الخائنون الذين خانوا اللّه و رسوله، و خانوا أمانتهم، ...). 1
عن محمّد بن عباد المهلبي قال : ( لما حبس هارون الرشيد أبا إبراهيم موسى عليه السلام وأظهر الدلائل والمعجزات وهو في الحبس ، تحيّر الرشيد فدعا يحيى بن خالد البرمكي فقال له : يا أبا علي أما ترى ما نحن فيه من هذه العجائب ، ألا تدبر في أمر هذا الرجل تدبيراً يريحنا من غمه ؟!
فقال له يحيى بن خالد البرمكي : الذي أراه لك يا أمير المؤمنين أن تمنن عليه وتصل رحمه ، فقد والله أفسد علينا قلوب شيعتنا ، وكان يحيى يتولّاه وهارون لا يعلم ذلك. فقال هارون : انطلق إليه وأطلق عنه الحديد ، وأبلغه عنّي السلام وقل له : يقول لك ابن عمّك : إنّه قد سبق منّي فيك يمين أنّي لا أخليك حتّى تقرّ لي بالإساءة ، وتسألني العفو عمّا سلف منك ، وليس عليك في إقرارك عار ، ولا في مسألتك إيّاي منقصة ، وهذا يحيى بن خالد ثقتي ووزيري وصاحب أمري فسله بقدر ما أخرج من يميني ، وانصرف راشداً !
قال محمّد بن عباد : فأخبرني موسى بن يحيى بن خالد : أنّ أبا إبراهيم عليه السلام قال ليحيى : يا أبا علي أنا ميّت ، وإنّما بقي من أجلي أسبوع ، أكتم موتي وائتني يوم الجمعة عند الزوال وصلّ عليّ أنت وأوليائي فرادى ، وانظر إذا سار هذا الطاغية إلى الرقة وعاد إلى العراق ، لا يراك ولا تراه لنفسك ، فإنّي رأيت في نجمك ونجم ولدك ونجمه ، أنّه يأتي عليكم فاحذروه ! ثمّ قال : يا أبا علي أبلغه عنّي : يقول لك موسى بن جعفر : رسولي يأتيك يوم الجمعة فيخبرك بما ترى وستعلم غداً إذا جاثيتك بين يدي الله من الظالم والمعتدي على صاحبه ، والسلام !
فخرج يحيى من عنده ، واحمرّت عيناه من البكاء حتّى دخل على هارون فأخبره بقصّته وما ردّ عليه ، فقال هارون : إن لم يدع النبوّة بعد أيّام فما أحسن حالنا ! ). 2
**************************
1 - شرح أصول الكافي ، مولي محمد صالح المازندراني ، ج 12 ، ص 73.
2 - الغيبة ، الشيخ الطوسي ، ج 1 ، ص 49.
تعليق